مُهداة الى صاحب الجلالة الملكِ محمدٍّ السادسِ نصره اللهُ؛ والى الشّعب المغربي، بمناسبة الذكرى الخامسةِ والأربعين للمسِيرة الخضراءِ.
قِفُوا لَهُ بالضَّرِيحِ ورَدِّدوها
ألاَ قَسَمًا تُجَلْجِلُه ذُراها
وتَبعَثُ فَخرَها بِجناحِ طَيْرٍ
الىَ أسَدٍ تَدينُ لهُ رُباها
لَأنْت مُحَرِّرٌ، وَبِوَهْجِ شَعْبٍ
يُبادِلُكَ المَحبَّة قَد جَلاَهَا
يُبادِلك الشَّجاعةَ اذْ تُنادِي
ألاَ زَحْفًا فَقدْ رَكِبَتْ عَمَاها
فكانَ الزَّحْفُ مُنْتَصِبا لِسِلْمٍ
تَحُفُّ بِه الرَّواجِمُ في فَلاَها
فَأيْقنَ مَن رَأى سِلْما وحَربا
بِأنَّا مُوغِلونَ الىَ حَشاها
واِنَّا وَاصِلونَ الى عُيونٍ
بِها شَوقٌ وقَدْ كَرِهَتْ قَذاهَا
فَنَمْ أسَدًا بأشْبالٍ وشَعْبٍ
وجَيشٍ لا يَنام وانْ طَحَاها
نُقارِعُ مَن يُريدُ بِنا صَغارًا
ونُقْسِمُ أنْ نَصونَ لها مَداها
يَسِيرُ بِرَكْبِنا مَلِكٌ هُمام
علَى مَهَلٍ أعَدَّ لها رَحَاها
وأقْسَم أنْ يُمَنِّعَها بِسِرْبٍ
وأقْمارٍ تَصُونُ لَها سَماها
وأجْرَى فُلكَها بِبِحارِ أَمْنٍ
فَصَانَ لها مَرَافِئَ قَد بَناها
وأنْبتَ في بَسابِسِها جِنانا
وأسَّسَ صَرْحَها مُدُناً تَراها
فَتَذْكُرُ ذاتَ أعْمِدةٍ لِعادٍ
بِلا صَلَفٍ تُخاطِبُ مَن رَآها
بِأنَّ المَجْدَ مِن زَمَنٍ تَلِيدٍ
وَعِزٍّ لا يُطاوِلُهُ عِداها
قِفِي بِسُمَيْرَةٍ وتَذَكَّرِيهِ
يُجاهِد مَنْ يَحلُّ لَها عُراهَا
بِماءِ عُيونهِ ودَمٍ شَهِيدٍ
وبَأْسِ فَوارِسٍ اُسُلٍ حَماها
قِفي يا ناكِرةً قَمَرًا ونورًا
بِداخِلةٍ سَما وصَفا بَنُوها
وطُوفِي بالعُيونِ تَرَيْ شَبابًا
اذَا قِيل ارْكَبوا رَكِبُوا عُلاهَا
الَى مَلكٍ علَى رَجَحٍ وخَيْلٍ
اذا غُمِزَتْ تَمُورُ الى وَغاهَا
فَيُثخِنُ فِي مُكابِرَةٍ غُرورًا
وَيُلْهِمُ مَن ،إذا نَدِمَتْ، صَفَاها
سَلامٌ انْ دُعِينا الَى سَلامٍ
وحَربٌ اذْ يُداهِمُنا لَظَاها
نُصالِح مَن يُبادِلُنا وِئامًا
ونُمْهِلُ منْ تُكِنُّ لنا عَداها
تَعاقَبَتِ العَوادِي على حِمانا
فَأوْرَثَنا أسِنَّتَه بَراهَا
وأوْرَثَنا مَفاخِرَ مِن عَمارٍ
لِنُعْلِيَها مُذَهَّبَةً حُلاَهَا
وأوْرثَنا نَفائِسَ مِن عُلومٍ
لِنُنطِقَها وَنُبْلِغَها غِنَاها
فيا مَلكَ المَفاخِر سِرْ بِجَيشٍ
إذَا طُلِبَتْ عَزائِمُهُ نَضّاهَا
وانْ زَحَفتْ فَوارِسُها وَكَرَّتْ
يُجَنْدِلُها ويُلْقِمُها ثَراها
على قَسَمٍ يَلي قَسَما، وَشَعْبٌ
بمَمْلكةٍ تَسِير الَى عُلاهَا
لِنَزْرَعَ فِي مَغارِبِنا سَلامًا
لِيَهْنأ مَنْ إذا خُذِلَتْ بَكَاها
القنيطرة :أكتوبر2020