في تجربتها الفنّية تُوازي الفنانّة التونسيّة نجاة الذهبي بين لحظات اللوحة المسندية وتعرّجاتها وبين الكتابة النقدية وحميميتها في علاقتها بالعمل الفنّي الأصل. وهي تجربة بقدر ما تكون غنية على مستوى تواشجات المادة بالكلمة، فإنّها تفرض على الفنانّة طاقة كبيرة من أجل استيعاب هذا الانتقال بين اللوحة والكتابة. وليست نجاة الذهبي أوّل فنانّة اشتغلت على تكثيف علاقتها بالفنّ تأليفًا وصباغة، ولكنّها من الأسماء القليلة داخل العالم العربي، التي تحرص على تثمين هذا الموروث السيّري بين الكتابة والصورة. والكتابة عند الذهبي كتابة حميمية عاشقة تغوص في سراديب العمل لا لتُعرّف به فقط، بل لتُفكّك معالمه وتبسط مفاهيمه التقنية ومواده وألوانه بطريقة ثرّة وذكية. تتجنب الذهبي في كتابتها تاريخ الفنّ بعض المفاهيم الفلسفية الفضفاضة داخل التشكيل التونسيّ، لتُقدّم نموذجًا لكتابة نقدية تُرافق العمل الفنّي في قلقه ومساراته وألمه، دون أنْ تحرم نفسها من لذة التأويل والإقامة في تخوم اللوحة ومُتخيّلها.
بمناسبة صدور كتابها الجديد "في امتداح العين" (دار خطوط، 2021) كان لنا معها هذا الحوار:


