النشر وصناعته قضية إنسانيّة وأخلاقيّة، ولا بدّ من الوقوف على التحدّيات والعقبات الخطرة التي تواجهه، في ظلّ دخول ناشرين تجّار، واستغلال الناشر والمؤلّف على حدّ سواء من قبل قراصنة هواة، يسرقون/ يتصيّدون ملفّات الكتب وبصيغها المتعدّدة. والنشر إلى جانب التعليم يبني ذات الإنسان، ويغذّيه بالمعرفة والثقافة، إذ إن جميع الأديان السماويّة والحضارات القديمة شجّعت على التعلّم، إضافة إلى أنه ركن آخر في بناء روح الإنسان، المعطوبة من حروب وصدامات وأوبئة لا تنتهي.
للحديث عن عالم النشر والكتاب، حاورنا الناشرة اللبنانيّة نسرين كريدية، التي ولدت في أواخر السبعينيات، في بيروت العاصمة، وهي خريجة الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة، تخصّصت بأوّل شهادة في الإعلان، وثانيها في التجارة والتسويق عام 1998م. وهي لم تختر مهنة النشر إذ نشأت وهي ترافق والدها الناشر ومؤسّس "دار النهضة العربيّة" إلى مكاتبها، حيث ونتيجة شغفها بالقراءة وجدت نفسها مع مرور الوقت عاشقة ومهتمّة بهذه المهنة.