محمد الأزهر : لو كان الأمر بيدي لبرمجت
الرواية ضمن الوحدات التي يدرسها طلبة الحقوق
إنجاز: محمد فالح
أما عبد العالي الدمياني الذي قدم ورقة بعنوان "السخرية والسلطة في شرطي ودراجة"، عاد من خلالها إلى الأصول الأولى للسخرية في الثقافة العربية مع الجاحظ، واعتبرها تمثل رؤية للعالم، ويمثل كتاب شرطي ودراجة نمطا جديدا من السخرية كونه محمد الأزهر يسخر من السلطة من داخلها، وتناول المؤلف انطلاقا من ثلاثة محاور هي السخرية بالكلام الذي يعد مركزيا من خلال إسهامه في كشف طبيعة الشخصيات وما تنطوي عليه من خصوصية أو غرابة تحمل في عمقها صورة نسق السلطوي وهو يجرد الإنسان من أهم خصائصه ليضمن سيرورته، أما المحور الثاني فوسمه "السخرية بالهيئة" وتتجلى في نظره من خلال الصور الكاريكاتورية المرفقة والتي اتخذت هيئات الشخصيات مادة حية لبلورة شكلها الساخر، لأما المحور الثالث والأخير وهو السخرية بالموقف فقد رأى الباحث أن محمد الأزهر بنى مجموعة من المشاهد أو المواقف التي تحرك على الضحك في نهايتها وهو نفس النمط من السخرية الذي كان يعتمده الجاحظ، والهدف من هذا النمط من السخرية في نظر الباحث هو تعرية النسق الثقافي المضمر الذي يمارس سلطته على الأوعاء والنفوس، وقد حلل في نفس الإطار مجموعة من الشفرات اللغوية التي يتضمنها شرطي ودراجة،
ثم أخذ الكلمة محمد الأزهر المحتفى به، الذي فتح قلبه للحضور وتحدث عن خلفيات وحيثيات كتابته لهذا العمل،الذي لا يرقى في نظره إلى مستوى الرواية وإنما هو مرحلة سابقة ولج من خالها عالم الكتابة الإبداعية على أنه استفاد من بعض الهفوات في هذا العمل، في إنجاز روايته الجديدة التي ستصدر قريبا، وأطلع القاعة عن بعض الأحداث الساخرة والمغامرات التي قام بها أو عاينها، وهو بسلك الشرطة، كما أشاد بدور الكتابة الروائية، والحث على ضرورة برمجة مادة الرواية والأدب عموما لطلبة كليات الحقوق، ثم فتح الباب أمام القاعة التي ضمت زملاءه وطلبته الذين أعربوا عن حبهم له وتفانيه في عمله.
وختم عبد النبي غزال هذا اللقاء الذي اعتبر التجربة الإنسانية لا تكتسب عمقا إلا حينما تروى وتصبح حكاية تتداولها الألسن.