مقتل
راسم البسمة الأخيرة في وجوه أطفال حلب الحرة
في
مدينته حلب ورغم مآسي الحرب، كان أنس الباشا يرسم البهجة على شفاه الأطفال،
حتى
وإن كانت فرحةً لفترة وجيزة. لكنه لقي حتفه في غارة جوية. دنيا رمضان تُعرف موقع
قنطرة بآخر مهرّج بقي صامدًا في حلب.
بشعر
مستعار وأشعث لونه برتقالي يغطي رأسه، وبدوائر حمراء مرسومة على خديه وألوان زاهية
تحيط عينيه - كان أنس الباشا يسير عبر شوارع حلب وأزقَّتها المدمَّرة من القصف.
بين واجهات المباني الرمادية والأنقاض كان هذا الشاب البالغ من العمر أربعة وعشرين
عامًا ينتقل من طفل إلى آخر، ويقوم بتوزيع دمى الحيوانات المصنوعة من القماش على
الأطفال في مكان أصبحت فيه البهجة نادرة.
في
شريط فيديو منشور على موقع يوتيوب نشاهد كيف كان يسافر مع مجموعة من المتطوِّعين
في سيارة عبر شوارع هذه المدينة. ثم كان ينزل من السيارة وهو يحمل على كتفيه كيسًا
كبيرًا يوزِّع منه الهدايا. وكان الأطفال يتجمَّعون حوله، وبدوره كان أنس الباشا
يوزِّع عليهم الدباديب والدمى ودمى الكوالا. وفي ملابسه الملوَّنة بألوان صاخبة
كان يبدو وكأنَّه بهجة مجسَّدة - في وسط كآبة رمادية.