مراسلة خاصة عبده حقي من طنجة : شهدت رحاب "بيت الصحافة" بمدينة طنجة
مساء الجمعة السابع من أبريل تنظيم لقاء احتفائي بمناسبة مرور ثلاث سنوات على تأسيسه
،
كما كان هذا الموعد مناسبة احتفائية أيضا لتكريم رائدة من رواد الإعلام الثقافي التلفزي
ببلادنا الأمريتعلق بالأيقونة النادرة فاطمة التواتي .
انطلقت فعاليات هذا اللقاء الذي حضره وفد هام جدا
من المدعوين من المغرب ومن خارجه إعلاميون وكتاب وفنانون تشكيليون بزيارة استطلاعية
لهذا الصرح (بيت الثقافة) قادها المايسترو ورئيس البيت الشاعر والإعلامي سعيد كبريت
، أطلع من خلالها الحاضرين على مختلف مرافق وفضاءات البيت وخصوصا مشروع إطلاق محطة
إذاعية خاصة بالأنشطة الإعلامية والثقافية سواء بطنجة أوبالمشهد المغربي برمته .
وبعد جلسة شاي في قاعة الضيافة التي تخللها نقاش
حميمي مفتوح بين رئيس البيت سعيد كبريت ووفد المدعوين حول سياق تأسيسه وكيف انبثقت
وتبلورت فكرة تحقيقه من سماء الحلم إلى أرض الواقع والصعوبات اللوجيستية والمعنوية
والقانونية التي صادفها هذا المشروع منذ أن كان فكرة جنينية ، انتقل الحاضرون إلى قاعة
الندوات حيث عقدت مائدة مستديرة شارك فيها عديد من الأسماء الإعلامية المعروفة التي
بصمت وماتزال ساحة الإعلام الثقافي بمختلف أسانيده (إذاعة ـ تلفزة ـ جرائد ـ إعلام
رقمي) وقد أدارهذا اللقاء باقتداروتمرس وحنكة عالية الشاعر والصحفي حسن نجمي الذي قدم
في البداية قراءة في تاريخ مسارات الفعلين الثقافي والإعلامي بالمغرب وتفاعلهما المتبادل
وتطورهما قبل الاستقلال وبعده إلى اليوم . ولم يفت حسن نجمي مسير هذه الجلسة أن يتوقف
عند تجارب بعض الجرائد المغربية وبعض أسماء الصحفيين والمثقفين الذي نقشوا أسماءهم
الوازنة باستحقاق في ذاكرة الإعلام والثقافة معا في حمأة تجاذب بين قبضة السلطة وتمنعها
وطموح المثقفين والإعلاميين في إرساء أسس إعلام ثقافي مغربي يتنفس في فضاء حرية المبادرة
وحرية التعبير ويواكب حركية النشاط الثقافي في المغرب وخارجه .
بعد ذلك أعطيت الكلمة لمختلف الأسماء المشاركة والذين
حاول كل واحد منهم مقاربة واقع الإعلام الثقافي من خلال تجربته الخاصة ومغامرته الإعلامية
وكانت البداية مع الشاعروالقاص والروائي ياسين عدنان معد ومقدم برنامج (مشارف) الثقافي
الذي يبث على القناة الأولى كشف في كلمة تلقائية عن بعض أسرار وكواليس إعداد البرنامج
مع ضيوفه والانشغال الإعلامي والسوسيوثقافي الذي يروم تحقيقه البرنامج من خلال الحرص
على جعل محورالحلقة أقرب إلى المشاهد العادي منها إلى طبقة النخبة المثقفة مهما كان
بروفايل الضيف كاتبا أو ناقدا أوناشرا أومؤلفا مسرحيا ..إلخ
ثم أعطيت الكلمة إلى الصحفي بجريدة بيان اليوم محتات
الرقاص الذي تحدث من جانبه عن المشهد الثقافي والإعلامي بين الأمس واليوم وعلاقتهما
بالسياقات السياسية المحتدمة وتأثير ذلك على أدوار الإعلام الورقي بشكل عام في نشرالمعلومة
والتثقيف والتوعية ..إلخ
من جانبها الصحفية سعيدة شريف رئيسة تحريرالمجلة الإلكترونية "ذوات" الصادرة عن مؤسسة "مؤمنون بلاحدود" تحدثت عن تجربتها في مختلف المنابرالورقية المغربية والعربية (الشرق الأوسط ـ العرب القطرية ـ الأخبارـ الصحراء المغربية) ونبشت في مكاشفة صادقة في خبايا ومعانات مهنة المتاعب وخصوصا في شقها المرتبط بالصحافة الثقافية التي تبقى حسب تجربتها الإعلامية الطويلة آخر ما يفكر فيه مديرالنشر بل إنه قد يعمد أحيانا إلى إعدام خبر ثقافي هام جدا من أجل نشر إعلان إشهاري .
من جانبها الصحفية سعيدة شريف رئيسة تحريرالمجلة الإلكترونية "ذوات" الصادرة عن مؤسسة "مؤمنون بلاحدود" تحدثت عن تجربتها في مختلف المنابرالورقية المغربية والعربية (الشرق الأوسط ـ العرب القطرية ـ الأخبارـ الصحراء المغربية) ونبشت في مكاشفة صادقة في خبايا ومعانات مهنة المتاعب وخصوصا في شقها المرتبط بالصحافة الثقافية التي تبقى حسب تجربتها الإعلامية الطويلة آخر ما يفكر فيه مديرالنشر بل إنه قد يعمد أحيانا إلى إعدام خبر ثقافي هام جدا من أجل نشر إعلان إشهاري .
ولم تشد كلمتا كل من الصحفيين عمرأوشن والحسين الشعبي
عن إثارة الأسئلة القلقة والملحة التي يشهدها الحقل الإعلامي برمته وما يتخبط فيه من
معيقات جمة في ظل المستجدات التي يعرفها المغرب إن على المستوى الإعلامي أوالسياسي
والثقافي والحقوقي.
الأعلام الثقافي الرقمي حظي هو أيضا بمداخلة أعد
ورقتها الكاتب والإعلامي عبده حقي موسومة ب (أزمة الإعلام الثقافي الرقمي في المغرب)
قدم عبر فقراتها تشخيصا مجهريا مقتضبا للمشهد الإعلامي الرقمي بالمغرب وما يعيشه من
اختلالات سواء على مستوى غياب المهنية الناجعة بسبب حداثة ولوج هذا السند الجديد إلى
مجال الإعلام أو بسبب الممارسات اللاأخلاقية التي يعاني منها مثل البحث عن أخبار الإثارة
والفضائح على اختلاف مستوياتها والترويج للإشاعة من أجل الرفع من منسوب زوارالموقع
فقط . ودعا في ختام ورقته إلى ضرورة الاهتمام بالإعلام الثقافي الرقمي باعتباره بوابة
المعلومة في المستقبل وأيضا باعتباره ذخيرة من ذخائر رأسمالنا اللامادي .
وعرفت الفقرة الثانية من هذه المائدة المستديرة
احتفاء مستحقا بالإعلامية فاطمة التواتي وانطلقت بكلمة تلقائية قدمها الشاعررشيد المومني
.. كانت كلمة مفتوحة ومغمورة بنوستالجيا العودة لسنوات البرامج الثقافية المشهورة
(كومبيوتر7 ـ منتدى الثقافة ـ رياض الفكر) حيث سبرالأغوار الوجدانية والحميمية الدفينة
التي كانت تربطه وتربط جل الأدباء والمثقفين بهذه البرامج وعلاقة العشق الإبداعي والفكري
الفياض الذي كان يتدفق من خلال إطلالة فاطمة
التواتي كل أسبوع على جمهور المثقفين بالرغم من المتاريس التي كان تقف في كثير من الأحيان
في وجهها بهدف إجهاض دورها الثقافي الرائد .
أخيرا جاءت اللحظة الناتئة حيث أعطيت الكلمة للصحفية
المحتفى بها فاطمة التواتي وبعد أن تقدمت بشكرها الخالص إلى بيت الصحافة وإلى كل المشاركين
في هذه الندوة عادت بذاكرتها الثرية إلى أيام وليالي العشق والقلق والمعاناة القاسية
في علاقته بممارسة مهنة المتاعب وخصوصا في سندها التلفزي ودوره الخطير في سنوات الرقابة
الشرسة والمقاربة السلطوية المتداخلة مع مزاجية التسيير الإداري والضبط التحكمي لكل
جزئيات البث في الشكل والمضمون بعد إلحاق وزارة الإعلام بأم الوزارة (الداخلية) في
مطلع الثمانينات.
كما لم تنس فاطمة التواتي أن تسرد بعض أعلام الثقافة
في المغرب الذين أضاؤوا بحضورهم برامجها التلفزية مثل محمد عزيز لحبابي وعبدالكبير
الخطيبي ومحمد زفزاف وادريس الخوري وطه عبدالرحمان واللائحة طويلة .
وفي موقف لافت شهدته هذه الأمسية الجميلة أعطى مسير
الندوة الشاعر حسن نجمي الكلمة لقيدوم الصحفيين الرياضيين محمد العزاوي زوج المحتفى
بها فاطمة التواتي الذي قدم في كلمة حميمية متدثرة بدفئ حبهما العميق والأزلي كشف من
خلالها عن بعض الأسرار الجميلة عن علاقة ارتباطهما والتقائهما على جسر الإعلام لأول
مرة وعن بعض كواليس إعداد بعض البرامج الرياضية والثقافية ومارافقها من مفاجآت فرح
ورعب أيضا .
واختتم هذا الحفل الإحتفائي البهي بانضمام جل الحاضرين
إلى منصة القاعة حيث تم التقاط صور توثق للحظات هذه الأمسية النيسانية الجميلة التي
لن تنس والتي ستبقى منقوشة في السجل التاريخي لهذا الصرح والمفخرة الإعلامية (بيت الصحافة)
بطنجة العالية .