من علماء المغرب ومثقفيه وفعالياته السياسية والمدنية
تعيشُ اللغة العربية وضعا غير طبيعي في المجال التداولي
المغربي، بسبب عدد من الالتباسات التي صنعتها تراكمات امتدت منذ الاستقلال إلى يومنا
هذا، وتداخلت العوامل الثقافية والسياسية والاجتماعية في تشكيل حالة لغوية وهوياتية
مهددة ليس لوجود اللغة العربية باعتبارها أداة تواصل فقط، بل لوجود المغرب ـــــ الدولة الذي ارتضى العربية لغة للمعرفة والتواصل الرسمي
والمؤسساتي، حتى غدت من مرتكزات المشترك الجمعي. فلم يعد خافيا ما أصبحت تثيره بعض
المواقف السياسية والاجتماعية والمنابر الإعلامية من جدل حول الهوية وضرورة إعادة النظر
في مكوناتها وعلاقتها بالتنمية وبفضاء الانتماء الجيوـــــ استراتيجي، بله إعادة تعريف
وضبط الانتماء الحضاري للأمة. ومع الحراك السياسي الذي عاشه العالم العربي تحت مسمى
الربيع العربي، غدت الفرصة مواتية لخروج النقاش اللغوي إلى العلن وجعله محط تجاذب بين
الأطياف المجتمعية والسياسية المختلفة، مما يؤذن بمستقبل أكثر قتامة وحلكة