ــ على هامش افتتاح أعمال الدورة الثانية عشر لمؤتمر السياسة
العالمية بمراكش والتي جرت فعالياتها أيام 12 ـ 13 ـ 14 أكتوبر الحالي وناقشت
موضوع القوى السيبرانية والتهديد عبر الإنترنت.
لقد توقعت بعض مراكز التفكير والبحث أن هناك قوى معادية قد تشل النظام
بأكمله . ومن المرجح أن هناك أيضا متغير آخر يتمثل في أن أي عملية ضد أنظمة كمبيوتر
معينة لن تشوش على الإنترنت ولكن هناك بعض الوظائف المعينة الضرورية لحياة الدول مثل
الكهرباء والبنوك والنقل فهل سيسمح هذا لأي عدو أو خصم ما بفرض إرادته أو إحداث دمار
سيؤدي إلى نهاية للعالم لا عودة بعدها ؟
كل يوتوبيا تثير تعارضات يوتبية في ذاتها ، وأي توصيف لعالم مثالي متحرر أخيرًا من قيود الدعوات الحالية للتحذيرات وفي المقابل إذا لم نكن حذرين ، فإن القوى المعادية ستحول إمكانيات التكنولوجيا أو توقعات بعض الأشخاص لبناء ما هو أسوأ للعالم كله : كل خطاب الحرب السيبرانية والأمن السيبراني يقوم أساسا على افتراض أكثر تشاؤماً . هو ليس مجردا من حيث المبدأ : كل شيء سينتهي يومًا ما ، بما في ذلك كوكب الأرض أو كاتب هذه السطور . لكن كيف ولماذا ؟ يمكننا ــ وقد كانت هذه الرؤية قد عممت بالفعل من قبل ــ أن نتخيل نهاية الإنترنت إما بشكل غير مباشر نتيجة لكارثة عامة أو أزمة طاقة خطيرة تتسبب في تعطيل إمدادات الكهرباء ، أو للنقص الحاصل في عرض النطاق الترددي.
تتمثل الفكرة الأولى في مقاطعة البنية التحتية المعداتية للإنترنت : يعتمد النظام على طبقة مادية (إلى جانب الطبقات البرمجية والدلالية هناك القواعد التي تجعل كل شيء يعمل وكل الرسائل الموجهة إلى البشر المستخدمين في النهاية ). وكل ما هو مادي يحتمل أن يتم تخريبه . هل يمكننا قطع الكابلات البحرية التي تتدفق عبرها المبادلات ؟ التدخل بقوة في مراكز البيانات على أجهزة الروتر وفي منصات كبيرة وفي جميع الأماكن . كل هذه الأشياء الموجودة في المباني من المحتمل أن تتعرض لهجوم أو لتخريب ؟ بعبارة أخرى كل ما يمر عبر الإنترنت يمر عبر أجهزة الكمبيوتر حيث يتم تخزين البيانات فعليًا في مكان ما ، لذلك هناك أماكن يمكن أن يهاجمها الإرهابيون على سبيل المثال.
كما يمكن للمرء أن يتخيل سببا آخر عفويا وغير مقصود لتدمير البنية التحتية الكهربائية الضرورية لجعل كل شيء يعمل على سبيل المثال النيازك والأمواج والعواصف الشمسية والحرائق العملاقة ؟ تصبح مسألة حجم الكوارث الطبيعية من انقطاع التيار الكهربائي في مقاطعة ما إلى اختفاء وادي السيليكون بسبب خطأ إلى انقطاع مستمر على نطاق عالمي شامل ؟ بالنسبة لعمل من تدبير الإنسان أو طائفة بشرية تريد أن تعيدنا إلى مرحلة ما قبل التكنولوجية . بالطريقة نفسها يمكن أن نتخيل برنامجا ضارا من شأنه أن يصيب شبكة الإنترنت بكاملها ، ولديه كل الوقت للتنزيل ولا يعترف بمضادات على مقاسه ؟ إن هذا السيناريو يشتغل عليه بكل تركيز شديد متخصصون جادون للغاية . لكن حتى لو افترضنا كما يقال أن السيف سيخترق الدرع وأن المئات من شركات التكنولوجيا الفائقة التي تضم الآلاف من الباحثين المتخصصين على وجه التحديد في تتبع المخاطر الرقمية المعدية والقضاء عليها لا يمكنهم فعل أي شيء ... ما هي المصلحة الاستراتيجية لذلك عدا عدمية ؟
كل يوتوبيا تثير تعارضات يوتبية في ذاتها ، وأي توصيف لعالم مثالي متحرر أخيرًا من قيود الدعوات الحالية للتحذيرات وفي المقابل إذا لم نكن حذرين ، فإن القوى المعادية ستحول إمكانيات التكنولوجيا أو توقعات بعض الأشخاص لبناء ما هو أسوأ للعالم كله : كل خطاب الحرب السيبرانية والأمن السيبراني يقوم أساسا على افتراض أكثر تشاؤماً . هو ليس مجردا من حيث المبدأ : كل شيء سينتهي يومًا ما ، بما في ذلك كوكب الأرض أو كاتب هذه السطور . لكن كيف ولماذا ؟ يمكننا ــ وقد كانت هذه الرؤية قد عممت بالفعل من قبل ــ أن نتخيل نهاية الإنترنت إما بشكل غير مباشر نتيجة لكارثة عامة أو أزمة طاقة خطيرة تتسبب في تعطيل إمدادات الكهرباء ، أو للنقص الحاصل في عرض النطاق الترددي.
تتمثل الفكرة الأولى في مقاطعة البنية التحتية المعداتية للإنترنت : يعتمد النظام على طبقة مادية (إلى جانب الطبقات البرمجية والدلالية هناك القواعد التي تجعل كل شيء يعمل وكل الرسائل الموجهة إلى البشر المستخدمين في النهاية ). وكل ما هو مادي يحتمل أن يتم تخريبه . هل يمكننا قطع الكابلات البحرية التي تتدفق عبرها المبادلات ؟ التدخل بقوة في مراكز البيانات على أجهزة الروتر وفي منصات كبيرة وفي جميع الأماكن . كل هذه الأشياء الموجودة في المباني من المحتمل أن تتعرض لهجوم أو لتخريب ؟ بعبارة أخرى كل ما يمر عبر الإنترنت يمر عبر أجهزة الكمبيوتر حيث يتم تخزين البيانات فعليًا في مكان ما ، لذلك هناك أماكن يمكن أن يهاجمها الإرهابيون على سبيل المثال.
كما يمكن للمرء أن يتخيل سببا آخر عفويا وغير مقصود لتدمير البنية التحتية الكهربائية الضرورية لجعل كل شيء يعمل على سبيل المثال النيازك والأمواج والعواصف الشمسية والحرائق العملاقة ؟ تصبح مسألة حجم الكوارث الطبيعية من انقطاع التيار الكهربائي في مقاطعة ما إلى اختفاء وادي السيليكون بسبب خطأ إلى انقطاع مستمر على نطاق عالمي شامل ؟ بالنسبة لعمل من تدبير الإنسان أو طائفة بشرية تريد أن تعيدنا إلى مرحلة ما قبل التكنولوجية . بالطريقة نفسها يمكن أن نتخيل برنامجا ضارا من شأنه أن يصيب شبكة الإنترنت بكاملها ، ولديه كل الوقت للتنزيل ولا يعترف بمضادات على مقاسه ؟ إن هذا السيناريو يشتغل عليه بكل تركيز شديد متخصصون جادون للغاية . لكن حتى لو افترضنا كما يقال أن السيف سيخترق الدرع وأن المئات من شركات التكنولوجيا الفائقة التي تضم الآلاف من الباحثين المتخصصين على وجه التحديد في تتبع المخاطر الرقمية المعدية والقضاء عليها لا يمكنهم فعل أي شيء ... ما هي المصلحة الاستراتيجية لذلك عدا عدمية ؟
نحن نعيش إذن بشكل نمطي أمام "البجعة السوداء" المطلقة (نظرية
البجعة السوداء نظرية تشير إلى صعوبة التنبؤ بالأحداث النادرة ) : حدث محتمل لا يمكن
تخيله تقريبًا وبالتأكيد الاحتياط منه سيتطلب الأمر بذل جهود هائلة من المقرر تجديدها
باستمرار أمام براعة المهاجم المفترض والمخترع ولكن مع عواقب وخيمة وعظيمة .يتغذى هذا النوع من
الرعب والترهيب من حقيقة مفادها أن هناك انقطاعات جزئية في الإنترنت ، إما بسبب قرار
سياسي كما حدث في مصر في عام 2011 ، أو عن طريق الصدفة ، كما هو الحال عندما قامت سيدة
قروية من جورجيا تبلغ من العمر 75 عامًا يلقبونها ب"هاكارز المعول" التي
كانت تعتني بحديقتها فأدى حفرها التراب بالمعول إلى قطع الأسلاك النحاسية مما أدى إلى
حرمان جزءً كبير من مقاطعة أرمينيا من الإنترنت في عام 2011 . وللتذكير ففي عام
2010 اقترح أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي اختراع ما يسمى ب(مفتاح القفل) وهو زر خاص بالطوارئ
الذي كان سيسمح للرئيس الأمريكي بقطع الإنترنت مثلما يتم قطع الطاقة في حالات الطوارئ
. ويعتبر بتر الإنترنت بصفة نهائيًة أو مؤقتًة ، جزئيًا أو كليا ، يندرج ضمن منطق احتمال
أن يكون كل شيء يعمل فيه غير صالح سيُلزمنا بشكل خاص بالتفكير في ردود أفعالنا في الوظائف
والدعم ، بما في ذلك الدعم النفسي الذي سنحرم منه .
في
كتاب يعود تاريخ إصداره إلى عام 1971 تخيل "إل ميديويفو فينتورو" وهو عالم
إيطالي نوعًا من العطب بسبب (عدوى وبائية ، الكهرباء ، الطرق المزدحمة ، الذعر في المدن
المزدحمة .. إلخ ) الذي سيؤدي إلى انهيار حضارتنا . وقد كان هذا قبل ظهور الإنترنت.
كتبها
فرانسوا برنار هويغ ترجمها بتصرف عبده حقي