لا بد من إعادة النظر، جذرياً، وعلى نحوٍ شامل في نوع «التقدم» الذي «يمارسه» العرب؛ فهذا «التقدم» ليس «معرفياً» وليس «علمياً» وليس «تقنياً»، وليس «اجتماعياً– إنسانياً». إنه «تقدم» الآلة التجارية– الاستهلاكية، بدءاً من استهلاك ثمار العلم إلى استهلاك الصناعة والسلاح. إنه باختصار تقدم «المعدة»، لا تقدم «الرأس». إنه «البصر» في معْزلٍ عن «البصيرة». وفي هذا ما يفسر أن «الإنسان- كفرد» في العالم العربي لا وجود له كإرادة وفاعلية تاريخية. وإذاً فإن الكلام على «حقوقه» عبثٌ ولهْوٌ. هكذا يستطيع العربي أن يضيف (من «إبداعاته»، هذه المرة!) إلى مفهومي «نهاية التاريخ» و«نهاية الحضارة»، مفهوم «نهاية الإنسان».
لا بد من إعادة النظر، جذرياً، وعلى نحوٍ شامل في نوع «التقدم» الذي «يمارسه» العرب؛ فهذا «التقدم» ليس «معرفياً» وليس «علمياً» وليس «تقنياً»، وليس «اجتماعياً– إنسانياً». إنه «تقدم» الآلة التجارية– الاستهلاكية، بدءاً من استهلاك ثمار العلم إلى استهلاك الصناعة والسلاح. إنه باختصار تقدم «المعدة»، لا تقدم «الرأس». إنه «البصر» في معْزلٍ عن «البصيرة». وفي هذا ما يفسر أن «الإنسان- كفرد» في العالم العربي لا وجود له كإرادة وفاعلية تاريخية. وإذاً فإن الكلام على «حقوقه» عبثٌ ولهْوٌ. هكذا يستطيع العربي أن يضيف (من «إبداعاته»، هذه المرة!) إلى مفهومي «نهاية التاريخ» و«نهاية الحضارة»، مفهوم «نهاية الإنسان».