-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent

بوح واعتراف في حق الدكتور سعيد يقطين : عبد الرحمن سعيدي

 


أستاذي العزيز؛ تلقيت منذ قليل خبر تقاعدكم عن مهنة التدريس والإشراف بالجامعة المغربية ( كلية الٱداب والعلوم الانسانية بالرباط ) ، وكان بودي أن أتلقى الخبر بكل أسى وأسكت ، لكن أحداثا وأزمنة وأمكنة تمارس علي ضغوطات لا أستطيع تشخيصها ، ولاأقدر على السكوت عنها..

نعم أستاذي العزيز ، عرفتك قبل أن أراك مباشرة، من خلال كتابكم القيم ،" الرواية والتراث السردي ، من أجل وعي جديد بالتراث " ، الذي يطرح قضايا واشكالات يثيرها التراث العربي الإسلامي في الفكر العربي المعاصر، ويركز على الاهتمام بالتراث العربي لما يتضمنه من قيم و أنساق إنسانية، تمجد الإنسان والفكر العربيين الإسلاميين؛ كما يدعو إلى إعادة تجديد الوعي بهذا التراث، وعلاقته بالرواية العربية. لقد ترك في نفسيتي أثرا جميلا كقارىء عادي، وحفزني على الاهتمام بالسرد العربي القديم والحديث على حد سواء.
كما زاد من حماسي واشتياقي للقاء بكم صديقي العزيزين اسليطن مولاي علي وأحمد أنويش اللذان كانا يترجمان مقالات سيميائية سواء ل" جوزيف كورتيس" أو ل" جان ميشيل ٱدم."
لقد كانت السنة الميلادية ألفا وتسع مئة وثلاثة و تسعين سنة التواصل المباشر والاتصال بين الذات والموضوع، الذات هي الأنا، والموضوع هو أنتم أستاذي العزيز. لقد اصطدت عصفورين بحجر واحد، العصفور الأول هو أني سأدرس السيميائيات أو السميوطيقا كما تسمونها، خاصة الغربية، على يديكم، وسأتعرف على مفاهيمها الأولية، وعلى أبرز المنظرين لها خلال السنة الرابعة ( الإجازة ), بكلية الٱداب والعلوم الانسانية بالرباط.
والعصفور الثاني، هو إشرافكم على بحثي الذي عنونته ب " العوامل الغريماصية في حكايات ألف ليلة وليلة" باقتراحكم. ونعم الاقترح. لقد كانت دوافع اختياري الأهمية البالغة التي يكتسيها التحليل السميوطيقي في مقاربة النصوص، والرغبة في مساءلة النصوص العربية عامة، وألف ليلة وليلة خاصة، باستثمار بعض جوانب المنهج السيميوطيقي، إلى جانب توظيف مفاهيم أخرى في القراءة باعتبارها وصفا وتفسيرا وتأويلا. وكذلك الفائدة التي يمكن أن تقدمها إعادة قراءة نصوص الليالي من زاوية سيميوطيقا غريماص..لنا عودة للموضوع في مقالة علمية بحول الله.
لقد كانت الجدية والعمل الرصين مبدأكم، سواء في المحاضرات، أو الإشراف.لقد كنتم نعم السند والعون دائما وأبدا.
لقد جعلتم من كل انفصال اتصالا ،ببساطتكم، وتواضعكم، وعلمكم، وابتسامتكم التي لاتفارقكم. وهنا ينطبق عليكم قول الشاعر:
والعلم إن لم تكتنفه شمائل # تعليه كان مطية الإخفاق
لاتحسبن العلم ينفع وحده # مالم يتوج ربه بخلاق.
كنت ولازلت أرى فيكم الأستاذ والأخ والصديق، اضافة إلى أساتذة ٱخرين سواء من نفس الجامعة ، أو من يلقون محاضرات فيها، أذكر من بينهم عبد الحميد عقار، ونجيب العوفي،المرحوم محمود ميري قدس الله روحه في الجنة ،محمد عدناني، ادريس الخضراوي وعبد الخالق عمراوي وغيرهم...
وقد حالفني الحظ مرة أخرى، بعد غياب عن الجامعة لمزاولة مهنة التدريس،دام حوالي عشرين عاما، وأنا أتلقى محاضراتكم بماستر الأدب العربي والمثاقفة، بتنسيق المشمول برحمته محمود ميري، والأستاذين العزيزين محمد عدناني وعبد الخالق عمراوي.
كان ذلك بالضبط عام ألفان وأربعة عشر ميلادية، وهنا سأكتشف مشروعكم الضخم، واهتماماتكم البحثية والأكاديمية في مجال السرديات العربية والغربية، ونحت مفاهيمها وتتبع مكوناتها في النصوص العربية القديمة والحديثة.
إن انفصالكم عن الجامعة بصفة عامة، سيترك فراغا كبيرا، ولن يملأه إلا الجيل الذي تتلمذ وتلقن على أيديكم الكريمتين.
إنكم قامة علمية شامخة في سماء العلم والمعرفة، سيشهد لها التاريخ إلى الأبد.
كيف تنسى رفوف الحامعات والمكتبات إنتاجاتكم الغزيرة؟
كيف ننساك ياصاحب المقال " دكتوراه للبيع" عندما فرض علينا رئيس جامعة محمد الخامس السابق سعيد أمزازي رسوما خيالية نحن الطلبة الموظفين في سلكي الماستر والدكتوراه؟!..
إن صورتكم لاتفارقني..وذكرياتي الجميلة معكم تزرع في قوة وطاقة كبيرتين لأقطع هذا الطريق الطويل إلى ٱخره وإلى ٱخري، ولو كان الوصول متأخرا، لأن الهدف والموضوع هما الوصول.
لن أنسى نصيحتك المباشرة لي مؤخرا بمكتبكم في الكلية رفقة الأستاذين الفاضلين محمد السيدي ، وزهور كرام " استثمر معلوماتك ياسعيدي ".
لن أنسى هذه الصورة الرائعة معك بابتسامتك المعهودة، وأنت تسألني عن موضوع الأطروحة، وعن الأستاذ المشرف، ولما أخبرتك بأنه أستاذي العزيز حسن لشكر , طلبت مني أن أبلغه سلامك الحار.

بوركت أستاذي العزيز، وأطال الله في عمرك ، وبارك لك في صحتك وفي ذريتك، وسنبقى في انتظار إنتاجاتك القيمة.

الطالب عبد الرحمان سعيدي.

عن الكاتب

ABDOUHAKKI ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا