محمود، هل من حقي فعلاً أن أقول لك وداعاً ؟ وأنا أعلم أنك لن تغيب، وأنك ستبقى حاضراً معنا في كل آن وحين، حاضراً بابتسامتك العريضة التي لا تفارقك حتى لو ملأتها المرارة أحياناً، بسبب خيانة هنا أو هناك، أو ملامح مؤامرة تستهدف الوطن المشترك، فلسطين .. المغرب .. الوطن العربي من محيطه إلى خليجه . ألست أنت من تقول دائماً، بأنك بقدر ما أنت فلسطيني فأنت مغربي وأنت عربي وأن كل ما يمس أي جزء من هذا الوطن الكبير يثقل كاهلك ؟
وعندما يقع التجني عليك من طرف بعض عملاء المخابرات الصهيونية المتحاملين على فلسطين وعلى المنخرطين في النضال من أجل تحريرها، ويحاولون خلق شرخ بينك وبين وطنك المغرب .
كيف لي أن أقول لك وداعاً وأنا أعرف جيداً أنك دائم الحضور، بل دائم الحضور الفاعل والوازن، والحريص على تقديم الاقتراحات والملاحظات حول تطوير العمل الشعبي من أجل التصدي لما يتهدد الأمة وخاصة ما يتهدد فلسطين التي ما فتئ الخونة والعملاء يتآمرون ويتكالبون عليها والتي يعمق جرحها حالة الانقسام في ما بين أبنائها ومكونات شعبها، والتي كثيراً ما حملت هم الوصول إلى إنهائها باعتبارها أحد العوائق الأساسية في وجه النصر والتحرير .
ومن ثم ، كيف أستطيع أن أقول لك وداعاً في اليوم الذي اجتمعت فيه كل القيادات الفلسطينية بين سفارة فلسطين في لبنان وبين رام الله في فرصة طالما آمنا بحتمية حلولها، رغم أنك أحياناً كنت، أمام ما يجري، تطرح علي السؤال، أنت المتفائل دوماً، ثم تعود لتقول : لا ، لا حتماً سيتحقق ذلك . فكيف أقول لك وداعاً وأنت تهيئ ودياناً من المداد لهذه اللحظة، تحللها وتحاول أن تساهم في الدفع بها إلى حيث لا يمكن الرجوع عنها . ومن سينبري لخونة العصر وعملاء الصهيونية في الإمارات، وربما في غيرها، ليعري خيانتها ولينقل للعالم إجماع الرفض والإدانة في الساحة المغربية وفي غيرها من الساحات العربية والإسلامية ؟إذا قلت لك وداعاً مع من سأستشير في ما تعودت أن أستشيرك فيه ؟ ومن يستطيع أن ينوب عنك في شغبك الجميل ؟
محمود، أنا على يقين من أنك باق معنا، لكن اسمح لي أن أشد على أيدي بحرية ونبيل ورشا ودالية، والعزيز عبد، وعلى أيدي كل أفراد عائلتك وأصدقائك ومحبيك، رغم أنهم كثر، وعلى عائلتك الصحافية وكل أبناء فلسطين بل اسمح لي أن أختم بالقول : إنا لله وإنا إليه راجعون