بين العالم العلوي الجميل للمدينة الحلم والعالم السفلي المهمش للمدينة الواقع، يبتكر لنا المخرج السوري محمد ملص عالما فنيا سينمائيا تالثا لـ”أحلام المدينة” الفاضلة التي تستحيل فيها المتناقضات متجانسة ومتعانقة عبر لعبة الكتابة البصرية المخاتلة لمخرج متميز ومتمكن يقوم جوهر مشروعه الفني على خلق سينما ذات مذاق أدبي وخلق أدب ذا مذاق بصري .ويعتبر رائد سينما المؤلف في سوريا، قناص التفاصيل الصغيرة المهملة في مغارات الذاكرة والنسيان، لأنه آمن منذ بداياته أن مهمّة الإبداع الأساسيّة هي أن يكون بصيرة قادرة على أن تنير ما يحيط بها بعمق وبصدق وشجاعة .لذلك نراه في كل أعماله ومساره الإبداعي ينتصر للحلم والطفولة والذاكرة والإنسان وينهل من معين روحه التواقة إلى كسر الطوق وتحييد الظلم وعناق الحرية والانطلاق بعيدا في عالم الفن والجمال والعدل وسرمدية الكون. تتمة الحوار