ونُظّمت هذه التظاهرة الفنية الجامعية من طرف كلية العلوم القانونية والإقتصادية والإجتماعية في جامعة محمد بن عبد الله بمدينة فاس، بدعم من الشيخ الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة عضو المجلس الأعلى للإتحاد بالإمارات العربية المتحدة.
إحتوى المهرجان على فقرات عدة، ففي مجال التكريم، احتفت التظاهرة بعلمين بارزين من أعلام المسرح والدراما العربيين، يتعلق الأمر بالفنان المسرحي والمؤلف والممثل التلفزيوني الإماراتي مرعي الحليان الذي اشتهر بكتابة مسرحية «باب البراحة»، كما نال العديد من الجوائز عن أعماله المسرحية بما فيها تلك التي حصلت عليها في المغرب عن مسرحيته «شكرا بابا» التي قدمت ضمن مهرجان أصيلة لمسرح الطفل. كما جرى تكريم الفنانة نعيمة المشرقي التي وصفها المخرج المسرحي المغربي عبد المجيد فنيش خلال تكريما بـكونها واحدة من القليلات من بنات جيلها اللاواتي استطعن أن يوفقن المعادلة الصعبة من خلال الجمع بين إتقان التمثيل المسرحي من جهة والوعي المعرفي والجمالي من جهة أخرى.
وفي مجال التدريب المسرحي، استفاد مجموعة من الطلبة من ورشات تكوينية متخصصة في المسرحة، أشرف عليها كل من بوسلهام الضعيف في موضوع «الممثل بين الحركة والتعبير» ونيكولاي جونسون في موضوع «التكلم بدون لغة»، في حين تناول توماس سانياغ موضوع ‘تمارين في الارتجال».
كما شكلت التظاهرة مناسبة لتوقيع عدد من الكتب الجديدة في المسرح: «مغامرة التأصيل في مسرح الطيب الصديقي» لكاتبه الدكتور رشيد بناني وكتاب «تدوين الفرجة المسرحية» للدكتور فهد الكغاط و»المسرح الفردي في الوطن العربي» لمؤلفه .
وأعلن في اختتام المهرجان عن نتائج لجنة تحكيم الدورة، والتي جاءت على النحو التالي:
ـ جائزة أحسن أداء إناث للمنتمين للمؤسسات غير المتخصصة: تاج محمد البلوشي عن أدائها في مسرحية «ما حدث بعد ذلك» (سلطنة عمان).
ـ جائزة أحسن أداء ذكور للمنتمين للمؤسسات غير المتخصصة: مناصفة بين المهدي حوقة عن دوره في مسرحية «العساس الهبيل على نجوم الليل» (المغرب) وكورنيليوس كارل ستيجمان عن أدائه في مسرحية «إيقاع مسرحي» (ألمانيا).
ـ جائزة التشخيص إناث للمؤسسات المتخصصة: بيتيا ديميتروفا يوسيفوفا عن أدائها في مسرحية «أورفيوس أو عد إلى جحيمك الإنساني» (بلغاريا).
ـ جائزة التشخيص ذكور للمؤسسات المتخصصة: روبرتو بونفانتيني عن دوره في مسرحية «عقول هجينة» (إيطاليا).
ـ جائزة السينوغرافيا: مسرحية «سير في المدينة الفاضلة» (الصين).
ـ جائز البحث والتجريب المسرحي: مسرحية «عدو النجوم» (إيرلاندا).
ـ جائزة الإخراج المسرحي: نيكولاي جيوفجييف عن إخراجه لمسرحية «أورفيوس أو عد إلى جحيمك الإنساني» (بلغاريا).
ـ جائزة الأمل: مسرحية «ما حدث بعد ذلك» (سلطنة عمان).
ـ جائزة لجنة التحكيم الخاصة: مسرحية: «عقول هجينة» (إيطاليا).
فيما كانت الجائزة الكبرى (جائزة الشيخ عبد العزيز النعيمي رئيس مسرح عجمان الوطني) من نصيب مسرحية «سير وسط المدينة الفاضلة» من الصين.
وكانت لجنة التحكيم مكونة من الدكتور عز الدين بونيت رئيساً والفنانة ماجدة بن كيران والدكتور فهد الكغاط والمخرج جواد السنني والفنان سعيد أيت باجا أعضاء. وأشارت اللجنة في تقريرها إلى أن المهرجان كان موعدا لطلاب في مقتبل العمر من آفاق وثقافات مختلفة للقاء والتواصل وتبادل الخبرة والمتعة الفنية الراقية. كما شكّل بحق فرصة لاكتشاف الطاقات الخلاقة التي تنطوي عليها إبداعات الطلاب في أبي الفنون، مهما اختلفت الآفاق الجامعية التي جاءت منها العروض المشاركة. وأثنى التقرير على روح المغامرة الإبداعية في البحث والتجريب التي طبعت معظم العروض المقدمة ولا سيما منها تلك التي أنجزت في إطار مختبرات للمسرح داخل الأكاديميات المتخصصة، مما يعيد الروح إلى الطابع التجريبي الصرف للمسرح الجامعي، ويؤكد على حرصه المستمر على فتح عوالم جديدة في مجال التجريب، متحررا من القيود التي تفرضها السوق أو إكراهات المسارح العامة.
كما لفت تقرير لجنة التحكيم إلى الطابع الإنساني للقضايا التي عالجتها كل العروض المسرحية، وانشغالها بالأسئلة المقلقة التي يعاني منها الإنسان بصفة عامة في عالم اليوم أو تلك التي تكابدها الجماعات البشرية في مناطق بعينها. وترى اللجنة أن المهرجان كان فرصة للحوار وتبادل النظر بين الفرق المشاركة بخصوص هذه القضايا المحرقة بين شباب ينتمون إلى ثقافات مختلفة الأفاق والمشارب.
وسجلت اللجنة التفاوت في امتلاك الأدوات التقنية والفنية، بين الفرق المنتمية إلى معاهد ووحدات متخصصة، والفرق المنتمية إلى مؤسسات جامعية غير متخصصة؛ مما حذا باللجنة إلى التمييز في التقدير بين المشاركات والمشاركين المنتمين إلى كلا الصنفين، واقتراح إحداث جائزتين إضافيتين في صنف التمثـيل إناثا وذكورا.
الطاهر الطويل