خاص بمجلة إتحاد كتاب الإنترنت المغاربة الإلكترونية
في أول حوارله مع مجلة إلكترونية مغربية وعربية يأبى عميد المخرجين السينمائيين المغاربة عبدالله المصباحي إلا أن يفجرالعديد من الحقائق ويرفع الستارعن الكثيرمن خبايا وأسرارالفن السابع بالمغرب والعالم العربي في تفاصيل مثيرة وجرأة نادرة جدا حول مساره السينمائي الذي يمتد على مدى نصف قرن من الزمن وحول كواليس واقع السينما المغربية بما لها وما عليها من إنجازات منفلتة وكذلك من إخفاقات وتعثرات تعددت أسبابها المباشرة والغيرالمباشرة ...
فهل كل ما جاء في هذا الحوار(الإحتجاجي والصدامي) كاف لتشخيص مكامن الداء في الصناعة السينمائية المغربية التي مازالت تحبو وتتلمس طريقها للمصالحة مع المتلقي المغربي والتي مازالت أيضا تخوض معاركها لتشق طريقها نحو العالمية أم أن كل هذه التفاصيل ليست إلآ الشجرة التي تخفي الغابة عند البعض أوالزوبعة في فنجان عند الرأي ونظرالبعض الآخر؟
نتمنى أن يكون هذا الحواربداية لفتح نقاش مكاشفة جدي وهادف بين كل الفاعلين في الحقل السينمائي المغربي ، كما نعلن أن مجلتنا الإلكترونية المستقلة تفتح صفحاتها لتعدد الآراء ووجهات النظرعلى إختلاف توجهاتها الفنية والفكرية لكل من أرد أن يدلي برأيه في هذا الموضوع أوالتعقيب على هذا الحوار.
إزداد المخرج المغربي عبد الله المصباحي في مارس 1936 وهوحاصل على الإجازة في العلوم الاقتصادية من جامعة فريبورغ (سويسرا) وماستر الدراسات العليا السينمائية من المدرسة العليا للسينما بباريس وإجازة في الأدب تخصص تاريخ الشعوب من جامعة السوربون بفرنسا .
إشتغل مديرا عاما لمركزالتلفزيون والاتصال الدولي وخبيرا في التنمية التضامنية المستدامة وإهتم بالميدان السينمائي منذ 1960 إلى اليوم . كتب السيناريو وأخرج العديد من الأفلام الروائية الطويلة منها : " الصمت في الاتجاه الممنوع " 1974 "غدا لن تتبدل الأرض "1975 " إخواني الأعزاء " 1976 " الضوء الأخضر" 1976 " أين تخبئون الشمس؟ 1978 (تابع باقي سيرة المخرج عبدالله المصباحي السينمائية في خاتمة الحوار).
وتجدرالإشارة فقط إلى إن هذا الحوارقد تم إنجازه على مراحل قبل شهرين وجاء متزامنا مع العدوان الإسرائيلي على غزة .
س : الأستاذ عبدالله المصباحي الكثيرمن جيل الشباب من الممثلين والمخرجين في حاجة ماسة إلى الإستئناس بتجارب الرواد من أمثالكم بداية كيف إنخرطتم أواخرالخمسينات في طريق الفن السينمائي ، في هذا الإختيارالصعب في زمن كان المغرب يفتقرإلى بنية تحتية وثقافة إجتماعية فنية متفتحة على فن حداثي وجريء بامتياز؟
ج : شكرا لكم بداية على إنجاز هذا الحوار، نحن السينمائيون الأوائل المؤسسون للسينما المغربية جئنا إليها متخرجين من معاهد سينمائية بالخارج لذلك لم نجد صعوبة للتغلب على البنية الفنية المنغلقة التي تتحدث عنها وعملنا أفلاماً منفتحة حداثية بامتياز ولم تغلبنا لا رقابة ولا قلة إمكانيات لأننا كنا نعتمد على ثقافتنا السينمائية الجادة التي كانت هي مطلبنا الوحيد في السينما التي كنا نقوم بتأسيسها في ذلك الوقت بأقل الإمكانيات عملاً بالمثل المغربي " الحادقه يمكن ليها تغزل برجل حمار بدلاً من المغزل الرقيق " .
لم نكن مثل اليوم نتوصل بهذا الدعم للسينما المغربية الذي لا يستفيد منه إلا كل من هب ودب ولا كل من لاعلاقة له بالسينما ... أفلام بداية السينما المغربية كانت أفضل بكثير بلا دعم والسينما المغربية اليوم بصراحة لايسيرها إلا جهلة ومنتجين ومخرجين لا يفقهون شيئاً في السينما والنتيجة هؤلاء يغتنون والسينما المغربية لم تحقق فاعلية تواجدها كما يجب أن تكون وأصبحت هو مجرد قضية . والآن كل ما حققته هو نقل فوضى الانتاج السينمائي ومصدرارتزاق لطوابيرمن المنتجين والمخرجين المرتزقة المتطفلين على المهنة (من المغاربة القاطنين أوالمهاجرين المولودين في الخارج) بغض النظرعما تغص به سيناريوهات أفلام مرتجلة والتي لا علاقة لها بأي سيناريست حقيقي بها مايكون عشرات المشاريع الغثة بمئات الأفلام السخيفة التي تضيف إلى مجتمعنا المزيد من العقد عبر عروض رخيصة يحرص منتجوها ومروجها على عملية الكسب . وكانت منظمة "اليونسكو" قد بدأت تحقق في موضوع خروقات لحقوق الإنسان في ميدان السينما والتليفزيون ووجهت رسائل للمعنيين بالأمر في عهد نبيل بنعبد الله في وزارة الاتصال و فيصل العرايشي الذي حول الإذاعة والتلفزة إلى شركة خاصة ولا يزال فيها مند أعوام . ولا تزال منظمة اليونسكو تنتظرالرد " هل هناك خروقات لحقوق الإنسان في السينما والإذاعة والتليفزيون في المغرب . ولا أحد يرد على هذ السؤال .
س : طيب لننطلق في حوارنا هذا مما يحدث حاليا من دماروتقتيل للشعب الفلسطيني في غزة . لقد قمتم بإخراج الثلاثية الشهيرة "القدس باب المغاربة " و"مغربيات في القدس " و"محرقة غزة " المأساة الغزاوية تتكرراليوم ولم تنته بعد ، إلى أي حد إستطاعت هذه الثلاثية أن تتوفق في نقل معاناة شعبنا العربي في فلسطين المغتصبة وماهي أصداؤها ثم هل تفكرون في جزء رابع ؟
ج : الفيلم الأول من الثلاثية "القدس باب المغاربة "أحضر الآن عرضه في القاعات السينمائية والأصداء عنه جيدة في المغرب والعالم العربي وقد كرمت عن هذا الفيلم ونلت عنه الجائزة الكبرى في الملتقى الدولي لتحرير الأسرى الفلسطينيين ووسام من وزارة تحرير الأسرى وكرمت ونلت شهادة اعتراف وتقدير من السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة تحرير فلسطين . والتكريمات والجوائز الجديدة الأخرى التي حضيت بها ومنها تنويه من جامعة الدول العربية وهذا نص رسالته : (السيد عبد الله المصباحي منتج ومخرج فيلم القدس باب المغاربة أود أن أتقدم لكم بخالص الشكر والتقدير على دوركم في انتاج وإخراج هذا الفيلم الذي يعتبر نموذج متميز في التعبير السينمائي عن واقع القضايا العربية وإن الأمانة العامة للجامعة العربية تقدر لكم دوركم المتميز وجهودكم الملموسة في الارتقاء بفن السينما على المستوى العربي الشامل . وأتمنى لكم المزيد من النجاح في هذا الشأن . شاكرين مقدرين لكم حسن تعاونكم . وتفضلوا بقبول وافر الاحترام الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية .) إنتهى نص الرسالة .
وكرمت في مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف عن فيلمي "القدس باب المغاربة" ومعه مجموع أفلامي. كما كرمت في مهرجان طنجة للفيلم الوطني عن نفس الفيلم وكرمتني وزارة الثقافة بجمهورية مصروأقيم في دار الأوبرا بالقاهرة أسبوع للسينما المغربية خاص بأفلامي . و كرمت في حفل بمنزل سفير جمهورية مصر بالرباط إستدعي له السفراء الأجانب المعتمدين بالمغرب. وتم تكريمي بالمؤثمر العربي للتعايش بين الديانات الذي عقد بالقاهرة وكرمت عن فيلمي "القدس باب المغاربة" ونلت جائزة الموتمر العربي الكبرى عن فيلمي "أين تخبئون الشمس؟ " عن التعايش بين الديانات . وحظيت أيضا بتكريم له بالنسبة لي قيمة خاصة حيث كرمتني أعظم معلمة دينية فى المغرب (مسجد الحسن الثاني) وهى أول مرة يحدث فيها هذا التكريم فى العالم الإسلامى أن يكرم مبدع سينمائي فى مسجد حيث قامت مؤسسة مسجد الحسن الثانى بالدار البيضاء بتكريمي عن فيلمي "القدس باب المغاربة" والاحتفاء بي بمناسبة مرور خمسين سنة طبعتها نضاليتي المتميزة فى خدمة السينما المغربية والعربية وباعتباري أحد الأبناء البررة لمدينة الدارالبيضاء التى تحتاج فى كل وقت وحين إلى استذكار المقومات الثقافية والفكرية والفنية لأبنائها.
س : هل يمكن أن نتحدث بهذا الصدد عن سينما تهتم بالتأريخ أم بسينما تهتم بلعب الدورالسياسي والديبلوماسي على غرار أفلام أخرى تتمحورحول أفغانستان مثلا ؟
ج : هذا الموضوع اشتغلت عليه سنتين في دبلوماسية الثقافة والسينما لما كان السيد سعد الدين العثماني في وزارة الخارجية وتعاون معي في هذا مسؤولون في قسم الثقافة ومديرة قسم الثقافة والعلوم السيدة لمياء الراضي ورئيسة القسم الثقافي السيدة سلوى بشري وفيها كان الاتصال بوزارة الخارجية التركية بواسطة سفيرالمغرب بأنقرا من أجل عرض فيلمي السياسي التاريخ القديم والحديث "القدس باب المغاربة" في أنقرا وإسطنبول للترويج في تركيا لدورالمغرب في القضية الفلسطينية تاريخيا وكان العرض سيكون في سنة 2014 إلا أنه تأجل إلى 2015 بسبب مشكل دبلجة الفيلم إلى التركية .وقد تحملت تركيا نفقات الدبلجة ومصاريف العروض والتنقل وإقامة الوفد المغربي المصاحب للفيلم وبعض الممثلين المغاربة في الفيلم وأنا طبعا مخرجه .
وهذه السنة أقوم بالتعاون مع وزارة التعليم العالي على مشروع كبيرمبتكر جديد وهو قريب في هدفه مما جاء في مداخلة السيد الوزير لحسن الداودي في الندوة الدولية التي انعقدت بالرباط حول موضوع دورالمؤسسات التربوية والثقافية في تعزيز "منظومة القيم" الذي دعا فيه الوزيرإلى : " إدراج مواد أدبية في مناهج التعليم العلمي للمعلمين من أجل هذا الهدف " وسيكون مشروعنا بتعاون مع الجامعات المغربية ودول عربية وأوروبية و سميناه " السينما المغربية في جامعاتنا من أجل تاريخنا وحاضرنا" سينطلق هذا الموسم في آخر اكتوبر 2014
س : يعتبرالسيناريست والمخرج عبدالله المصباحي ذاكرة غنية وزاخرة للسينما والتلفزة والمسرح في المغرب ويصعب على كل مهتم بهذه المجالات أن يفهم لغزالإقصاء والتهميش الذي طال شخصكم ، فما سر كل هذا الجحود ، ثم بكل صراحة ألا يكون هذا الحيف والغبن هو سبب إستقراركم وعائلتكم بالقاهرة بشكل دائم ؟
ج : التجربة علمتني أننا أصبحنا في مرحلة غريبة تتميزبأن البعض يكره نجاح الآخرين ويحسدونك ويحاولون تحطيمك بجميع الأساليب الدنيئة ، لأن الساحة السينمائية وقعت في حبائل "الددائية" وهي سياسة صهيونية لتحطيم ثقافة الآخرين بقلب كل الموازين في مفاهيمها لتفرع من قيمتها التي تعلو بها الي الرقي والازدهار وتصبح أي شيء حتى يمكن للجهلاء أن يعبثوا بها لتصير ثقافة وفنا بلا أصول ولايحتاج للدراسة والتحصيل الثقافي والفني وهذا يسري في جميع الميادين ، الموسيقى ، الشعر ، والسينما خصوصاً وسبب هذه المحاربة الشرسة لي كان ولايزل يتضح للعيان بوضوح ، إنها حرب الجهلة ضد المثقفين ولا يسقط في هذا الفخ سوى الفاشلين والضعفاء وإنما المثقفين الناجحين والأقوياء بثقافتهم فهم الذين يكسبون المعركة ، وهناك أيضاً في هذه اللعبة المرتشون والإنتهازيون يسعون من أجل نصيب مما يعتبرونه "الكعكة" في أي مشروع ناجح ويريدون أخذ ما يعتبرونه نصيبهم فيه كرشاوي والكعكة هي 25 مليون دولار مول بها رجال أعمال سعوديين فيلمي "أفغانستان لماذا؟" وأنا لم أرشيهم بمليم واحد وقاموا بحجز الفيلم في المركز السينمائي المغربي لصالح الممولين السعوديين بدون أي قانون متجاهلين شروط العقد الذي بيني وبينهم .
واليوم والحمد لله في عهد الملك محمد السادس عدت من هجرة طويلة الى مصر والعالم العربي إلى بلدي الذي أصبح ينعم بالديموقراطية والعدل واسترجعت فيلمي "أفغانستان لماذا؟" وأحاول الآن إنقاذ هذا العمل السينمائي المغربي العالمي الضخم الذي أنجزت ولأول مرة في تاريخ السينما المغربية وكان سيكون أول فيلم عن "أفغانستان" في العالم والذي مرعلى حجزه في المركز السينمائي المغربي لصالح الممولين السعوديين بدون قانون 32 سنة ولايزال الفيلم رغم ما حدث من تعطيل وتأخيرفي كامل ضخامته تصويراً وإنجازاً وكأنه صورالبارحة وكتبت له سيناريو جديد معدل لتحديث أحداثه وأضفت من أجل هذا جزءاً جديداً عن الغروالأمريكي لأفغانستان عنوانه "غوانتنامو" وبقي الجزء الأول القديم كله فلاش باك عن الاحتلال السوفييتي مع الجزء الجديد عن الاحتلال الأمريكي لأفغانستان وسيكون الفيلم في نسخته الجديدة مفاجأة كبرى للجمهور المغربي في منتصف هذا الموسم السينمائي إن شاء الله .
س : تحتفظ لكم الذاكرة السينمائية العربية بالفضل الكبيرفي إنجازعدة أفلام إستعراضية وغنائية متألقة شارك فيها العديد من الفنانين من المغرب ومصر ولبنان مثل أفلام" الصمت في إتجاه ممنوع " و"الضوء الأخضر" و"أين تخبؤون الشمس ؟" .. إلخ ألايمكن إحياء هذه التجربة مع طاقات شبابية من الممثلين والممثلات المغاربة اليوم خصوصا خريجي معاهد التكوين ؟
ج : يمكن أن أخرج وأنتج أفلاماً غنائية أخرى خصوصاً وأن تجاربي فيها كانت كلها ناجحة ، فالجمهور يحب الأفلام الغنائية الإستعراضية وعليها قامت السينما المصرية والهندية في بدايتهما ، فالغناء كان سبب نجاحهما والسينما المصرية عززها مطربين نجوم كبار مثل محمد عبد الوهاب ، فريد الأطرش ، محمد فوزي ، اسمهان ، صباح ، فائزة أحمد وخلفهم مطربون ملئوا الفراغ الذي تركوه وعلى رأسهم عبد الحليم حافظ ، وردة ، نجاة الصغيرة وغيرهم .
في بداية التلفزة المغربية كونت فريقاً من التقنيين مع حميد بنشريف و حسن المفتي وكانت تجربة طورت الأغنية في التلفزيون وأدخلت إليها روح الحداثة مبكراً وكنا أول من ابتكر أغاني "الكليب" في ستينات القرن الماضي قبل ظهوره عند الغربيين باستناء أمريكا.
كانت برامج خاصة بالغناء أنتجها مع التلفزة المغربية أحياناً ونخرجها إخراجاً مشتركاً أنا وحميد بنشريف وحسن المفتي ، وكتبت كلمات الاستعراضات والأغاني وأخرجت مع زملاء بالتناوب برنامجاً مباشراً من برامجي الناجحة عنوانه "ألحان وألوان" كان يقدم كل أسبوع في التلفزة المغربية وكنت أكتب كلمات استعراضاته وأغانيه ويلحنه ملحنين كل أسبوع في مقدمتهم الطاهرجيمي أما المطربين فقد كانوا من الممثلين يتقدمهم الممثل محمد الخلفي ، وأمام نجاح هذا العمل توفقت أيضا في تأليف أول ملحمة غنائية مغربية كان عنوانها "حديث الأجيال" أنتجتها مع التلفزة المغربية على عهد إدارة الأستاذ عبد الله شقرون وكانت فيلماً سينمائياً عن المقاومة المغربية من أجل الحرية إخراج مشترك أخرجته بمساعدة عبد الرحمن الخياط ، عبد اللطيف لحلو ، محمد البوعناني ، عبد الله الزروالي . وقام ببطولته : عبد الهادي بلخياظ وعدد من نجوم الأغنية في ذلك الوقت كما كتبت القصة ، السيناريو ، وكلمات الاستعراضات والأغاني وكان ملحنها الاستاذ عبد العاطي أمنا . هذه الأعمال كلها أتلفتها التلفزة المغربية من باب العداء لي والحسد والغيرة من نجاحي حيث صنعت شئ من لا شئ كما قلت سابقاً ، وكانت لي تجربة ملحمة أخرى هي" الدرالبيضاء فجرا "، ألفتها وكتبت كلمات استعراضاتها التي لحنتها نخبة من الملحنين الكبارمنهم : محمد العلوي ، إبراهيم العلمي ،حسن القدميري ، على أن أقدم هذه الملحمة في المسرح وأن تنتجها وزارة الداخلية ويتولى أمرإنتاجها المسرح البلدي بالدارالبيضاء ومديره عبد اللطيف الزيادي . وسارالعمل إلى الانتهاء لكنه تم توقيفه بأمر شقيق مديرالمسرح "
وكما يقول المثل العربي "ذهب الحماربأم عمر فلا رجعت ولا رجع الحمار" أقول هذا لكي لا أذهب بعيداً في الحديث ويطول شرحه .
س : تقلدت العديد من المهام والمسؤوليات الجسيمة "رئيسا للاتحاد السينمائي العربي بالقاهرة (1978-1980)، ومديرا عاما لمركز التعاون العربي الدولي بدبي (1976 - 1978 )، و عضوا في اللجنة الدائمة للإعلام الإسلامي برابطة العالم الإسلامي بمكة (1981)وغيرها ، كيف تنظرإلى كل هذه التجربة في التدبيرالإداري وماهي أهم الإكراهات التي كانت تعترض تحقيق برامجك وتصوراتك بشكل عام على المستوى العربي ؟
ج : " الاتحاد السينمائي العربي" لم يكن جمعية وإنما مؤسسة مالية للخواص المستثمرين للعمل على النهوض بالسينما العربية. " مركز التعاون العربي الدولي " أسسه رجال أعمال من دبي وأنا أحد مؤسسيه ومستثمرين خليجيين للتعاون مع البلاد العربية والغرب ً وكنت مديره العام في مقره بدبي وهو الذي أنتج معي عملين مشتركين إماراتيين ومغربيين مع مصروكانت مهمتي صعبة بعدما خصصت دبي أموالاً هائلة بلا حساب للسينما ومهرجاناتها وعهدت بها إلى الانجليز وعناصر من الدول الأوروبية التي تنوء بمشاكل أزمة كساد وصاروا يتصرفون بشراهة لصالحها على حساب الإخوة العرب ولا تخدم إلا الشركات الأمريكية والصهيونية التي تسخر كل سياستها ومراميها لتشويه المسلمين والإسلام في الأفلام التي ينتجونها ولو أنها بمال الأغنياء العرب الذين يؤمنون بالله ورسوله محمد ...
أما فيما يخص مسؤليتي باللجنة الدائمة للإعلام الإسلامي برابطة العالم الإسلامي فقد كانت هناك قيود أكثررغم أنني استطعت معهم أن نأسس" الإتحاد الإسلامي للإنتاج الفني" (السينما والتلفاز) و"مهرجان الإنتاج الإعلامي الإسلامي" وكان علي أن آخذ موافقة وزراة الاتصال ليكون مقرالمشروعين بالمغرب ولكنهم رفضوا لأنهم كانوا في خضم صراع مع السعودية حول اتهامها بنشر"الوهابية" بالمغرب وهكذا تخليت عن المشروعين وانسحبت حتي من رابطة العالم الإسلامي .
س : يعيش الفن السينمائي في المغرب أزمة تتعلق أساسا بآليات التمويل والدعم القارة وبآفة القرصنة وظهور وسائط جديدة هذا فضلا عن غياب الجمهور. في زخم هذا الواقع الملتبس أمازال هناك وقت وفرصة لإعادة الجمهور إلى القاعات السينمائية أم لامفر من البحث عن الحلول البديلة كخلق السينما الخاصة بكل بيت وكل أسرة ؟
ج :ليس ماذكرت في سؤالك هو السبب إن السبب هم من يديرون السينما في بلادنا الذين فتحوا باب القرصنة في مهن الإنتاج والإخراج على مصرعيه أمام العديد من الأدعياء والدخلاء الذين نصبوا أنفسهم مؤطرين أوصياء على السينما المغربية مع أنها تنشد الخلاص من هؤلاء لأنهم خلقوا مشاكل وحزازات وبلبلة وأفلسوا السينما المغربية بجهلهم . إن هؤلاء هم المشكل الذي تعاني منه السينما المغربية ، فقد جعلوا بعض المخرجين " الددائين " المعدودين الذين يأخذون نصيب الأسد بالتناوب من صندوق الدعم لعمل أفلام فاشلة والقليل منها من يقبل عليه الجمهور والسينما المغربية تزداد فقراً وانقراض قاعات العرض السينمائية في تصاعد ولم يبق منها إلا القليل.
أما عن القرصنة وهروب الجمهور من القاعات السينمائية فكما يقول المثل المغربي : أش يدي الريح من الضص . وعن خلق سينما خاصة في كل بيت وأسرة فهناك وسائل عرض في أغلب البيوت وبتقنيات عالية وشاشات بأحجام تقترب من شاشات السينما وأكثرها جودة في العرض والحل الوحيد هو تشييد المركبات السينمائية الضخمة والفخمة وانتاج الأفلام الجيدة ومن دون شك سوف تجدون الجمهور حاضراً باقبال منقطع النظير وليس هناك بديل غير هذا ويكفينا ضحكاً على الذقون .
س : يشهد المغرب طفرة في الإنتاج السينمائي مقارنة مع سنوات العشرية الماضية ودول أخرى في إفريقيا ، كيف يقيم المخرج عبدالله المصباحي هذه الطفرة في الوطن ؟
ج : ما هي هذه الطفرة في الإنتاج التي تريدني أن أقيمها؟ هل هي أفلام الهواة التي يصور أغلبها بالفيديو ولاعلاقة لصانعيها بالمهنة السينمائية ولا بكتابة السيناريو .. هذه الأفلام ليست أفلاما بالمعنى الصحيح للكلمة ، لا يمكن أن تحسب على السينما المغربية . وكيف نقول أننا تفوقنا في عدد الأفلام المنتجة في بلدان كثيرة بهذه الخردة التي قلت أنه لا يمكن أن تسمى أفلاماً سينمائية وحتى من ارتكبوا ذنب إخراجها يعترفون ملتمسين عذرا بأنهم يجربون في الميدان السينمائي لأول مرة ، فلماذا إذن تدفع السينما المغربية ثمن تجريبهم ؟ لماذا لايعملون مساعدين مع مخرجين متمكنين يتعلمون منهم المهنة أولاً ثم يصبحوا بعد ذلك مخرجين ؟ وهذا هو المعمول به دوليا حتي لو كانوا درسوا وتخرجو من معاهد تعلم السينما . أخشى أن يقولوا لنا معجزة أخرى أن فيلم "القمر الأحمر"' لمخرجه حسن بنجلون أحرز على الأوسكار هذه السنة .
س : مارأيك في المهرجانات السينمائية التي تنظم في المدن كما في بعض القرى المغربية؟
ج : منذ تواجدت في بلادنا مهرجانات بعدد الحلاقي .. هناك في تاريخ المهرجانات ببلادنا فعلاً فقط ولا غيرمهرجانات يمكن أن أسميها بهذا الإسم
أولا مهرجان طنجة الدولي لبلدان البحر المتوسط الذي أقبره المركز السينمائي حسداً لنجاحه المدوي من أول دورة وقال أن طنجة لاتستحق مهرجاناً دولياً بهذه القيمة التي لا تستحقها إلا مدينة الرباط العاصمة وقالوا أن الدورة الثانية ستكون فيها ثم أوقفوا المهرجان ولم يتحقق لهم الأمل فاختفى هذا المهرجان الدولي العظيم لتكون دورته الثانية في الرباط ولكن لم يكون بمقدور متطفلي المركز السينمائي تنظيم مهرجان بقيمته .وحكاية هذا المهرجان أن مواطناً مثقفاً اسمه الحاج ناصرصاحب قاعة سينمائية بطنجة اسمها "المبروك" وكان ناجحاً في إصدار كتاب لوزارة التعليم عنوانه "إقرأ" ويعمل معه مصري اسمه كمال بركات رجل مسرح كان في فرقة يوسف وهبي وهاجر من مصرمع زوجته المغربية فعينه مديراً لسينما "المبروك " التي كان كمال بركات يدفعه ليهيئها لتبصح أفضل قاعة سينمائية ومسرحية وقاعة لمهرجانات ولعروض في شمال المغرب ومن ثمة جاءت فكرة مهرجان طنجة السينمائي الدولي لدول البحرالأبيض المتوسط . كان هذا في عهد الملك محمد الخامس طيب الله ثراه وانضم إليهما إيطالي يعمل في السينما يتردد كثيراً على طنجة وكان أحد أصدقائه عنده دكان بقالة بطنجة وله أصدقاء يعملون في السينما بإيطاليا إذ كان يعمل "شاف مطبخ " استديوهات سنيشيتا " أكبر الاستديوهات الإيطالية . وشارك في مهرجان طنجة عدد من كبارالنجوم الإيطاليين تتقدمهم النجمة العالمية الكبيرة " جينا لولوبريجيدا " ونجوم من مصرعلى رأسهم ناديا لطفي . وأنتج فيلماً روائيا مغربياً طويلاً ليفتتح المهرجان منتجوه مغاربة و من اخراج : العربي بناني وعبد العزيز الرمضاني عنوانه "عندما يثمرالنخيل"
المهرجان المغربي المهم الثاني هو الذي أنشأته في مراكش بدعم من جمعية الأطلس الكبير التي كان يرأسها السيد محمد المديوري الرئيس الشرفي للجمعية : "مهرجان مراكش الدولي للسينما والتليفزيون" وكان مهرجاناً في قمة النجاح أبهرالمشاركين المغاربة والدوليين و حضرته شخصيات مهمة باسم الجسر مديرعام معهد العالم العربي ونجوم كبار منهم: الفرسيين روجي Roger Hanin ونخبة من المخرجين من بينهم : الجزائري الأخضر حامينا الحائز على السعفة الذهبية في "مهرجان كان" بفيلمه " وقائع سنوات الجمر" الذي قدمه في مهرجاننا في المسابقة وفازبالجائزة الكبرى التاج الذهبي ، خالد الصديق مخرج "بس يا بحر" الفيلم الحائزعلى 9 جوائز في مهرجانات و2 في مهرجانيين عربيين بسوريا وقرطاج بتونس والكويت ،والمخرجة التليفزيونية المتميزة "إنعام محمد علي" وكاتبة السيناريو كوثرهيكل الشهيرة في مصرومن الوزراء: محد بن عيسى وزير الشؤون الثقافية المغربي الأسبق ، وموسى السعدي وزير السياحة آنذاك ومحمد الكنديري وزيرالتربية الوطنية ومحمد العلمي الإدريسي المشيشي الذي ترأس في تلك الدورة الأولى لجنة التحكيم المتكونة من المهدي المنجرة من أكاديمية المملكة المغربية والدكتورمحمد طلال مدير الدراسات بمعهد الصحافة والمخرج محمد الرياني وماري غضبان ناقدة من مصروكمال الشيخ مخرج رئيس نقابة السينمائيين المصريين وخياطي خميس ناقد توني ونكولوجان فيكتورمدير برامج BBC وبيكوليتا بيري مديرة تدريس السينما Harrow College London , Gerard Neves رئيس تحرير مجلة CINE REVUE [بلجيكا ، جان ديفور رئيس فن السمعي البصري بمعهد العالم العربي بباريس ومحمد فاي مديرعام الإذاعة والتلفزيون بالسينغال وبعض السفراء العتمدين بالرباط منهم : عبد الحميد مهري سفير الجزائروالإئحة طويلة من مشاركين من أعلى مستوى .
المهرجان الثالث من أكبرالمهرجانات المغربية "مخرجان الدارالدولي للثقافة والسينما والتليفزيون" أنشأته بالدارالبيضاء وكان بدعم مغربي منه الداعمين الجماعات المحلية بالدار البيضاء وداعمين من بلدان عربية منها : مطار دبي ، الصندوق الكويتي للثنمية العربية ، المملكة العربية السعودية رجال أعمال . وحضره نجوم مصريين وبريطانيين ومخرجين والائحة طويلة .
وأخيرا المهرجان الرابع هومهرجان مراكش الدولي الذي صارنجماً من نجوم المهرجانات العالمية الكبرى.
س : بعلاقة مع السؤال السابق ألا ترى أن السينما في المغرب تعيش مفارقة وتناقضا صارخا بين وجود بنية تحتية سينمائية عالمية "أستوديوهات أطلس" بوارزازات وتنظيم مهرجان مراكش العالمي في مقابل إنتاج وطني يوزع بالكاد داخل الوطن ؟
ج : أنا أول من بدأ إنجاز مدينة سينمائية بتطوان وكونت لها أطرا مغربية عملت معي سنة في تصوير فيلمي العالمي " أفغانستان لماذا؟" ولما وقع خلاف بيني وبين الممولين السعوديين للفيلم انسحبوا من الشراكة معي في مشروع "مدينة السينما" هاته . واستديو أطلس استفاذ من العمال الذين تكونوا على يدي في جميع المهن اللازمة للتصويروعلي يد تقنيين مشهورين في السينما العالمية كانوا يعملون معي في فيلم "أفغانستان لماذا ؟ " ولما توقفت "مدينة السينما" أخذهم بعض من كانوا يعملون معي إلى وارزازت ليعملوا معهم في الأفلام الأجنبية ثم تكونت استديوهات أطلس بوحي من فكرتي في تأسيس مدينة السينما في تطوان ، واقتنوا الأرض مثلي من إدارة الأملاك المخزنية والباقي بقايا ديكورات أفلام عالمية صورت في وازازات أخذوها ورتبوها في مساحة ما يسمونه استديوهات . ليس هذا بمعنى ماسميته في سؤالك بنيات تحتية عالمية . وليس هناك أي استثمارات مبهرة في هذا الموضوع.
س : علاقة السينما بالفن الروائي المغربي ألا يفكر المخرج عبدالله المصباحي في الإشتغال على عمل روائي مغربي متميز قد انقترح مثلا "الخبز الحافي " لمحمد شكري أو"المرأة والوردة " لمحمد زفزاف أو"لعبة النسيان " لمحمد برادة أو غيرها من الأعمال الروائية الأخرى ؟
ج : وأنا في القاهرة في عزانتاج أفلام مغربية بدأتها بفيلم "سأكتب اسمك على الرمال" للكاتب المغربية حفيظة العسري بطولة سميرة سعيد وعزت العلايلي في نسختين نسخة مصرية بهذا العنوان ونسخة مغربية بعنوان "أرض التحدي " عن المسيرة الخضراء ووحدتنا الترابية المغربية وكفاح الملك محمد الخامس والشعب المغربي في سبيل الحرية . هذا الفيلم عرض بنجاح في جل البلدان العربية في السينما والتليفزيون، وبعض القنوات عرضته عدداً من المرات . وفي إطارمحاربتي التي سألتني عنها في بداية الحوارلم يعرض في المغرب البلد المنتج وأنا مخرجه مغربي لا في السينما ولا في التليفزيون ورفضته القناة الثانية 2M بحجة أنها لا تعرض الأفلام عن القضايا الوطنية المتخصصة فيها التلفزة المغربية وهذه القناة بدورها اشترت مني حق عرض الفيلم بالمغرب ودفعت ثمنه ولم تعرضه .
وتعاقدت مع الاستاذ عبد الكريم غلاب للإشتغال على قصته "المعلم علي" حيث كنت سأنتج وأخرج منها فيلماً يقوم فيه عادل إمام بدورالبطولة واحمد السنوسي "بزيز" وكذلك قصة لأحمد عبد السلام البقالي "سأبكي يوم ترجعين " كإنتاج مشترك مع دولة الكويت الشقيقة وقد كلفوا للتعاون معي عبد الرحمن نصاررجل أعمال كويتي من أصل مصري وله أعمال كثيرة في الجماهيرية الليبية وضرب لي موعدا لكي يزورني في المغرب ويحضر في بلاتوالتصوير، وهكذا رتبنا اللقاء بيننا في الرباط وسهرنا جميعا في ضيافة الفنانة سميرة سعيد ثم رافقته إلى أوطيل حسان وافترقنا هناك على أمل أن نذهب في اليوم التالى إلى الدار البيضاء التي يتواجد بها مركز عملي السينمائي ثم إصطحبت الشاعرمحمد الطنجاوي الذي أصرعلى أن أبيت بمنزل تلك الليلة ، لكن حدثت المفاجأة السيئة حين داهم البيت رجلان من المخابرات المغربية اللذان أخذاني إلى مقرالإستعلامات حيث وجدت باندهاش بالغ المنتج عبدالرحمان نصارمحتجزا عندهم وهناك قاما باستجوابي في شأن علاقتي به ولم يشفع لي سوى علاقة الصداقة التي كانت تربطني مع رجل مخابرات إسمه "جميل" وكنت توفرحينها على (كارت فيزيت) الخاصة به ، وقدمتها لرجلا الإستعلامات اللذين إعتذرا لي بكل لطف وكانا قد أفرجا عن المنتج عبدالرحمان نصارالذي وجدته في الفندق حاملا متاعه وهو يقسم بأغلظ الأيمان أن يغادرالمغرب على الفورصارخا في وجهي : دول بهدلوني يا عبد الله . موش حابقى في البلد دي ولا دقيقه طالع للمطار حالاً" قلت له مهدئا من غضبته : أنت بتهزر والفيلم موش حانعملو " فأجاب : نعملو في أي بلد مانعملوش ماتفرقش معايا" . وكانت هذه نهاية حلم عمل أفلام عن قصص مغربية مع دول الخليج . كان في برنامجي "الخبز الحافي" لمحمد شكري والمرأة والوردة لمحمد زفراف ولعبة النسيان لمحمد برادة ولازالوا في مشاريعي لسنة 2015-2016 إن شاء الله .
س : يعيش العالم العربي على إيقاع إنتفاضات وثورات تأكل الأخضر واليابس ألا تفكرون في إنجازعمل سينمائي يوثق لهذه الثورات الزائفة ؟
ج : لم تتوقف محاولة الهيمنة على الشعوب عبر المراحل المختلفة للتاريخ على أسلوب أو (تكتيك) فقد حرص الاستعمار دائماً وفي جميع تلك المراحل على طرق كل الأبواب ومحاولة النفاذ من أي مدخل يوصله لإخضاع الشعوب المستضعفة تحت هيمنته . وكان دائماً يعمل على تطوير نفسه بأساليب عديدة وملتوية وذلك ًتماشيًا مع ما وصلت إليه الشعوب من إدراك ووعي وطنيين . ومن أحدث الأساليب التي لجأت إليها قوى الاستعمار العالمي في تعاملها مع الشعوب هو غزو مجتمعاتهم من خلالهم وخلق الخلاف والفتن والحروب بينهم واستئصال قيم ومعتقدات وأفكار المجتمع وإحلال قيم ومعتقدات وأفكار محلها يمكن من خلالها تطويع تلك الشعوب وتوظيفها في خدمة الأهداف الاستعمارية وتعتبرالسينما إحدى الوسائل الإعلامية الفعالة لفضح هذه التآمرعلى الشعوب ... أما بالنسبة لسؤالك المتعلق بالتفكير في إنجازعمل سينمائي يوثق لهذه الفترة فإنني فكرت في هذا الموضوع وكتبت سيناريو فيلم عنوانه : "ربيع عربي في غوانتنامو" يعالج كل الأحدات الدائرة في بلدان الربيع العربي ويسلط عليها الضوء بشكل قوي ومركز عبر السينما كقناة من قنوات الثقافة المؤثرة المهمة في حياة المجتمعات الإنسانية الآن وقد أفرزت في تسلسل دقيق كافة السبل التي يستغلها المستعر أيضاً في محاربة المجتمع العربي وعملية تشويه تاريخ هذا الإنسان وثراته . وتطرقت الى طرق لشركات الإنتاج في بعض الدول العربية التي تنتمي لمنظمات صهيونية ومن خلال بعض الممثلين العرب في بالدول الأجنبية الذين وقعوا في شهوة بريق السينما وبالنسبةلإنتاج الفيلم انتظرأن اتفق مع منتجين من دول الخليج ممن تعاملوا معي سابقاً .
س : ألا تفكرون في كتابة سيرتكم الذاتية سينمائيا في فيلم وثائقي ؟
ج : سيرتي الذاتية لا يسعها فيلم وثائقي سينمائي واحد وإنما مسلسل تليفزيوني في 5 أجزاء في كل جزء 60 حلقة ، وأنا بصدد التعاقد عليه مع إحدى القنوات العربية التليفزيونية الكبرى . إن سيرتي ليست فنية سينمائية أدبية فقط فهي عبارة عن فترات كثيرة من حياتي في المنفى بالقاهرة مع عبد الكريم الخطابي وزعماء المغرب العربي مثل علال الفاسي ومصالي الحاج والحبيب بورقيبة ، فترة المقاومة ضد الاستعمار في سبيل الحرية والكرامة ، فترة حكم الملوك الثلاث محمد الخامس والحسن الثاني طيب الله ثراهما ، واليوم في عهد الملك محمد السادس أطال الله في عمره .
في سيرتي الذاتية أربط بين الإبداع الفكري والسياسي والفني والسينمائي وأكشف العديد من الأسرار والدورالذي تلعبه السينما ونجومها والسياسة في العالم والبلاد العربية التي لم تحقق فاعلية تواجدها السياسي والعلمي والثقافي إلى اليوم. السينما ونجومها وكيف أوجدوني عن قرب مع عدد من الزعماء والرؤساء العرب الذين أصبحوا أصدقائي وخصوصاً الرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات في مصر لما هاجرت إليها من جديد في السبعينات وقد سبق أن نشرت عدداً من الحلقات من سيرتي الذاتية في جريدة الشرق الأوسط في لندن ، وفي المغرب في جريدة الميثاق الوطني وصحيفة الصحراء المغربية وجريدة الخبر وهذا لم يكن إلا القليل جداً منها رغم أن كل صحيفة قد نشرت حوالي 50 حلقة ، كان مجهوداً مشكوراً ولكني كسينمائي كنت ميالاً لتقديمها في التلفزيون لأن الصورة الحقيقية والأرشيف سيلعبان دورا مهماً جداً في الحكي كتاريخ وًروعة القيمة الفنية ستشد الجمهور وستكون نسبة مشاهدتها في العالم العربي مرتقعة جداً
س : أخيرا ماهورأيكم في هذه التجارب السينمائية المغربية التي وصلت إلى العالمية "سهيل بنبركة " محمد التازي " مومن السميحي " حميد بنمسعود " "نبيل لحلو"
ج : كلها عادية ولم تصل إلي العالمية لأنهاً لم تعرض في القاعات السينمائية العالمية الكبري وإنما في أماكن عرض قليلة استعاب جمهور ولو قليل العدد من Le cinéphilesالذين يشاهدون أفلام Ciné Club لاتستحق الذكرمن المردودية ولا تنفع السينما المغربية في الانتشارولا في شيء ثم أن سهيل بنبركة ومحمد التازي ولا نبيل لحلو لم يحصلوا على جوائز في أي مهرجان دولي فقط هناك مومن السميحي الذي حصل على جائزة في مهرجان قرطاج عن فيلمه Chergui أما حميدو بنمسعود فلم يعمل أي فيلم يذكر في أوروبا ما عدا فيلماً واحداً مع كلود لولوش " الحياة الحب و الموت " لعب فيه دور مجرم في قفص الإتهام ينتظرالإعدام .
شكرا لكم ولسعة صدركم .
سيرة سينمائية حافلة بالعطاء :
إزداد المخرج المغربي عبد الله المصباحي بتاريخ الازدياد مارس 1936 حاصل إجازة في العلوم الاقتصادية من جامعة فريبورغ (سويسرا) وماستر الدراسات العليا السينمائية من المدرسة العليا للسينما بباريس وإجازة في الأدب تخصص تاريخ الشعوب من جامعة السوربون بفرنسا .
إشتغل مديرعاما لمركز التليفزيون والاتصال الدولي وخبيرا في التنمية التضامنية المستدامة
إهتم بالميدان السينمائي منذ أكثر من 50 سنة ( من 1960 إلى الآن ) ، كتب السيناريو وأخرج العديد من الأفلام الروائية الطويلة :
من أعماله :
سيناريو وإخراج " الصمت في الاتجاه الممنوع " ( 1974 ) إنتاج مغربي سيناريو وإ خراج " غدا لن تتبدل الأرض " إنتاج مغربي ( 1975 ) سيناريو وإخراج " إخواني الأعزاء " إنتاج مؤسسة السينما ( الخياله ) بليبيا ( 1976 فيلم " مهرجان الشباب العربي بطرابلس ) ( 1976 ) إنتاج مؤسسة السينما ( الخياله ) ب ليبيا " الضوء الأخضر" إنتاج مغربي مشترك مع مؤسسة السينما ( الخيالة ) بليبيا ومؤسسة السينما " ساتبيك " بتونس ( 1976 ) " أين تخبئون الشمس؟ إنتاج مغربي مصري إماراتي مشترك ( 1978 ) " دموع الملائكة " إنتاج مغربي مصري مشترك ( 1979 ) " سأكتب اسمك على الرمال " إنتاج مغربي إماراتي مشترك ( 1980 ) "طارق بن زياد" إنتاج مغربي مصري مشترك ( 1980 ) كتب سيناريو وإخراج " أفغانستان لماذا ؟ " إنتاج عالمي مغربي سعودي مشترك (1982) وسيناريو وإخراج " أرض التحدي " إنتاج مغربي (1984)
وسيناريو" جنة الفقراء " إنتاج مغربي (1984) وسيناريو و إ خراج ثلاثية " المغاربة " ثلاثة أفلام روائية مطولة : " القدس باب المغاربة ", " المغاربة ونداء الملك ", " مغربيات من القدس " , سيناريو و إ خراج ثلاثية " أفغانستان لماذا؟ " وثلاثة أفلام روائية مطولة : "أفغانستان الله وأعداءه ", " غوانتنامو الحر الأخرى ", " كابول تنادي بغداد ", ( 2009 - 2010 )
أما في المجال المهني الإداري فقد إشتغل مديرا عاما لوكالة المغربية للأفلام فرع المغرب للشركة الدولية فرانكوريكس فيلم باريس ( 1957 - 1958 )
ومدير إدارة المصنفات السينمائية ورقابة الأفلام بوزارة الإعلام (1960) مدير وكيل للمركز السينمائي المغربي (1963)
مدير المركز الوطني للفيلم (1959) بالمغرب رئيس الاتحاد السينمائي العربي بالقاهرة (1978-1980)
مدير عام مركز التعاون العربي الدولي بدبي (1976 - 1978 ) عضو في اللجنة الدائمة للإعلام الإسلامي برابطة العالم الإسلامي بمكة (1981)
مدير و رئيس تحرير مجلة رسالة الفن والأدب والسينما (1961)
رئيس تحرير مجلة الأخبار (1962) مستشار لوزير المالية (مديرية الاستثمارات الخارجية) جولة الوزير ببلدان الخليج العربي و ملتقى المغرب وبلدان الخليج للاستثمار بالمملكة المغربية (2007)
ومن أعماله التليفزيونية :
فقد كتب سيناريو وأخرج فيلم " شروق " لحساب وزارة الإعلام الكويت ( 1965) كتب وأخرج للتليفزيون المغربي 250 عملا (أفلام , برامج منوعات , مسلسلات) كتب وأخرج للتليفزيون المغربي الفيلم السينمائي الروائي "حديث الأجيال" ( 1966-1971) كتب وأخرج عددا من الأفلام التليفزيونية للتليفزيون المغربي : الغريب + الحصار + ا لدمية + الإنسان لا يعيش مرتين كتب وأخرج مسلسل "فارس غرناطة" لإذاعة وتليفزيون الكويت (1970) كتابة وإنتاج 7 أفلام تليفزيونية عن المرأة للتلفزة المغربية (1984) كتب وأخرج مسلسل " عائشة المر كتب وأخرج للتليفزيون المغربي " عاشئة المرأة المجهولة " ومسلسل" سعادة الآخرين " إنتاج مشترك مع التليفزيون المغربي (1987-1988) كتب وأخرج 16 فيلما قصيرا: "سنوات الصناعة التقليدية" , " روائع الصناعة التقليدية ", "أنغام وخطوات "
(1989) كتب وأخرج مسلسل " الر جال لا يبكون " إنتاج التلفزة المغربية (1990) كتب وأخرج 15 فيلما تليفزيونيا روائيا + 10 أفلام تسجيلية عن الجماعات الحضرية والقروية (1991-1992) 15 فيلما عن السياحة والفنادق بالمغرب (1993) كتب وأخرج أفلاما تليفزيونية : "واحة 1" , "واحة 2" , "عائشة قنديشة" , "الخيل والطرب","شيخات بدون رصيد","ليالي الراي" , "الموغار", "ليل الغريبة" كتب وأخرج مسلسل "في سبيل الحرية " إنتاج مشترك مع التلفزة المغربية (2000) كتب وأخرج أفلام تحسيسية لوزارة الصحة "أرضعيني حليبك يا أمي "عن الرضاعة الطبيعية , "تحصنوا ضد السيدا " عن محاربة السيدا (2001 ) كتب وأخرج 4 أفلام تحسيسية للبنك الإسلامي للتنمية بجدة فرع المغرب : "نور العيون" , "نعمة البصر","نبتة الأمل ", "خيوط من ذهب "
وفي المجال الإعلامي الإذاعي فقد كتب للإذاعة المغربية 25 رواية إذاعية (1959)
وفي المسرح :
إشتغل ثلاث سنوات في المسرح الوطني الشعبي بأفينيون بفرنسا بإدارة المخرج الفرنسي الشهير جان فيلار والممثل والمخرج العالمي أرسون ويلس ( 1957- 1959 ) كما كتب وأخرج العديد من المسرحيات للمسرح المغربي وللمسرح العالمي منها :
= " الجدار" عرضت بمسرح شيلر طياطر ببرلين وطاليا طياطر همبورغ ألمانيا (1960)
عبدالله المصبحي أيضا هومؤسس ومدير عام مهرجان مراكش الدولي للسينما والتليفزيون (1980) مع جمعية الأطلس الكبير مؤسس ومدير عام مهرجان الدار البيضاء الدولي للسينما والتليفزيون (1995) عضو في لجنة التحكيم في مهرجان برلين السينمائي الدولي مع المخرج السينمائي الأمريكي الشهي "كينغ فيدور" (1962) عضو في لجنة التحكيم في مهرجان "كارلو فيفاري" تشيكوسلافي (1994) عضو في لجنة التحكيم في "مهرجان تشقند" روسيا محاضرات عن السينما : الإمارات العربية , افتتاح الموسم الثقافي بأبو ظبي (1995) محاضرة بنادي السينما في الكويت (1996) محاضرة بحمعية الثقافة الفنون في جدة - المملكة العربية السعودية (1996) محاضرة في نقابة الفنانين بدمشق – سوريا (1997) ومحاضرة في المركز القومي للسينما (1998) ألف عددا من الكتب ( 1999- 2000 ) منها : "اعتصاب في مخيمات العار" صدر عن مطبعة النجاح, " أفغانستان الحرب الأخرى " عن دار " إشراق " , " حلقات من سيرتي الذاتية " بجريدة الشرق الأوسط لندن وجريدة " الميثاق " المغرب