منذ تنامي ظاهرة الارهاب الاسلامي فى تسعينات القرن العشرين،تعالت الاصوات المحذرة من عدم كفاية المواجهة الامنية مع
إلا أن حكوماتنا المستبدة وبدعم من الحكومات الاوروبية والامريكية، لم تلتفت لهذه الرؤية، لانها رأت فيها خطر على سلطتها ومصالحها الاقتصادية، واصرت على الحل العسكري وفقط. فكانت النتيجة ما نراة اليوم من ارهاب عالمي يضرب الكرة الارضية من اندونسيا شرقا وحتى الولايات المتحدة غربا، ومن فرنسا شمالا وحتى كينيا جنوبا، لا يستثنى جنس او عرق او دين او سن، الكل مستهدف وصورة عشوائية. وبالرغم من كل ذلك، تصر حكومات العالم على استبعاد المواجهة الشاملة مع الارهاب وتكتفي بالمواجهة العسكرية، وكأنها رجل مطافي يحاول اطفاء حريق دون ان يقضي على المصدر المغذي للنار اولا، بالبلدي سايب محبس الغاز مفتوح
وإذا كان الارهاب في السابق يستهدف الحكومات ومؤسسات الدولة، فانه الان يستهدف الشعوب. يفجر ويهاجم المقاهي ومراكز التسوق ودور العبادة ووسائل المواصلات، يقتل الناس في الشوارع وفي المنازل وفي أماكن العمل. لقد اصبحت الشعوب هى الاكثر تضررا من الارهاب سواء بالموت قتلا او بالخسائر الاقتصادية او بفقدان من نحبهم. وفي ظل كل هذا الارهاب تقف الحكومات متفرجة باستثناء بعض الضربات العسكرية هنا او هناك
ولذلك فعلى الشعوب ان تتحرك بنفسها ولا تنتظر الحكومات التى لن تفعل شيئ لمحاربة الارهاب بشكل حقيقي وفعال. على المجتمع المدني والنخب المثقفة العلمانية في العالم ان تلتقي وتوحد جهودها لنشر ثقافة وروح السلام والتعايش وقبول الاخر والحوار. فكما ان العالم يواجه حركة اصولية عالمية تبث ثقافة الكراهية والعنف لتصنع ارهابيين مستعدين لتفجير انفسهم وقتل الاخرين، فلابد ان تكون المواجهة عالمية ايضا، ببث ثقافة السلام وقبول الاخر لتصنع انسان محب للحياة وللانسانية يكرة الحرب ويعادي القتل والموت
وإذا كان البعض يدعوا لمؤتمر دولي لمحاربة الارهاب، فهذا المؤتمر يجب ان يكون مؤتمر شعبي يضم منظمات المجتمع المدني والمثقفين وليس الحكوميين الذين سيلتقون ويتصافحون ويلتقطون الصور ثم يذهب كل منهم الي بلده دون انجاز اى شيئ. وإذا كان هناك تحالف عسكري دولي لقتال التنظيمات الارهابية، فقد حان الوقت لتأسيس تحالف شعبي دولي لمواجة ثقافة الموت بثقافة الحياة
