ترجمة ماجد الحيدر قوبادي جه لي زاده
أمي
أمي
تصَلّي..
كي لا تنقلبَ سيارةُ بنيها
كي لا تُثكلَ
كي لا يصابَ أبناؤها بالشلل.
تصومُ..
تدعو، كي يهجرَ أصهارُها الحاناتِ
كي يحرقوا أوراقَ القمارِ
كي يتوجهوا شطرَ بيتَ الله.
أمي
تذهبُ الى الحجِّ..
ترمي الشيطانَ بالحصى
تُدمي جبينه.
وتقبِّلُ الحجرَ الأسودَ
كي لا يسوءَ حظُّ بناتها.
أمي..
تؤدي الزكاة..
وتعينُ الناسَ في السرِّ
كي يرفعَ السرطانُ مخالبه
عن ثديِ كنّاتها الحبيبات.
أمي..
تزورُ المراقدَ..
تعقدُ الخِرقَ الخُضرَ
في جِباه شواهدِ القبور
كي لا تعقُمَ بناتُ أخواتها
كي يُرزقَ أولادُ أخيها بالبنين.
أمي
لا تنامُ في ليلة القدرِ.
لكنها تقبضُ حفنةً من نورِ الله
كي تصالحَ بها
“بوذا” على “محمد”
وتعانِقَ “زرادشتَ” و “موسى”
كي تغسلَ بذاكَ النور
الكنائسَ من دمِ عيسى.
أمي..
يغلبها النعاسُ
حينَ تسبِّحُ فوقَ سجّادتها الصوفية.
أمي تحبُّ النبي
أكثر من كلِّ أطفالها.
تلكَ أمي، لا أنا
من لو كانَ بيدها
لسمَّتْ كلَّ أولادها محمداً
وكلَّ بناتها فاطمة.
أمي..
واحداً فواحداً .. ماتَ بَنوها..
وأترعَ أصهارها كؤوسهم بالكفر
وملأ السرطانُ
صدورَ كنّاتها
بالديدان.
أمي..
أبناء أخيها لا عقبَ لهم
بنات أخواتها عاقرات
بناتها سيئات الحظوظ
وأنبياؤها يسفكون الدماء.
أمي..
في كل صباح..
تذهبُ الى الجنة .
وحدَها، وحدها وحسب.
لا أحد منا هناك
لا أحد
وحدها
وحدها وحسب.
ماجد الحيدر: شاعر وقاص ومترجم من كردستان العراق.
ولد ببغداد عام 1960. يكتب ويترجم بالعربية والكردية والانكليزية. أصدر العديد من المجموعات
الشعرية والقصصية والترجمات.
majidalhydar@yahoo.com