أعلن صحافي وعضو بلدية روسي معارض الخميس الحكم عليه بالسجن 15 يوما عقب تظاهره فرديا في موسكو، ما أدى إلى ردود فعل غاضبة في صفوف أنصاره.
وتمثل التظاهرات الفردية شكلا احتجاجيا رائجاً في روسيا، لأنها لا تتطلب ترخيصا مسبقا وعادة ما لا يتم قمعها.
لكن الشرطة اعتبرت هذه المرة أن المعارض إيليا أزار خرق حظر تنظيم التظاهرات خلال الحجر المفروض في موسكو لاحتواء انتشار فايروس كورونا المستجد.
وأوقف الصحافي والعضو البلدي البالغ من العمر 35 عاما، الثلاثاء خلال تظاهرة داعمة لفلاديمير فورونتسوف، والأخير شرطي سابق يُعرف بعمله في مجال انتهاك قوات الأمن للقانون ويُلاحق بتهم تعتبر أنها ملفقة.
وأثارت إدانة أزار غضب عدة زملاء له، أوقف ثلاثة منهم الخميس عقب تظاهرهم في موسكو.
من جهته، قال المعارض المعروف أليكسي نافالني على تويتر إنه “يحق لأزار القيام بهذا الاحتجاج وفق القانون والدستور والحس السليم”.
وشارك أزار الصيف الماضي في تنظيم سلسلة تجمعات احتجاجية ضد الحكومة في موسكو.
ويعيش الصحافيون الروس الذين ينتقدون السلطات في خطر دائم منذ تسعينات القرن الماضي إذ يتعرضون في بعض الأحيان للتهديد والاعتداء الجسدي وربما القتل بسبب عملهم.
ومؤخرا، قال رئيس تحرير موقع “برويكت” إن مجموعة من الصحافيين الروس الذين يحققون في ما يقولون إنه أنشطة مجموعة سرية من المرتزقة الروس في أفريقيا والشرق الأوسط تعرضت لحملة تهديدات ومضايقات.
وبدأ الموقع الإلكتروني المستقل المختص بالتحقيقات ومقره موسكو في نشر سلسلة تقارير العام الماضي تبحث في دور مجموعة من المرتزقة تعرف باسم “فاغنر”.
وكثيرا ما يتم انتقاد موسكو بشأن تعاملها مع الصحافيين، حيث قال بيتر ستانو، المتحدث باسم السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، في أبريل الماضي، إن مساحة الصحافة المستقلة والمجتمع المدني في روسيا تقلصت في السنوات القليلة الماضية وسط توجيه تهديدات للصحافيين واستخدام العنف ضدهم.
وسجلت لجنة حماية الصحافيين خلال العقدين الأخيرين فقط 20 عملية قتل على الأقل للصحافيين في روسيا، في حين قامت منظمة “فريدم هاوس” بحساب 63 هجومًا عنيفًا على الصحافيين شنه مجهولون، إلا أن الجزء الأكبر من المحنة يأتي من التهديدات التي يتلقاها الصحافيون وملاحقات الصحف بالإغلاق، مما يزيد من ممارسة الرقابة الذاتية.