مهرجان فاس الدولي لمسرح الطفل في دورته الرابعة من 13 إلى 17 ماي 2015

يعود مهرجان فاس الدولي لمسرح الطفل في دورته الرابعة بفاس بمسرحيات جديدة من أوروبا وأسيا والمغرب وأيضا هو مناسبة لتدارس واقع هذا الفن وتكريم رجالاته الذين أفنوا زهرة عمرهم من أجل الرقي به.

ورقة الندوة المسرح والمواطنة إعداد الدكتور ندير عبداللطيف

يعتبر مفهوم المواطنة مفهوما شموليا شاسعا وكبيرا ، يشمل الكثير من المجالات المرتبطة بالأفراد والجماعات اتجاه جنسهم ووطنهم وفضائهم العام ، وهو مجموعة من القيم والمبادئ والمواقف الايجابية التي تصدر عن الإنسان في سلوكه اليومي مع محيطه الاجتماعي وفي فضائه المكاني الذي يعيش فيه ، كالإيمان بحق المساواة بين الناس ، والتعايش معهم في سلام ، والتضامن في وئام ، والانخراط في ثقافة السلم ، وتقاسم المحبة ، والتشبث بالحقوق ، والالتزام بالواجبات ، هذا بالإضافة إلى المحافظة على البيئة باعتبارها ملكا مشتركا .

وقد ارتبطت المواطنة بالوطن والمواطنين الذين بها يمكن أن يعيش الجميع في سلام وأمان ، فيتحقق السلم الاجتماعي ويساهم الجميع في بناء دولة الحق والقانون ، وممارسة الحوار بدل التطرف، مع قبول الاختلاف واحترام الآخر .

والمسرح هو المجال الفني الأكثر تعبيرا ودفاعا عن هذه الحمولات القيمية الايجابية ، لأنه يحمل مشروع رؤية فكرية ومعرفية وجمالية متفاعلة مع المجتمع والواقع ، وهو أيضا أكثر الوسائل الفنية تواصلا ، بحيث أَعدّ لهذه الغاية أبا للفنون ، لما يجمع في عمقه من إمكانات كثيرة ومختلفة : فنية وتقنية وجمالية وأدبية حوارية ، لذلك اعتبره المربون والمسرحيون وسيلة تعليمية ناجعة وفعالة لترسيخ كل القيم ومنها ثقافة المواطنة والإحساس بها ، وتعميق حب الانتماء بشكل ايجابي وفعال ، وذلك عن طريق القضايا والمواضيع والمواقف في شكل مشاعر ورغبات وتوجهات مختلفة ، تتصارع فيها قوى الخير والشر بشكل صدامي ، من أجل تثبيت قيم إنسانية نبيلة ، وترسيخ كل ما هو نبيل وجميل في أذهان وسلوكات جمهور المتلقين ، لتصبح وظيفة هذا المسرح تعليمية وتربوية ، معرفية وجمالية ، ويصبح هدف المسرح التهذيب والتربية والتعليم ، لأنه يستنهظ الهمم ، ويبني الإحساس الجمالي في سلوك الأفراد و يرسخ ثقافة الحوار .

وإذا كانت العولمة قد تركت بعض آثارها السلبية في مجتمعاتنا العربية بسبب هيمنتها وغزوها الثقافي اللا محدود ، وعملت على طمس الهويات القومية والوطنية للمجتمعات الضعيفة ، فان بعض الدول عملت على تحصين مجتمعاتها من كل هذه الموجات العارمة ، بفعل تثبيت قيم المواطنة وتدعيم مواطنيها بحب الارتباط بالوطن واللغة والتقاليد والأعراف وبكل ما يحيط بهم من خصوصيات ذاتية .

إن علاقة المسرح بالمواطنة هي علاقة الإنسان بالحرية ، فلا وجود للحياة بدون حرية ، فهي التي تضمن للمواطن أن يعيش كريما في وضع هادئ وملائم ، لأن هذا الوضع سيؤهله لأن يكون ايجابيا في مجتمعه ، يؤمن بالانتماء ويعمل على ترسيخه ، يساهم في البناء وينخرط فيه ، يشارك في التنمية ويدافع عن مقومات المجتمع الذي يعيش فيه .إن كل هذه المبادئ الإنسانية تعتبر عميقة وايجابية ، بحيث تقتضي أن تستحضر الإنسان ككيان ووجود ، وتزرع فيه الإحساس بالمواطنة ، وذلك عن طريق التربية والتعليم الحديثين اللذين اعتبرا المسرح المدرسي بشكل خاص ومسرح الطفل بشكل عام نموذجا حيا ووسيلة مثلى لترسيخ كل هذه القيم بطرق سهلة ومحببة .

البرنامج العام للمهرجان

التوقيت الأيام	صباحا		بعد الزوال
التوقيت الأيام	من س9 إلى س10	من س10 إلى س11	من س4 إلى س5	من س5 إلى س6
الأربعاء 13 ماي 2015	استقبال المشاركين	مسرحية عفريت المصباح فاس	مسرحية الذئب الحسود تازة
الخميس 14 ماي 2015	ورشة الماريونيت	مسرحية mon ami Pierrot- France	مسرحية سر الصندوق السعودية	جولة سياحية بالمدينة العتيقة
الجمعة 15 ماي 2015	ورشة الماريونيت	تكريم ادريس الفيلالي	تكريم عبد القادر عبابو
السبت 16 ماي 2015	ورشة الماريونيت	مسرحية فري نمول تونس	مسرحية لولة والنمل جرادة	الندوة الفكرية المسرح والمواطنة
الأحد 17 ماي 2015	اختتام المهرجان	وداع المشاركين