أريد امرأة تغفر أخطائى الكثيرة .. وتنسانى إذا ما غبت كثيرا ثم تهوانى إذا ما عدت قليلاً .. وتغنى لى وتبكى وأنا ألفظ أنفاسى الأخيرة
حقيقة. كنت أريد كائناً مصمماً لهواى ولأوقات مزاجى. لأنى فى العمل لا أعود أذكره، وحين أتهامس مع الوطن أخون حبيبى كثيراً. وعندما أسافر أدخل فى عزلة ونسيان وأهيم وحيدة. أهيم طويلاً بين سكون وضجيج حتى ترتد لى روحى نقية خالصة من عبث المدنية وشوائبها. لكنى حين أعود من رحلاتى وشطحاتى. أهواه تواباً غفوراً.
يسامحنى دون عتاب، ويعود ليداعب خصلاتى ولا ينام حتى أنام.. أنا بطلة تلك الأبيات وليس أحداً غيرى.
ثم حدثت أمور، وتبددت ظروف، فانقلبت وسئمت وأصابنى الملل. لم أعد أريده منتظراً وحيداً، وصرت أرفض من تعجبه ساديتى كما لم تعد تثيرنى الطبقية التى بيننا. كيف أشرح الأبيات من جديد؟ هل أسمح له بالبطولة؟ أم أقبله شريكاً فى الحكم ؟ وماذا ستقول عنى رفيقاتى بدرب النسوية والاستبداد؟
لست مزاجية لكنى اكتشفت سر الخلود بينى وبينه. اكتشفت أنى لا أحبه ساكناً. أريده مخلصاً ماجناً مثلى تماماً. فعكس المجون يعنى أننا عقلاء. والعقلاء لا ينحرفون. لا ينتجون. لا يبدعون. ماذا لو أقترح عليك أن نكون كلانا بطلا لأبيات حب تنتج إبداعا ولا تقتل؟ تغيب وأغيب. تنسى وأنسى ونعود لنتذاكر بعضنا من جديد كأنها المرة الأولى. هل نحلم بأكثر من هذه الأبدية؟
لما تجبرنا التقاليد على التلاصق حتى الفراق؟.. لما لا تتركنا نحدد مسارات علاقاتنا بشكل ينقذها لأطول مدى؟
لا تسأل عنى. اتركنى أغيب عن ناظريك لتهوانى أكثر. وأفلت بدورى لجامك ليطول صهيلك فى حقول الحرية أكثر وأحبك أكثر
فى حالتنا النادرة سأغفر. وسأستعيد ذنوبك فلا أتذكر منها شيئا وتسأل عن ذنوبى المجنونة فتتحول الخطايا حسنات. فى حالتنا تصبح أبيات الشاعر أكثر عدلاً ومنطقية. كنت صغيرة وأريد حبيباً بشروط العرب التقليدية، والعرب لا يبدعون، آخر إنتاجاتهم كان منذ سبعين سنة أو أكثر. سنخالف معايير البشر دون خجل. ونفترق منحرفين بكل الاتجاهات، تحمينا بوصلتنا دون خوف.
أجمل ما بيننا أننا عازبان تشغلنا المعارك. أصدق إخلاصنا أن أحدنا لا يعرف الآخر. ورغم ذلك لا تنام أو أنام. فابق لأجلى مجهولاً ولا تدعنى أراك. وسنستمع لشدونا وبكائنا وسنطرب للغناء ونحن نلفظ أنفاسنا الأخيرة.