من اللقطات التي لا تزيد الواحدة منها على دقيقة واحدة لتصوير الحياة اليومية في فرنسا. وتضمنت السلسلة مشاهد قطار يدخل محطة وعمال يغادرون مصنعاً وبستانياً يعمل في حديقة ومصطافون يسبحون في البحر ، كلها عُرضت على قماشة بيضاء هي أقرب الى الشرشف في اول حدث سينمائي عرفه العالم وقتذاك. وأُنتج الملصق بعد ليلة افتتاح الفيلم في قبو مقهى "غران كافيه" في باريس بحضور اقل من 30 شخصاً في 28 ديسمبر/كانون الأول 1895.
وافادت تقارير بأن الجمهور ذُهل بل وحتى "ارتعب" مما شاهده فيما ذهبت الظنون بالبعض الى السحر والشعوذة وراء ما رأوه على القماشة البيضاء. وقال احد التقارير من تلك الفترة ان امرأة اطلقت صخرة هلع حين رأت الصور المتحركة. ولكن خبراء في دار سوذبي للمزاد حيث سيُعرض الملصق للبيع قالوا ان ذلك الحدث الذي استمر 20 دقيقة "غيَّر العالم" بتدشين ما أصبح بعد فترة وجيزة اهم ظاهرة ثقافية وفنية واجتماعية في القرن العشرين. وبعد النجاح الساحق وما اقترنت به ليلة العرض الأولى من اثارة توافد آلاف على العروض التالية وفي غضون اشهر افُتتحت سينمات لعرض افلام الأخوة لوميير في جميع المدن الكبرى في العالم. وقُدمت عروض خاصة لغالبية رؤساء الدول والملوك والملكات بمن فيهم قيصر روسيا.
يصور الملصق الذي صممه الفنان الفرنسي هنري بريسبو جمعاً من جمهور السينما بانتظار دخول صالة العرض. وستعرض دار سوذبي في لندن الملصق للبيع مع 163 مصلقاً نادراً من ملصقات الافلام. ومن المتوقع ان يباع بسعر 40 الى 60 الف جنيه استرليني.
ظل الملصق بحوزة مقتنٍ فرنسي أكثر من 40 عاماً قبل نقله الى صالونات دار سوذبي. وسيكون معروضاً للبيع على الانترنت خلال الفترة الواقعة بين 28 اغسطس/آب و4 سبتمبر/ايلول. وكانت دار سوذبي حققت أعلى سعر لملصق افلام ببيع ملصق فيلم كنغ كونغ مقابل 42 الف جنيه استرليني.
