-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

الكويت تقود جهود رأب الصدع داخل البيت الخليجي بقلم: مصطفى المريني

بعدما قامت بجهود حثيثة عشية انعقاد القمة الخليجية- الأمريكية لتصفية الأجواء بين دول مجلس التعاون الخليجي،ولاسيما بين قطر من جهة،وبين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية
المتحدة من جهة أخرى،لتوحيد الموقف الخليجي في القمة إياها،عادت دولة الكويت وأميرها الشيخ صباح  الأحمد الجابر الصباح إلى قيادة عملية دبلوماسية جديدة لرأب الصدع داخل البيت الخليجي ،إثر التصريحات المنسوبة إلى أمير قطر الشيخ تميم بن أحمد آل ثان بشأن علاقة بلاده بإيران ،وموقع الأخيرة في المنطقة كقوة إقليمية وازنة تضمن الاستقرار في المنطقة .
واثارت هذه التصريحات المنسوبة إلى الشيخ تميم شجبا واستنكارا شديدين من لدن القيادات السعودية والإماراتية ،لاسيما وأنها أعقبت القمة الخليجية الأمريكية وهو ما فهم في الرياض وأبوظبي بأنها إنقلاب على مخرجات القمة،وخروج  الدوحة"عن الإجماع الخليجي في ملف العلاقات مع إيران"،ومؤشر على رفضها للأجندة الخليجية –الأمريكية المفترضة تجاه إيران وعزف منفرد من دولة قطر خارج السرب الخليجي.
ولم يفلح النفي القطري للتصريحات في إقناع المملكة والامارات بحسن نوايا قطر ،مادفعهما الى حجب المواقع الإعلامية القطرية وشن حملة شعواء ضد الدوحة ، ردت عليها قطر بحملة مماثلة ،ما أعاد أجواء الاحتقان الى سماء الخليج التي خيمت عليها في فترات سابقة بسبب الخلاف بين قطر،والسعودية والامارات على خلفية تباين مواقفها من ملفات السياسة الخارجية.
ورغم تباين المواقف بين قطر، والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة لجهة الموقف القطري بشأن العلاقة مع إيران ،وما يجب أن تكون عليها هذه العلاقة من  تعاون وتنسيق بدل سياسة التصعيد التي لا تخدم  الاستقرار والأمن في المنطقة حسب الدوحة ، فإن المراقبين يعلقون آمالا كبيرة على الوساطة الكويتية ،التي يقودها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح،  المعروف بحنكته وحكمته  ورصيده في احتواء الأزمات التي تنشب داخل البيت الخليجي ،ولذا يعول على دوره كثيرا في تجسير الهوة بين الأخوة الأشقاء داخل البيت الخليجي ، إن لم يكن بتوحيد المواقف، فعلى الأقل بمنع تصعيد الخلاف وتطويقه واستمرار التعايش تحت سقف البيت الخليجي وهذا في حد ذاته مكسب لايستهان به.
ومعلوم أن الخلاف بين قطر وبعض دول مجلس التعاون الخليجي ،وخاصة المملكة العربية السعودية ليس جديدا،لكن المثير هذه المرة هو أنه أخذ أبعاد خطيرة من شأنها -إذا لم يتم تطويفها بسرعة- إحداث شرخ داخل البيت الخليجي،في وقت تتطلب فيه الظرفية الاقليمية والدولية رص الصف الخليجي وتوحيد المواقف إزاء الملفات والقضايا الاستراتيجية والعسكرية والاقتصادية في المنطقة،خاصة في ظل التوجه الجديد للعلاقات بين دول مجلس التعاون والإدارة الأمريكية الجديدة .ولئن كانت الظرفية تحتم على دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة إعمال العقل والحكمة والانتصار للروابط الأخوية والمصير الواحد والمصالح المشتركة، فإن قطر مطالبة بشكل مضاعف باستحضار متغيرات الواقع وموازين القوى من حولها ،وقطع الطريق على بعض الجهات الاقليمية والدولية التي تسعى إلى شق الصف الخليجي ،وزرع الفتنة بين مكوناته تمهيدا لتفجير البيت الخليجي من الداخل.فهل تفلح جهود الكويت في نزع فتيل الانفجارمن البيت الخليجي ؟

*إعلامي وباحث في العلوم السياسية - المغرب

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا