في إحدى الضواحي الباريسية، كان على مجموعة من اللاجئين وطالبي اللجوء إيجاد حل لمشكلة السكن والتخلص من العيش والتشرد في الشوارع. ورغم البرد والموقع المعزول، بات بناء مهجور أحد الحلول النادرة لإيواء المهاجرين في العاصمة، ومأوى لحوالي 250 شخصا.
يخرج حسن إلى الباحة الخلفية بقميص صيفي خفيف وحذاء بلاستيكي مفتوح وفوطة صغيرة رماها فوق رأسه تغطي أذنيه، رغم أن درجة الحرارة بالكاد تتجاوز الصفر.
يقف ممسكا بقطعة صابون، خلف صديقه المنحني فوق دلو بلاستيكي يملأه ماءا يجري من خرطوم طويل لا يبين مصدره.
"هنا، نتدبر أمورنا بأنفسنا"، يقول الشاب السوداني متجاهلا برودة الجو، "نغتسل في الخارج، نساعد بعضنا ونأكل مما يتوفر. لا توجد لدينا خيارات أخرى"، لكن "الوضع هنا يبقى أفضل من الشارع". فبعد أن أمضى حسن أكثر من عام مشردا في المخيمات العشوائية شمال العاصمة باريس، كان لا بد له من إيجاد بديل، فوجد مكانا داخل بناء مهجور بات مأوى للكثير من طالبي اللجوء، في ظل نقص الاستجابة لإيواء الوافدين وحرص السلطات على تفكيك مخيمات المهاجرين كلّما تشكلت.
في نيسان/أبريل 2020، استحوذت مجموعة من اللاجئين وطالبي اللجوء على بناء مهجور لشركة صناعية على أطراف العاصمة باريس*، "كان لا بد علينا أن نتصرف، لا نستطيع البقاء في الشارع وترك الناس دون مأوى"، بحسب اللاجئ التشادي فارس، أحد الممثلين الثمانية المندوبين عن هذا البناء (سكوات).