-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

عندما يكون الحج بنكهة الإهانة والمعاناة - عائشة التاج


استمعت كالعديد من المتتبعين لأحد الفديوهات لحجاج مغاربة يحكون تجربتهم مع إهمال المسؤولين من البعثة الرسمية لحاجياتهم ,
ومن باب الصدفة فكل المستجوبين المحاصرين داخل مكان يشبه كاراج ، وهم بالعشرات من العجزة والمعاقين لم يتمكنوا من إيجاد مكان لهم ضمن الحافلة التي من المفروض أن تقلهم صوب عرفات لأداء المناسك الرئيسية للحج .
إذ تم التخلي عنهم بدون رحمة لئلا أتكلم عن المسؤولية ،لأنهم أدنى بكثير من هذا المفهوم هم ومن اختارهم ليمثلوا شعبا عريقا أسوأ تمثيل خارج معايير القيم والأخلاق والمواثيق الإنسانية الحقة ,
ذلك أن هؤلاء الحجاج اشتكوا من شدة الحر لأنهم بدون وسائل التهوية ومن التعب والإرهاق وخصوصا من الجوع فالأشقاء السعوديون أطعموهم أرزا مسلوقا في برميل بماء ساخن ,,,,,,,وقالوا بأن حتى البهائم لن تقبل بهكذا أكل ,
عدد من هؤلاء العجزة بكوا لإحساسهم بالإهانة ومنهم من منعته عفته وخصوصا احترامه لهذا المكان "المقدس" من تقديم انتقاداته معتقدا أنه مطالب بالتحدث بخير عنه كي يضمن قبول شعائر لم يتمكن من أداء أهمها نظرا لإهمال المسؤولين له ولأمثاله .
وتجدر الإشارة بأن البعثة الرسمية التي تتكون من كل الوزارات التي تعد بالعشرات على رأسها الأوقاف والصحة والأمن وباقي الإدارات الهامة و المقربين للقصر الملكي يقومون بهذا السفر السياحي المقدس على حساب دافعي الضرائب الذين لا توفر لهم حاجياتهم الأساسية من صحة وأمن وتعليم وسكن وووو إذ تهديهم وزارة الأوقاف أغنى وزارة بالمغرب نظرا للكرم الحاتمي من هبات المحسنين المغاربة والأجانب ترف الذهاب للحج ببلاش (،ومنهم من استفاد عشرات المرات إذ سبق أن التقيت امرأة مسنة وأمية في وليمة ما تتباهى بكونها حجت 10 مرات على حساب الدولة وتعرض نفوذها لدى بعض النافذين بكل بجاحة فأجبتها بأن حجها حرام لأنه من أموال الشعب فامتعضت وسحبت تباهيها في الحال 
هذه البعثة المكونة من شريحة الانتهازيين الذين يفترض أن يقضوا أهم وقتهم في تقديم الخدمات الضرورية للحجاج المغاربة لأنهم أدوا ثمنها مقدما وألا يتركوهم يتعرضون للإهانة والجوع والألم والمعاناة خصوصا إذا كانوا عجزة ومعاقين علما أن الدولة أرسلتهم لأداء هكذا مهمات لا للتجول في أزقة مكة والمدينة والتسوق من محلاتها ,,,,
ولابد من الإشارة بأن ما حدث لهؤلاء الحجاج يحدث كل سنة فقط لا تصلنا أصداؤهم وكان من الضروري أن يبادر أحدهم بتصوير جزء منهم كي نأخذ فكرة عما يحدث من أهانات لحجاج تكبدوا مشاق السفر ومصاريف باهظة لعلها تحويشة العمر كي يتعرضوا لما تعرضوا له من معاناة .
وإذا كان لابد من تقديم نصيحة ما للحجاج القادمين فليعلموا بأن شروط التنظيم سواء من طرف المغاربة أو من البلد المستقبل ليست بالجودة المطلوبة لأن بلداننا تجتاز مرحلة انحطاط حقيقي في كل المجالات ,,,تتمظهر عبر الكثير من المؤشرات لعل أبرزها اللامسؤولية وإهمال الأمانة والانتهازية بصورها .
وعليه فمن لا يملك القدرة البدنية والفكرية والمالية لمواجهة هكذا احتمالات مثل التيه والفقدان والتخلي والإهمال ووو من الأجدى له أن ينفق مال الحج على المحتاجين في بلده لعله يحصل على الأجر والثواب المطلوبين ,
هناك طلبة أذكياء وفقراء يودون متابعة دراستهم وليست لهم إمكانيات ، فمساعدتهم على تحقيق حلمهم قد تكون أجدى من الحج بهكذا شروط .
هناك مستشفيات بل كل مستشفيات البلد بتنقصها المعدات الطبية ،فماذا لو اشترى بعضهم إحداها ستضمن علاج مئات أو آلااف المرضى وستكون صدقة جارية ,
هناك آلااف الأسر المحتاجة للأكل أو السكن أو اللباس فماذا لو اجتمع كل خمس حجاج واشتروا سكنا لأسرة فقيرة تضمن كرامتهم ؟؟؟
في نظري بلد مثل المغرب يعيش مشاكل اجتماعية بالجملة لن ينتظر الله منه أداء مناسك الحج قبل أن يعالج مرضاه ويعلم الأميين من سكانه ويساعد شبابه على ايجاد الشغل ويقرب خدمات الماء والكهرباء والصحة من سكان المناطق النائية وخصوصا قبل أن يعلم مسؤوليه 
حسن أداء الأمانة بتطبيق القانون على المخلين بها مثلما يفعلون مع فقراء هذا الوطن العليل ,
وقبل هذا وذاك فالظروف السياسية التي تمر منها السعودية وما تتعرض له من ابتزاز ترامب وإدارته من المفروض أن تجعل مسلمي العالم يفكرون ألف مرة قبل أن يرموا بتحويشة عمرهم في جيوب أمريكا لتضطهد بها شعوبا مسلمة أو حتى غير مسلمة في مكان آخر ,,,,,


عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا