لا بأسَ ببعضِ البكاء
للوروردِ التي تذبلُ دونَ صوت
للريحِ التي تتساقطُ على أقدامِ غاباتٍ منسية
للشجرةِ الراسخة..في وجهِ الشتاء
لقلبي الذي يقاومُ السقوط
فيموتُ واقفاً كل مساء
سجّلتُ هذه الكلمات على برنامجِ الصوت في جوالي، كحديثٍ سريٍّ ذو شجون بيني وبين نفسي، هي رسالة حزنٍ شفيفٍ أهمسها بلا جلبةٍ لهذه التي تشاطرني الحزن، ويرتديها جسدي ثوباً يبليه الوجع، هي كلماتي لنفسي..لروحي المنكمشة هناك في مكان ما تخاتلُ أوجاعها في صمتٍ، كلماتٌ أهدئ من روعي بها، وأمنح نفسي إذناً ببكاءٍ أخرسَ، وأنا أنفثُ دخان سيجارتي في وجهِ صورتكَ، أتفرسُ في ملامحكَ، وجهٌ هادئٌ يخفي بركاناً ثائراً، رجلٌ بخمسةِ فصولٍ، وأربعين طقساً وثنياً، وندبةٍ في الروح.
البكاءُ ليس أحد طقوسكَ الأربعين، ولم يكنْ يوماً طقساً من طقوسي أيضاً، إلا أنه بإمكان الدموع أن تخذلَ عيني..منذ ذلكَ اليوم الذي وجدتَ فيه كأيّ سيدٍ نبيلٍ فردةَ حذائي ذاتَ الكعب العالي.
أقفُ حائرةً أمام طقوسكَ، الأقنعة التي تنتقيها جيداً لتناسبَ طقسكَ ببهائه، أو بعتمته، تعلقه بمنتهى البراعة على وجهكَ، وكساحرٍ إفريقي حاذق، تصبحُ والقناع شيئاً واحداً، وينتحلُ القناع تفاصيلكَ الصغيرة بشكلٍ يصعبُ عليّ حتى أنا-التي رأيتكَ وأنت تختاره، وترتديه- أن أكتشفَ الحدود الفاصلة بين حقيقتكَ والقناع.
فصولكَ المضمخة بالأسى، والخيبة تارةً، وبالفرح تارة أخرى، هي أيضاً ملتبسة بشكلٍ فاخر، رجلٌ يستطيع أن يتحول من بردِ الشتاء، إلى لهيبِ الصيف، دون أن يمنحني الوقت الكافي لأعبرَ معه تلكَ التغيراتِ المناخية، لأجدَ نفسي أرتدي معطفَ الشتاءِ تحتَ شمس الصيف، وأتلاشى، وتتبخرُ أمنياتي، وضحكاتي، وكلّ أحلامي الصغيرة..تتبخر تحت لهيبِ شمسٍ غير متوقعة في وقتٍ لا يشبه الصيف في شيء، إلا في جحيمه.
وها أنذا ..في موقف لا أُحسدُ عليه، أقفُ في مواجهةٍ شرسةٍ مع نفسي، عليّ أن أتخذ قراراً نهائياً ، علي أن أهربَ منك إلى حيثُ لا يمكن أن تنالَ مني طقوسكَ الأربعين، ومواسمكَ الخمسة.
بذهولِ امرأة وجدتْ نفسها فجأةً، ودون سابق إنذارٍ معلقةً بين السماء والأرض بحبلٍ لا يكاد يُرى، وفقدتْ أرضاً تخطو عليها خطوةً أخرى إلى الأمام، أتفرسُ في ملامح خيبتي، أكاد أنكرها، إلا أنها تعري ذاتها أمامي تماماً، تكشف سوأتها بابتذال لا أستسيغه، حتى يتعذّر عليّ فعل أي شيء إلا الاعتراف بانتمائها العميق إلى تفاصيل ذاكرتي.
كيف أرسمُ خطوط حكايةٍ قادمةٍ تليقُ بك وبي؟
كيف أكتبُ البدايات ..تلكَ التي جنحتْ عن الطريق؟
كيف أنسجُ نهايةً تليقُ بكلِّ هذا العذاب؟؟
وكيف يصبح الوجعُ ترفاً ..؟
وكيف يضحي للشفاهِ ألف ابتسامة، إحداها فقط حقيقية؟؟
سأتّخذ لنفسي طريقاً لا يمرُ بطقوسك، وسأمشي على أطرافِ أناملي لئلا أوقظَ أحد فصولك، فتمطرُ فوق رأسي، أو ترعدُ وتزبد، أو تشويني بنيران شمسها الصحراوية الحارقة.
سأنتعلُ درباً ترابياً لم تنتبه يوماً إلى وجوده، دربٌ يجنبني كل ما قد أخشاه من جنونِ المسافات، والأزقة، والمنعطفات المراوغة، تلك التي كدائرةٍ مغلقةٍ، تعيدك كل مرة بخدعةٍ مريبةٍ إلى نقطة البداية، بينما أنت تستعد لتترجل من كل هذا الجنون.
أتدري:
قبل أن أصلَ إلى هذا الطريق المغلق، فكّرتُ بألفِ ألف عذرٍ لأفعالكَ لئلا يجفَّ من قلبي حبكَ الذي وُلد بصدفةٍ غريبةٍ افتعلها القدر ليمعنَ في رسم إشارة تعجب هائلةٍ على صفحات الذاكرة.
إلا أنَّ الأعذارَ انتهتْ، وطقوسكَ لم تنتهِ...
مزّقتُ الصورَ والأوراق، وكأيِّ امرأةٍ عاقلةٍ تدركُ أن حياتها في خطرٍ إن لم تغادر غرفة التوتر العالي تلك، وخشية على روحي من صاعقةٍ تجعلها تلاقي حتفها بأقسى طريقة عرفها الموت، مشيتُ على رؤوس أصابعي لئلا أوقظَ شمشون من سباته، كان شخيركَ عالياً مما منحني شعوراً بالاطمئنان إلى أنني سأقطعُ مسافات الضنى بأوديتها السبعة قبل أنْ تنتبهَ إلى غيابي.
أخذتُ معي مكنسة من القش، وصرتُ أسحبها ورائي، لأمحو آثار خطواتي فلا تستطيع أن تتبعني، أو تجدني مهما بلغَ منك الذكاء.
لم أضعْ عطراً لئلا يشيَ بي عطري، ويأخذ بيدكَ، ويجلبكَ خلفي.
درستُ كل احتمالاتِ هروبي، محوتُ كل الأدلة، أغلقتُ كل الأبواب والنوافذ، ومضيتُ على أطرافِ أصابعي مبتعدةً عن ذلك السجن الذي حبستني فيه باسم الحب، متجنبة فخاخ الذاكرة، ومنعطفات الحنين قدر المستطاع، متجاهلة ما استطعت أسماء الأيام، والشهور، والأرقام التي تشيرُ إلى أيام الشهر بثلاثينها، لئلا توقعني في مصيدة الأحداث، فتصطادني ذاكرةٌ مفخخةٌ برائحتكَ، وملمسِ جلدك، وصوتك، ولون عينيك، وكل تلكَ التفاصيل الصغيرة التي من شأنها أبداً أن تعيدني إلى سجنكَ بقلبٍ مكسور، وشفتين مبتسمتين.
بعد ثلاثةِ أيامٍ بلياليها من المشي المضني على أطرافِ أصابعي التي تشققتْ لوعورةِ الطريق، واجهتُ فيها العطش، والجوعَ، والخوف، والحنين، وكل انتكاساتِ ذاكرة متخمة بتفاصيلك، وصلتُ أخيراً إلى شارعٍ واسع، برصيفين أنيقين، ومساحةٍ واسعةٍ تبيحُ الراحة للخطواتِ المترددة، تاركةً خلفها غبارَ الطريقِ الترابيّ الضيقِ ليضحي ندبةً في الذاكرة فحسب، على ناصيةِ ذلك الشارع الأنيق وجدتُ رجلاً بانتظاري، واللهفة تبدو على ملامحهِ، باغتني حبورٌ رقيق، وامتنانٌ لرجل سوف ينتشلني من كل هذا الجنون، ويأخذ بيدي بعيداً عن تضاريسِ هذه المدينة الهادئة كالموت.
اقترب مني الرجل كثيراً، كانت الشمسُ ملتهبةً حتى أنني لم أستطع النظر إلى وجهه، احتضنني وشدني إلى صدره، انكمشَ ذلك الشعورُ المبهم بالتوتر، والخوف، شرعتُ قلبي للضوء، ورميتُ ببقايا الخوف في سلةِ المهملات.
مهلاً..هذه الدقات أعرفها، الرائحة أيضاً أعرفها جيداً، أنتزعتُ نفسي قسراً عن صدره، تراجعتُ إلى الخلفِ قليلاً، قليلاً بما يكفي ليكونَ المشهدُ واضحاً، وفتحتُ عينيَّ جيداً لأدركَ التفاصيل كما ينبغي، نعم ...كما ظننتُ تماماً، إنها دقات قلبكَ، رائحتكَ، كنت أنتَ..أنتَ وقد سبقتني إلى المكان المنشود، اتخذتَ طرقاً مختصرة، طويتَ المدى، وكنتَ بانتظاري هنا، وكنتُ أنا –بسذاجة طفلةٍ بضفيرتين- أعدو وأجتاز المسافات، أبتعد إلى آخر الكون، وأهرب منك بعيداً بعيداً، متجهةً إليك!!.
هذا وقتٌ للمتعبين فقط
لمن تشقّـقَ قلبُه صمتأللوروردِ التي تذبلُ دونَ صوت
للريحِ التي تتساقطُ على أقدامِ غاباتٍ منسية
للشجرةِ الراسخة..في وجهِ الشتاء
لقلبي الذي يقاومُ السقوط
فيموتُ واقفاً كل مساء
سجّلتُ هذه الكلمات على برنامجِ الصوت في جوالي، كحديثٍ سريٍّ ذو شجون بيني وبين نفسي، هي رسالة حزنٍ شفيفٍ أهمسها بلا جلبةٍ لهذه التي تشاطرني الحزن، ويرتديها جسدي ثوباً يبليه الوجع، هي كلماتي لنفسي..لروحي المنكمشة هناك في مكان ما تخاتلُ أوجاعها في صمتٍ، كلماتٌ أهدئ من روعي بها، وأمنح نفسي إذناً ببكاءٍ أخرسَ، وأنا أنفثُ دخان سيجارتي في وجهِ صورتكَ، أتفرسُ في ملامحكَ، وجهٌ هادئٌ يخفي بركاناً ثائراً، رجلٌ بخمسةِ فصولٍ، وأربعين طقساً وثنياً، وندبةٍ في الروح.
البكاءُ ليس أحد طقوسكَ الأربعين، ولم يكنْ يوماً طقساً من طقوسي أيضاً، إلا أنه بإمكان الدموع أن تخذلَ عيني..منذ ذلكَ اليوم الذي وجدتَ فيه كأيّ سيدٍ نبيلٍ فردةَ حذائي ذاتَ الكعب العالي.
أقفُ حائرةً أمام طقوسكَ، الأقنعة التي تنتقيها جيداً لتناسبَ طقسكَ ببهائه، أو بعتمته، تعلقه بمنتهى البراعة على وجهكَ، وكساحرٍ إفريقي حاذق، تصبحُ والقناع شيئاً واحداً، وينتحلُ القناع تفاصيلكَ الصغيرة بشكلٍ يصعبُ عليّ حتى أنا-التي رأيتكَ وأنت تختاره، وترتديه- أن أكتشفَ الحدود الفاصلة بين حقيقتكَ والقناع.
فصولكَ المضمخة بالأسى، والخيبة تارةً، وبالفرح تارة أخرى، هي أيضاً ملتبسة بشكلٍ فاخر، رجلٌ يستطيع أن يتحول من بردِ الشتاء، إلى لهيبِ الصيف، دون أن يمنحني الوقت الكافي لأعبرَ معه تلكَ التغيراتِ المناخية، لأجدَ نفسي أرتدي معطفَ الشتاءِ تحتَ شمس الصيف، وأتلاشى، وتتبخرُ أمنياتي، وضحكاتي، وكلّ أحلامي الصغيرة..تتبخر تحت لهيبِ شمسٍ غير متوقعة في وقتٍ لا يشبه الصيف في شيء، إلا في جحيمه.
وها أنذا ..في موقف لا أُحسدُ عليه، أقفُ في مواجهةٍ شرسةٍ مع نفسي، عليّ أن أتخذ قراراً نهائياً ، علي أن أهربَ منك إلى حيثُ لا يمكن أن تنالَ مني طقوسكَ الأربعين، ومواسمكَ الخمسة.
بذهولِ امرأة وجدتْ نفسها فجأةً، ودون سابق إنذارٍ معلقةً بين السماء والأرض بحبلٍ لا يكاد يُرى، وفقدتْ أرضاً تخطو عليها خطوةً أخرى إلى الأمام، أتفرسُ في ملامح خيبتي، أكاد أنكرها، إلا أنها تعري ذاتها أمامي تماماً، تكشف سوأتها بابتذال لا أستسيغه، حتى يتعذّر عليّ فعل أي شيء إلا الاعتراف بانتمائها العميق إلى تفاصيل ذاكرتي.
كيف أرسمُ خطوط حكايةٍ قادمةٍ تليقُ بك وبي؟
كيف أكتبُ البدايات ..تلكَ التي جنحتْ عن الطريق؟
كيف أنسجُ نهايةً تليقُ بكلِّ هذا العذاب؟؟
وكيف يصبح الوجعُ ترفاً ..؟
وكيف يضحي للشفاهِ ألف ابتسامة، إحداها فقط حقيقية؟؟
سأتّخذ لنفسي طريقاً لا يمرُ بطقوسك، وسأمشي على أطرافِ أناملي لئلا أوقظَ أحد فصولك، فتمطرُ فوق رأسي، أو ترعدُ وتزبد، أو تشويني بنيران شمسها الصحراوية الحارقة.
سأنتعلُ درباً ترابياً لم تنتبه يوماً إلى وجوده، دربٌ يجنبني كل ما قد أخشاه من جنونِ المسافات، والأزقة، والمنعطفات المراوغة، تلك التي كدائرةٍ مغلقةٍ، تعيدك كل مرة بخدعةٍ مريبةٍ إلى نقطة البداية، بينما أنت تستعد لتترجل من كل هذا الجنون.
أتدري:
قبل أن أصلَ إلى هذا الطريق المغلق، فكّرتُ بألفِ ألف عذرٍ لأفعالكَ لئلا يجفَّ من قلبي حبكَ الذي وُلد بصدفةٍ غريبةٍ افتعلها القدر ليمعنَ في رسم إشارة تعجب هائلةٍ على صفحات الذاكرة.
إلا أنَّ الأعذارَ انتهتْ، وطقوسكَ لم تنتهِ...
مزّقتُ الصورَ والأوراق، وكأيِّ امرأةٍ عاقلةٍ تدركُ أن حياتها في خطرٍ إن لم تغادر غرفة التوتر العالي تلك، وخشية على روحي من صاعقةٍ تجعلها تلاقي حتفها بأقسى طريقة عرفها الموت، مشيتُ على رؤوس أصابعي لئلا أوقظَ شمشون من سباته، كان شخيركَ عالياً مما منحني شعوراً بالاطمئنان إلى أنني سأقطعُ مسافات الضنى بأوديتها السبعة قبل أنْ تنتبهَ إلى غيابي.
أخذتُ معي مكنسة من القش، وصرتُ أسحبها ورائي، لأمحو آثار خطواتي فلا تستطيع أن تتبعني، أو تجدني مهما بلغَ منك الذكاء.
لم أضعْ عطراً لئلا يشيَ بي عطري، ويأخذ بيدكَ، ويجلبكَ خلفي.
درستُ كل احتمالاتِ هروبي، محوتُ كل الأدلة، أغلقتُ كل الأبواب والنوافذ، ومضيتُ على أطرافِ أصابعي مبتعدةً عن ذلك السجن الذي حبستني فيه باسم الحب، متجنبة فخاخ الذاكرة، ومنعطفات الحنين قدر المستطاع، متجاهلة ما استطعت أسماء الأيام، والشهور، والأرقام التي تشيرُ إلى أيام الشهر بثلاثينها، لئلا توقعني في مصيدة الأحداث، فتصطادني ذاكرةٌ مفخخةٌ برائحتكَ، وملمسِ جلدك، وصوتك، ولون عينيك، وكل تلكَ التفاصيل الصغيرة التي من شأنها أبداً أن تعيدني إلى سجنكَ بقلبٍ مكسور، وشفتين مبتسمتين.
بعد ثلاثةِ أيامٍ بلياليها من المشي المضني على أطرافِ أصابعي التي تشققتْ لوعورةِ الطريق، واجهتُ فيها العطش، والجوعَ، والخوف، والحنين، وكل انتكاساتِ ذاكرة متخمة بتفاصيلك، وصلتُ أخيراً إلى شارعٍ واسع، برصيفين أنيقين، ومساحةٍ واسعةٍ تبيحُ الراحة للخطواتِ المترددة، تاركةً خلفها غبارَ الطريقِ الترابيّ الضيقِ ليضحي ندبةً في الذاكرة فحسب، على ناصيةِ ذلك الشارع الأنيق وجدتُ رجلاً بانتظاري، واللهفة تبدو على ملامحهِ، باغتني حبورٌ رقيق، وامتنانٌ لرجل سوف ينتشلني من كل هذا الجنون، ويأخذ بيدي بعيداً عن تضاريسِ هذه المدينة الهادئة كالموت.
اقترب مني الرجل كثيراً، كانت الشمسُ ملتهبةً حتى أنني لم أستطع النظر إلى وجهه، احتضنني وشدني إلى صدره، انكمشَ ذلك الشعورُ المبهم بالتوتر، والخوف، شرعتُ قلبي للضوء، ورميتُ ببقايا الخوف في سلةِ المهملات.
مهلاً..هذه الدقات أعرفها، الرائحة أيضاً أعرفها جيداً، أنتزعتُ نفسي قسراً عن صدره، تراجعتُ إلى الخلفِ قليلاً، قليلاً بما يكفي ليكونَ المشهدُ واضحاً، وفتحتُ عينيَّ جيداً لأدركَ التفاصيل كما ينبغي، نعم ...كما ظننتُ تماماً، إنها دقات قلبكَ، رائحتكَ، كنت أنتَ..أنتَ وقد سبقتني إلى المكان المنشود، اتخذتَ طرقاً مختصرة، طويتَ المدى، وكنتَ بانتظاري هنا، وكنتُ أنا –بسذاجة طفلةٍ بضفيرتين- أعدو وأجتاز المسافات، أبتعد إلى آخر الكون، وأهرب منك بعيداً بعيداً، متجهةً إليك!!.