-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

جوائز غريبة - فضيلة الفاروق

ليس غريباً على الغرب أن يجد طرقاً غريبة للترويج للكتاب، وتسويقه، فقد ابتكر الجوائز لرفع مستوى المبيعات للمادة الأدبية، ولجذب أكبر عدد ممكن من المبدعين
والمعلنين لتمويل جوائزهم، وقد اتضح أن الجائزة مهما كان نوعها فإنها تظل جائزة، ولها من السحر ما يكفي لتستقطب جمهوراً جيداً.
من أغرب هذه الجوائز «جائزة الانتحار الأدبية» التي تمنح لأعمال تسببت في وضع رؤوس كتابها تحت المقصلة، والتي ترعاها مجلة «الأنكوريكت» الفرنسية، وقد نالها كُتّاب من أمثال الكاتب الجزائري بوعلام صنصال دكتور الاقتصاد الذي ذهب للأدب متأخراً، والذي أثار زوابع انتقادية حادة ليس بسلوكاته الشخصية الغريبة فقط، بل بنصوصه، وخاصة نصه «قطار أرلنجين»، الذي اعتبر من أسخف النصوص الروائية، مبني بأفكار مبعثرة، محشو بأفكار فلسفية لا معنى لها، علاوة على عنوانه المستفز الذي يقحم فيه الخالق وكأنّه متوجه لقراء من فئة معينة، كتب عنه أحد النقاد في «توب كيلتور» الثقافية أنها رواية يحارب القارئ فيها ليقرأ بضع صفحات منها، وأنه شخصياً قرأ منها مئة صفحة وأغلقها ليطوي معها اسم بوعلام صنصال للأبد، فهذه الرواية قضت على كاتبها نهائياً، كونها ناسبته تماماً كتابوت.
هناك جائزة أخرى أطلق عليها اسم «جائزة الأنواع السيئة» ترعاها إذاعة فرنسا الثقافية مع «النوفيل أوبسرفاتور» اُبتكرت سنة 2012، ويصفها جان بيار ديونيه أحد أعضاء لجنتها، أنّها تناسب هذا العصر، الذي لو وجد فيه نابوكوف لما استطاع أن يكتب «لوليتا»، الجائزة التي كرّمت العديد من الكتّاب الذين لم يلامسهم الضوء، انبثق منها مهرجان بعد سنتين من إطلاقها، وهي أصلاً تعود لفكرة برنامج إذاعي «1997» كان يختار الكتب البعيدة عن الضوء ويستعرضها، وقد أعادت الجائزة الثقة في نفوس كتاب تميزوا بطريقة مختلفة في الكتابة، كما ساهمت في خلق منظور أقل انحيازاً للأنواع الأدبية عن طريق كسر الحواجز القائمة بينها.
كما تمنح جائزة للأدب المُغَيّب وتمنح الجائزة لكتاب لم تهتم الصحافة بإصداراتهم، ولا تحتوي محركات البحث على أكثر من ثلاثة أخبار عنها، مع نسبة مبيعات تقل عن الألف نسخة في العام، الجائزة اقتلعت أقلاماً كثيرة كانت مطمورة تحت أتربة الأسماء الكبيرة، وأخذت نصيبها في الظهور.
ما نستنتجه، هو أن الوسائل الإعلامية لا تتوقف عند إلقاء الضوء على المنشورات الأدبية السنوية، ولا عند فتح سجالات ومناقشات، بل تتجاوزها إلى تزيينها ببريق المال، الذي وحده له سلطة جذب أكثر نسبة من المستهلكين سواء كانوا قراء عاديين أو صناع سينما أو دراما تلفزيونية، أو غيرها، إنّها طريقة ذكية لتسويق الأدب والزج به في قلب مغامرة، يخرج منها الكتاب دائماً منتصراً، ويخرج منها العقل نابضاً بالحياة، كما لو أنه يشهد ولادة جديدة.

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا