يصعب اختزال شعر الياس لحود (1942) بكلمة واحدة، فقد بدأ كلاسيكيًا وعلى دفعات أصبح "ما بعد حداثوي" وشديد التعلق بالثورة على الكلاسيكية. كتب الشعر منذ العاشرة من عمره بالفصحى وبالفرنسية ثم تبعه بالمحكية، وكتبه بنبرة تأملية في بداياته ثم وجد نفسه داخل عالم عربي منقسم فكتب عن العواصم العربية وجروحها وعن القضايا العميقة، ثم سخر من العالم كله في شعر ضاحك كوميدي ليس سوى معاينات عميقة للواقع، و"الكوميديا هي جزء من جدية الكتابة" كما يقول فرانسوا رابليه، فالضحك مثل المخدّر بالنسبة إليه. لم يتأخر صاحب "فكاهيات بلباس الميدان" فقصد بيروت شابًا وأسّس مع عصام العبداللـه وحسن العبداللـه وجوزيف حرب وحبيب صادق وآخرين "جماعة شعراء الجنوب" وكانت لاجتماعهم الأول باكورة شعرية مشتركة "كل الجهات الجنوب". هو من مؤسسي الحداثة الشعرية التي حلّت في المحكية مع ميشال طراد وطلال حيدر والأخوين الرحباني، هي حداثة توازي الانتقال من القصيدة العمودية إلى قصيدة النثر. معجم الياس لحود اللغوي يتسع للطبيعة كلها تارة ثم لهواجس الإنسان والقلق الوجودي تارة أخرى؛ شعر لا يسير على خط واحد بل يتنقل بين اللغات والصور وكأنه يستخرج من ذاكرته بشكل دائم ما يشدنا إلى فضاءات مفتوحة تنادي صمت العالم.
يصعب اختزال شعر الياس لحود (1942) بكلمة واحدة، فقد بدأ كلاسيكيًا وعلى دفعات أصبح "ما بعد حداثوي" وشديد التعلق بالثورة على الكلاسيكية. كتب الشعر منذ العاشرة من عمره بالفصحى وبالفرنسية ثم تبعه بالمحكية، وكتبه بنبرة تأملية في بداياته ثم وجد نفسه داخل عالم عربي منقسم فكتب عن العواصم العربية وجروحها وعن القضايا العميقة، ثم سخر من العالم كله في شعر ضاحك كوميدي ليس سوى معاينات عميقة للواقع، و"الكوميديا هي جزء من جدية الكتابة" كما يقول فرانسوا رابليه، فالضحك مثل المخدّر بالنسبة إليه. لم يتأخر صاحب "فكاهيات بلباس الميدان" فقصد بيروت شابًا وأسّس مع عصام العبداللـه وحسن العبداللـه وجوزيف حرب وحبيب صادق وآخرين "جماعة شعراء الجنوب" وكانت لاجتماعهم الأول باكورة شعرية مشتركة "كل الجهات الجنوب". هو من مؤسسي الحداثة الشعرية التي حلّت في المحكية مع ميشال طراد وطلال حيدر والأخوين الرحباني، هي حداثة توازي الانتقال من القصيدة العمودية إلى قصيدة النثر. معجم الياس لحود اللغوي يتسع للطبيعة كلها تارة ثم لهواجس الإنسان والقلق الوجودي تارة أخرى؛ شعر لا يسير على خط واحد بل يتنقل بين اللغات والصور وكأنه يستخرج من ذاكرته بشكل دائم ما يشدنا إلى فضاءات مفتوحة تنادي صمت العالم.


