تقرر الحسم في موعد ومكان الدورة السابعة والعشرين من المعرض الدولي للنشر والكتاب الذي تسهر على تنظيمه الوزارة الوصية على قطاع الثقافة.فقد أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل المهدي بنسعيد في ندوة المجلس الحكومي المنعقدة أخيرا، على أن المعرض سيتم تنظيمه في الرباط، بتاريخ 5 يونيو القادم.
تعد هذه الدورة استثنائية، بالنظر إلى أنها لن تنعقد في الدار البيضاء، المدينة التي ارتبط اسمها بهذه التظاهرة، إلى حد صارت جزءا لا يتجزأ منه، ومن جهة أخرى طرأ تغيير على الموعد السنوي المعهود، حيث دأبت الوزارة على تنظيمه في بداية فبراير من كل سنة، غير أنه هذه المرة تم تأخيره إلى غاية مطلع يونيو.
لقد طمأنت الجهة المنظمة للمعرض بأن هذه الدورة تعد استثنائية، بالنظر إلى إكراهات مرتبطة بالوباء، حيث أن الفضاء الذي من المفروض أن يحتضن المعرض بالدار البيضاء لا يزال مخصصا لعلاج مرضى كوفيد. «هناك وجود مستشفى ميداني تابع لوزارة الصحة يستوطن المكان التقليدي للمعرض بالعاصمة الاقتصادية»، حسب تعبير الوزير.
وأنه بمجرد أن يتم إخلاء هذا الفضاء، سيتم إرجاع المعرض إلى مقره الأصلي في موعده المعهود.
لقد تضافرت عدة عوامل لكي يتم نقل المعرض الدولي للنشر والكتاب إلى مدينة الرباط تحديدا، ففضلا عن الإكراه المشار إليه آنفا، هناك عامل آخر، هو الاحتفال بالرباط عاصمة للثقافة الأفريقية، وبالتالي فقد سعى المنظمون إلى جعل هذا الاحتفال متكاملا بعاصمة المملكة، من خلال احتضانها لتظاهرة ثقافية عالمية، ممثلة في المعرض الدولي للنشر والكتاب.
من الملاحظ أن المعرض كان قد أخلف موعده لمدة سنتين، فقد كانت آخر دورة هي تلك التي تم تنظيمها مطلع سنة 2019، وبالتالي فإن ذلك كان له انعكاس سلبي على حركة النشر ببلادنا، حيث أن العديد من الناشرين، يربطون عجلة طبع الإصدارات الجديدة بهذه التظاهرة الثقافية بالذات.
يبقى التساؤل هو إلى أي حد سيتم إنجاح الدورة القادمة، سيما وأنها ستقام في غير فضائها الأصلي وفي غير موعدها السنوي المعهود؟
من خلال الأصداء التي تصلنا من بعض الناشرين الذين دأبوا على المشاركة في المعرض، فإنهم لا يخفون تخوفهم من عدم نجاح هذه الدورة، ويعزون ذلك إلى أنها ستقام في موعد الامتحانات المدرسية والجامعية، الشيء الذي قد يضعف نسبة الزيارات، علما بأن أغلبية زبناء المعرض تنتمي إلى فئة الطلبة والتلاميذ والأساتذة.
كما أن تنظيم المعرض خارج مدينة الدار البيضاء قد يثقل كاهل بعض العارضين بتكاليف التنقل والمبيت.
لا شك أن هذه الدورة، ستشكل تحديا للجهة المنظمة، علما بأنها لأول مرة ستقام في غير مكانها وفي غير موعدها كذلك.