كان ذلك خلال عام 1998 عندما انتصفتْ المباراة،
غطت السماء سحابة كثيفة حمراء، حتى إنها بدت محملة دما. توقف الصبية عن اللعب. ترك
الكبار مجالسهم على عجل. تأملوا السماء ليس كالعادة بلا مبالاة، إنما باهتمام عاجز
متدفق.
“ما هذا، جدي؟”. سأل
محاولا فهم ما كان يحدث في الأعلى، تاركا خيط الماء يسيل عبثا، مستمعا لهمهمات الجد
بصوت شبه غائب كمن شرع في الصلاة. “وحده – قال بوضوح مشتت – ربنا يدري”.
في ما بعد أدرك أدرهماني ملاحظا بأن الجد دخل صلاة
سريعة، مرتعبة. لهذا السبب الوجيه بالذات لم يعد قادرا على مغالبة ما تسلل إلى جسده
كالمرض أو البرد المستفحل بشكل مفاجئ. نبضات الخوف، في أطرافه، مع إنه كان يحاذر طرطشة
الماء –فالطرطشة أكثر ما يغضب جدي– إلا أن هذا لم يجد نفعا، انسكب الماء كله.
تتمة