خفيفٌ مثلُ ريشة طائرٍ
هنا لا شيءَ يحبسني سوى حرّيتي
وأنا الفلسطينيُّ لا وطنٌ أباحَ
دروبَهُ الشمطاء لي..
لم يحتضنْ دمعي سوى المنفى
ولدتُ وفوق جلدي دمغةٌ
كانتْ معي في بطن أمّي
قاسمتني كلَّ ما ملكتْ رؤايَ
ولعنةَ اللعناتِ كانتْ.. لم تزلْ
أنا لاجئٌ..
وهويّتي… أخطأتُ، عذراً
ليس في جيبي سوى كرتِ الأونروا
لا اسم لي..
اسمي واسمُ أبي وأمّي
اسمُ جدّي..
اسمُ جاري أو صديقي واحدٌ
اسمٌ رباعيُّ الحروف ململمٌ
وشمٌ إلهيٌّ وحيدٌ..
لاجئٌ اسمي..
واسمي توأمان تلاقيا
في القدس.. في فيء الجليل وفي أريحا
توأم غضب ورفض دائم ( لا )
توأم وعد وقلب هاتف ( جِئْ )
كِلْمةٌ تكفي لتعرفني
لتعرف من أنا.. أنا لاجئٌ
مذْ كنتُ أسبح في فضاء اللاوجودِ
حملتُ هذا الاسمَ.. اسمي
دمغتي كانتْ تحدّثني هناكَ..
تقولُ لي: سِرْ فوق شوك الحُلْمِ
جُلجلةُ المسيح مداركَ الأبديُّ والأبديُّ
والأبديُّ واسمكَ لاجئٌ..
أنا مثلُ يوسفَ
إخوتي رقصوا على قبري
وباضوا كالتّماسيح الدّموعَ
وأغرقوني بالأغاني والكلام العاطفيّ
وإخوتي غنّوا وغنّوا ثمّ غنّوا
لم يبيعوني سوى طربٍ
وعزفٍ أجوفٍ كالطبلِ
عن صفدٍ وعن يافا وعن حيفا
وعن وطني الذي قابلتهُ في شاشة التلفاز
قد قابلتهُ في صورةٍ في بيت جدّي
كان يحملُ صرّةَ المدن القديمةِ
فوق ظهره راحلاً.. أو عائداً..
يا أيّها الوطنُ المشيَّعُ
بالقصيدة والرواية والمسيرةِ
والمجرَّحُ بالتجارة والبنوك
دجاجةً بيّاضةً قد حوّلوكَ
وكلُّ أفراد العصابة طوّبوكَ لهمْ
فَبُلْ ذهباً ودولاراً ويورو فوقهمْ
في حضرة المنفى
أهشُّ كراكيَ الوطن التي جاءتْ
لتتركَ في العشاش صغارها عندي هنا..
أتأمّلُ الريشَ المعفَّر ثمّ أهجسُ واجماً:
لا وقتَ ملك يدي أضيّعهُ بتربيةِ الحنينْ