أصدرت دار الشروق الطبعة الثامنة من المجموعة القصصية «حكاية بلا بداية ولا نهاية» للأديب الكبير نجيب محفوظ، وهى قصص مكثفة، أحداثها تختصر شواغل الإنسان مع الوجود عبر حوار متقن؛ حيث يخبرنا نجيب محفوظ بأن: «الكراهية الحقيقية هى النسيان». وتتكون من خمس قصص صدرت طبعتها الأولى عام 1971، غير أن قصة «حكاية بلا بداية ولا نهاية» تدور حول أتباع طريقة دينية يعانون تراجع سطوتهم على الحارة مع صعود جيل جديد يسخر من أفكارهم. وفى رحلة البحث عن الله، يأخذنا محفوظ إلى الإنسان ومعاناته والعلاقة بين الدين والعلم، وحين تستحكم الحلقات حولنا يذكرنا نجيب محفوظ بأن: «بين آلاف الضاحكين فى هذه اللحظة، يوجد على الأقل شخص واحد كان يفكر فى الانتحار منذ عام». ومن أجواء القصص نقرأ:
«ماذا جرى لحارتنا؟
ــ لا شىء. سحابة صيف، عبث أطفال.
ــ إنك لا تؤمن بما تقول يا شيخ عمار، هل سبق أن نال لسان من الطريقة؟
ــ إنه جيل جديد عجيب يمتطى مركبة الشيطان.
قطَّب محمود الأكرم قائلًا:
ــ يسخرون من الطريقة، ومن المريدين، ومنى شخصيًّا، ويرسلون النكات فى مقاهى الحارة بكل وقاحة.
ــ ألم يسمعهم المريدون؟
ــ بلى، يا مولاى.
ــ ماذا فعلوا؟
ــ نصحوهم بالتى هى أحسن، وركبهم الغضب مرَّات، ولكن أحدًا منهم لم ينسَ أن الحارة أسرة واحد.
ــ لا يليق العنف بأهل الطريق.
ــ ولكنَّ للصبر حدودًا».