المخرج السينمائي الطيب بنعبيد يبصم على فيلم قصير من بطولة حبة طماطم.

المخرج السينمائي الطيب بنعبيد يتحدى ظروف الحجر الصحي ويبصم على فيلم قصير من بطولة حبة طماطم.

ماذا يفعل من عشق الكاميرا وهوى أضواءها، وسعى في كل حين أن يوثق الحركة، ويتتبع خيوط الحبكة الدرامية وتحويلها إلى فيلم سينمائي يعرض في المهرجانات والمناسبات، متلقيا ارتسامات الجمهور. ماذا يفعل هذا العاشق في ظل الحجر الصحي الذي يحرمه من لقاء ممثليه أولا، قبل جمهوره، خاصة إذا كان من المخرجين المشتغلين بالفيلم التربوي ما يجعلهم يشتغلون رفقة تلاميذ المؤسسات التعليمية المغلقة خلال فترة الحجر الصحي.؟

اختلفت أجوبة المخرجين المغاربة على هذا السؤال، لكن جواب المخرج الطيب بنعبيد جاء متميزا، وهو المخرج، السينارسيت، الشاعر، الذي أعد عددا من سيناريوهات لأفلام تربوية، كما أخرج 16 فيلما تربويا قصيرا، وشارك في مهرجانات سينمائية وطنية ودولية وحصل على جوائز فيها. فظروف الحجر الصحي وما يستلزمه من ملازمة المنازل، وتجنب الاختلاط، دفعت هذا المخرج إلى التفكير في وسيلة تمكنه من مغازلة معشوقته الكاميرا، والاشتغال على فيلم يدخل به مستقبلا مهرجانات الفيلم القصير على المستويين الوطني والدولي، دون أن يخرق الحجر الصحي. فكان فيلم الحلم الأحمر: RED DREAM. وهو فيلم تناول فيه مخرجه قضايا متشعبة من الهجرة السرية، ومشاكل الهوية، دون أن يهمل ملامسة قضايا الحب، والانجراف وراء المغريات، والحياة الطلابية... لكن دون توظيف لممثلين من بني البشر. فكانت الشخصية المحورية في الفيلم هي حبة طماطم، استطاع باستعمال تقنية الخلفية الزرقاء من جعلها تقدم على ولوج غمار الهجرة السرية، طامحة في ولوج اﻷسواق الكبرى في اكبر العواصم الأوروبية، معتزة بمغربيتها، متمسكة بأصولها وتقاليدها، قبل أن تغير أحلامها فتصبح راغبة في التتويج بلقب ملكة جمال الطماطم، لتجد نفسها تتحول إلى شيء بلا قيمة، في أيدي المحتفلين بالطماطم بالطريقة الإسبانية في بلدة بينول المعروفة بمهرجانها الصاخب، والذي تتحول في الطماطم إلى وسيلة للتراشق، تدوسها اﻷقدام، ويرمى بها من الشاحنات كيفما اتفق. وقد تم تقديم هذه الرحلة المتميزة لحبة طماطم في أجواء تجمع بين جدية الموضوع وجدته، وطرافة المواقف التي تقترب من الكوميديا.

ترك المخرج الطيب بنعبيد بصمته في المهرجانات التي شارك فيهان خاصة تلك المرتبطة بالفيلم التربوي، والقصير، إذ حصل فيلمه (صولفاني) من بطولة الفنان حمزة الخياطي، على الجائزة الثالثة في المهرجان الدولي لسينما الحب والسلام بتطوان، وفازت الطفلة (مروى العلام) بطلة فيلمه (ربيعة) على جائزة أحسن ممثلة، في مهرجان سينما المدارس الوطني بتطوان، الفيلم ذاته نال جائزة أحسن سيناريو في نفس المهرجان. ونال فيلم (صدمة الميلاد) من بطولة: عبد العالي عبد ربي وملكة جمال الأطلس الممثلة وسيلة، جائزة الجمهور في المهرجان العربي للفيلم التربوي بالدار البيضاء، كما مثل فيلمه (يوم من عمر صامت) المغرب في مهرجان القدس الدولي بفلسطين، وهو فوق ذلك وجه ثقافي معروف بمكناس لتعدد مواهبه وانفتاحه على أنشطة جمعيات المجتمع المدني بالعاصمة الإسماعيلية.

عبد العالي عبد ربي البقالي