أصدرت الفنانة المغربية السوبرانو سميرة القادري،
مؤخرا، أحدث أعمالها الفنية بعنوان "مزيج". وأبرزت سميرة القادري، في تصريح
لوكالة المغرب المعربي للأنباء،
أنها تسعى من خلال العمل الجديد الى المساهمة في الارتقاء
بالأغنية المغربية إلى العالمية، موضحة أن تجربة ألبوم "مزيج" تعكس رغبتها
المستمرة في إعطاء الموسيقى المغربية بمختلف روافدها المغاربية والعربية والمتوسطية
بعدا كونيا، بحكم غناها الثقافي الذي ينبني على الامتياز الجغرافي والتاريخي لحوض المتوسط.
وعملت المبدعة سميرة القادري في عملها الفني الجديد
على المزج والتوليف بين النصوص العربية والموسيقى المتوسطية الإيبيرية الأندلسية، من
خلال الحضور القوي لنصوص أدبية خالدة، من حجم قصائد محي الدين بن عربي ومحمد ربضان
وبوي دو مونسون وقصائد أخرى لنعيمة قادري الشرقاوي، التي دخلت في حوار مباشر مع نغمات
غربية متنوعة كالجاز والفادو والفلامنكو، في محاولة ل "تطويع" التراث الشعري
الاندلسي وإخضاعه لقوالب موسيقية متجددة وحالمة تسافر بالمتلقي نحو عوالم من الحلم
والجمال.
كما تتميز التجربة الجديدة للفنانة سميرة القادري
بكونها عملا جماعيا ساهم فيه عدد من الفنانين المرموقين ببصمة خاصة، تأليفا وأداء وعزفا،
وكذا عبر توظيف كل الإمكانات الفردية وتوحيدها في نهج جماعي، يستمد مادته الخام من
الموروث الثقافي الغني لحوض المتوسط، حيث ساهم في إنجازها الفنان المبدع نبيل أقبيب
والمؤلف الموسيقي وعازف البيانو ياسين عبد الوهاب والمؤلف الموسيقي وعازف العود يونس
الفخار وعازف الإيقاعات الشرقية محمد الخليفي وعازف الإيقاعات الغربية رشيد البرنوصي،
ويتميز هذا العمل الفني ايضا، حسب الفنانة سميرة
القادري، بكونه يقارب تجارب ومدارس متوسطية مختلفة من أجل خلق جسور التواصل الجمالي
الكفيلة بالمساهمة، ولو بالقليل، في إلغاء الحدود بين الشعوب والأفراد.
وقد سبق للفنانة سميرة القادري أن حصلت على العديد
من الجوائز العربية والعالمية من بينها "جائزة الفارابي للموسيقى العتيقة"،
التي تشرف عليها اللجنة الوطنية للموسيقى بالمغرب والمجلس الدولي للموسيقى التابع لليونيسكو،
والميدالية الفضية من أكاديمية الفنون والعلوم والآداب بباريس، والجائزة الكبرى لجوائز
ناجي نعمان للآداب، والميدالية الذهبية للاستحقاق من المجلس الوطني للموسيقى بالرباط
التابع لليونسكو.
كما سبق وأن كرمت سميرة القادري من خلال جائزة المهاجر
العالمية للفكر والآداب والفنون بملبورن بأستراليا وتوجت "شخصية العام الثقافية
بالعالم" سنة 2011، كما منحت سنة 2012 من طرف جامعة عبدالمالك السعدي بتطوان لقب
سفيرة للثقافة بالعالم رفقة الشاعر المغربي عبدالكريم الطبال، إضافة الى فوزها بلقب
"أحسن فنانة لسنة 2013" من طرف الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية،
مع مبدعين ورياضيين آخرين حققوا نجاحات هامة في مجال الفن والرياضة.