اختتمت أشغال الدورة 11 لمهرجان مكناس الدولي لسينما الشباب مساء السبت 29 ماي 2021، بقاعة سينما الريف، بالإعلان عن الفائزين بجوائز المسابقتين الدولية والمحلية، وذلك بحضور رئيس لجنة التحكيم الدكتور فؤاد سويبة والإعلامي يحيى سعيدي. أما باقي أعضاء اللجنة، وهم المنتج والمخرج منصف نزيهي والطبيب المخرج الدكتور بوشعيب المسعودي والفنان والباحث التشكيلي بنيونس عميروش (من المغرب) والكاتب والناقد السينمائي الجزائري جمال محمدي، فقد تداولوا حول الأفلام المتبارية مع باقي الأعضاء بشكل افتراضي بعد مشاهدتها إلكترونيا.
تمخضت مداولات اللجنة عن النتائج التالية:
الجائزة الكبرى (أو جائزة فلسطين): فازت بها المخرجة المغربية كوثر بنجلون عن فيلمها "لقاء مع الروح" (14 دقيقة)، الذي شارك فيه الممثلان القديران عز العرب الكغاط وسعاد صابر إلى جانب زهير آيت بنجدي وعارضة الأزياء الأوكرانية ديانا زاركوشا والمهدي عيوش، بطل الفيلم، وهذا الأخير هو بالمناسبة زوج المخرجة وكاتب سيناريو الفيلم وأحد المساهمين في إنتاجه. وقد سبق للمهدي عيوش، المزداد بفاس والمتابع لدراسته الطبية بأوكرانيا، أن شخص أدوارا أخرى في أعمال سينمائية وتلفزيونية بالموازاة مع كتابته وإخراجه لأفلام قصيرة لعل آخرها "آلو بسي" (2020). أما كوثر بنجلون، المزدادة بالدار البيضاء، فقد تابعت دراستها بفرنسا في التجارة والتسويق وإدارة الأعمال، وكان أول لقاء لها بالمهدي عيوش أثناء تصوير السلسلة التلفزيونية "تاريخنا فخرنا" (من إخراج أنور معتصم وإنتاج قناة "ميدي 1 تي في")، حيث شخصت دور إحدى زوجات المنصور الذهبي، وهي الشخصية التي أداها عيوش في هذه السلسلة. للإشارة ففيلم "لقاء مع الروح" صور بأوكرانيا والمغرب، ويعتبر اختياره بمهرجان مكناس أول مشاركة له في مهرجان سينمائي.
جائزة لجنة التحكيم الخاصة (أو جائزة صلاح الدين الغماري): حصل عليها الفيلم الفرنسي "فانسان قبل الظهيرة" (18 دقيقة) من إخراج غيوم مانغي، وهذا الفيلم سبق له أن توج في العديد من مهرجانات الأفلام القصيرة المنظمة سنتي 2020 و2021 بالمغرب.
جائزة الإخراج: كانت من نصيب الفيلم الأفغاني "هنا أفغانستان" (3 دقائق) من إخراج خادم حسين، وهو فيلم بسيط يعكس واقعا مأساويا بسبب عقليات متخلفة ولا يخلو من مسحة إنسانية.
جائزة الفيلم الوثائقي: منحت للفيلم الجزائري "الجير" (8 دقائق) من إخراج عبد الرؤوف بن أحمد، وهو فيلم يتمحور موضوعه حول الفروسية وما يرتبط بها من طقوس وعادات وتقاليد موروثة.
جائزة مكناس للإبداع، وهي جائزة خاصة بالمسابقة المحلية لأفلام الهواة المقيمين بالعاصمة الإسماعيلية، كانت من نصيب فيلم "إلى متى" (5 دقائق) من إخراج الشاب حمزة المزكلدي. علما بأن هذا الفيلم تنافس على هذه الجائزة اليتيمة مع فيلمين آخرين هما: "ع+م=حب (33 دقيقة) للطيب بنعبيد و"سيركوس" لمحمد لعريف.
ما لاحظته على الأفلام المشاركة في المسابقة الدولية، وعددها 22، أنها عبارة عن خليط من أفلام الهواة والأفلام المحترمة لمواصفات العمل السينمائي المهني في حدودها الدنيا على الأقل. وهذه الأفلام فيها الروائي (أغلبية الأفلام) وفيها الجنس الوثائقي الذي خصصت له جائزة واحدة فقط منحت للفيلم الجزائري "الجير"، الذي لم يكن أكثر تميزا من فيلمين مغربيين لم يحظ أي منهما ولو بمجرد تنويه من طرف لجنة التحكيم. يتعلق الأمر بفيلمي "إيكاروس" لسناء العلاوي و"عام كورونا" لأحمد بوشلكة.
لاحظت كذلك أن فرص الفوز بجوائز المسابقة لم تكن متكافئة بين جميع الدول، وذلك لأن المغرب شارك بأكثر من نصف الأفلام (12 من أصل 22)، في حين شاركت باقي الدول بفيلم واحد فقط (فرنسا، أفغانستان، سوريا، السعودية، غينيا، الجزائر، العراق، تونس) أو بفيلمين على الأكثر (مصر).
وبناء عليه أقترح على الجهة المنظمة تحديد معايير مدققة لقبول الأفلام في المسابقة الدولية للمهرجان، وتحديد المقصود بمفهوم "سينما الشباب"، وذلك لأنني لاحظت أن بعض مخرجي الأفلام ليسوا من الشباب لأن عمر بعضهم تجاوز الستين سنة، كما أن مواضيع بعض الأفلام لا علاقة لها بالشباب ومشاكلهم. زد على ذلك أن مهرجان مكناس لا يحمل من صفة "الدولية" إلا الإسم في الغالب، وذلك لأنه باستثناء مشاركة عشرة أفلام غير مغربية فتشكيلة لجنة التحكيم مغربية بالأساس، باستثناء عضو واحد فقط من الجزائر الشقيقة، أما باقي الأنشطة الموازية (الماستر كلاس وتقديم الإصدارات والتكريمات وغير ذلك) فلا حضور فيها للبعد الدولي