أعلن في الفجيرة بالإمارات العربية المتحدة عن تفاصيل برنامج الدورة الثانية من "مؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة" التي تقام من 17 إلى 20 نوفمبر الحالي، وتناقش قضايا تتعلق بالفلسفة في أبعادها المختلفة، وتأثيرها على الجوانب الحيوية ذات التأثير المجتمعي مثل بناء الوعي وتعزيز الهوية وتطوير التعليم، ومعنى الزمن التاريخي الراهن، وراهن الفلسفة في عالم متغير، وذلك بمشاركة مجموعة من الأكاديميين والمفكرين من العالمين العربي والغربي.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بحضور أحمد السّماحي، مدير بيت الفلسفة، والدكتور أحمد برقاوي عميد بيت الفلسفة، حيث تم الإعلان عن مواضيع الجلسات النقاشية المتنوعة للمؤتمر الذي قام تحت رعاية ولي عهد الفجيرة الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي.
وأوضح عميد
بيت الفلسفة، الدكتور برقاوي أنّ "جميع المحاضرات منصبّة على تفكيك الرّاهن
فلسفيًّا بكلّ ما يتفتّح عنه الرّاهن من مشكلات مرتبطة بالوجود الإنسانيّ والحياة
وتأسيس نظرة كليّة عن حركة التّاريخ الرّاهنة والممكنات التي تنطوي عليها،
والممكنات التي تُحدّد مستقبل حركة التاريخ ومساره".
من جهته، أشار
أحمد السماحي، مدير بيت الفلسفة، إلى أنَّ مؤتمر الفجيرة العالمي للفلسفة يُعدّ
مشروعًا غيرَ مسبوقٍ في تعزيز الحراك الثقافي في العالمِ العربيِّ، حيث يُناقشُ
قضايا الرّاهنِ ومشكلاتِه، ويضمُّ نخبةً من الفلاسفةِ العالميّين والمتحدثين
لمناقشة محاور المؤتمر في أيام انعقاده.
كما يسلط
الضوء في دورته هذا العام على الشّبابِ عبر المشاركةِ في جلسةٍ مخصّصةٍ لهم،
والاستماعِ إلى آرائهم وهواجِسِهم الفلسفيّة. وأضاف أن المؤتمر يهدف إلى الكشفِ عن
أهميّةِ الفلسفةِ والتّعليمِ الفلسفيِّ للأطفالِ، حيث ستُخصّصُ جلسةٌ للاستماعِ
إلى نخبةِ من المختصّينَ بهذا الشّأن.
وينطلق اليوم الأول من المؤتمر (17 نوفمبر) بجلسة أولى يرأسها الأكاديمي د. جوزيف معلوف، وتبدأ بمداخلة
للكاتب والأكاديمي د. أحمد البرقاوي بعنوان "في معنى الزمن التاريخي الراهن"، تليها ورقة
بعنوان "كيف ينظر فيلسوف فرنسي إلى الراهن؟" للأكاديمي كلود
سباك من فرنسا، ومن هذه الدولة أيضا تشارك د. أريانا کونتی بمداخلة حول
"القيم في الراهن".
أما الجلسة الثانية التي ترأسها ابتهال د. عبد الوهاب فيقدم خلالها
الأكاديمي والمفكر السعودي د. شايع
الوقيان ورقة بعنوان "من وجهة نظر الراهن لماذا نتفلسف؟" بينما يسعى المفكر المغربي د. محمد مصباحي إلى الإجابة عن سؤال "هل الفلسفة دور في الوعي العربي اليوم؟".
وتنطلق الجلسة الأولى من اليوم الثاني (18 نوفمبر) التي يرأسها الأكاديمي د.
فهد الرويشد، بمداخلة للأكاديمي والمفكر التونسي محمد محجوب حول "مشكلات الفلسفة العربية الراهنة"، تليها ورقة
بعنوان "سلطة المقدس في الراهن العربي" للمفكر المصري د. حسن حمّاد.
وتضم الجلسة الثانية برئاسة الأكاديمي د. عبد الله المطيري مداخلتين،
الأولى بعنوان "الممكنات القابلة للتحقق
في العالم العربي" للباحث د. خالد كموني من لبنان، والثانية "الفلسفة والإصلاح السياسي"
للباحث د. أنور مغيث من مصر.
وفي أولى جلسات اليوم الثالث (19 نوفمبر) برئاسة الأكاديمي أنور
مغيث، تناقش
الأكاديمية الجزائرية د. مليكة بن دودة
قضية "الدولة والأزمة". كما
يشارك الباحث المغربي د. المهدي مستقيم بمداخلة في محور الدورة.
ویرأس الجلسة الثانية
د. أحمد برقاوي، ويقدم خلالها الباحث
والمفكر الجزائري د. الزواوي بغورة مداخلته حول "الراهن وتجلياته الفلسفية"، بينما يثير
الأكاديمي اللبناني د. جوزيف معلوف قضية "التنوير والراهن".
ويختتم المؤتمر في يومه الرابع بجلسة
أولى تتخللها ورشة نقاش "فلسفة الطفل"، ويدير الجلسة الأكاديمي د. جوزيف معلوف، وتشارك فيها د. مليكة بن دودة (وزير الثقافة الجزائرية السابقة)،
ودالية التونسي (مؤسسة بصيرة من المملكة العربية السعودية) ود. جانا مور لون
(مؤسسة بلاتو الأمريكية).
والهدف من
الورشة معرفة كيف تنمي الفلسفة مهارات
الأطفال وثقتهم في طرح الأسئلة واختبارها“.
وتدور الجلسة الثانية حول "ورشة الشباب والأخلاق والراهن" بإشراف الأكاديمي الأردني د. موسى برهومة، وتشهد مشاركة جامعة السوربون بأبو ظبي من خلال كل من: عليا ولبنى،
والشيخة الشميلي، وراشد المزروعي وسارة بن سميده، ونجلاء المطروشي؛ فيما تحضر
الجامعة الأمريكية في دبي من خلال حلا وقسّام. وتُطرح في الجلسة قضايا: الأخلاق
والحالة الطبيعية، والتربية وقيم الخير والشر، والسعادة والأخلاق، وأخلاقيات
التواصل، وحدود المصلحة الذاتية.
وبعد إطلاق
مبادرة الشباب، يختتم المؤتمر بقراءة بيان ختامي واستشراف الدورة المقبلة.
والجدير
بالذكر أن »بيت الفلسفة»
مؤسسة ثقافية الأولى من نوعها انطلقت من إمارة الفجيرة في دولة الإمارات العربية
لصياغة الوعي العقلاني ونشره وتعليمه. نحن في “بيت الفلسفة” نؤمن بأن الفلسفة هي
العقل المستنير الذي يسعى لفهم الواقع من حولنا لنكتشف الأسئلة وكيفية الإجابة
عنها، موقنين بأن الفلسفة تهدف إلى خلق الوعي عبر الإجابات المنطقية لتلك الأسئلة
لتثري حياتنا بشكل أفضل.
وإيماناً بأن
التجربة الحضارية عملية مستمرة وفي تطور دائم يشمل كل صعد الحياة والإبداع، فقد
ارتأى «بيت الفلسفة» أن يغني التجربة الإماراتية الرائدة وأن يكون رديفاً علمياً
هاماً تستنير به أجيال الحاضر والمستقبل. كما تهدف مؤسسة «بيت الفلسفة» لنشر القيم
الأخلاقية والجمالية والتنوير والتسامح. وتسعى أيضا لخلق نخبة فكرية إماراتية
تفكّر في واقعها تفكيراً منهجياً سليماً.