سيصدر لمحمد سعيد الريحاني في النصف الثاني من شهر
سبتمبر 2015 في مائة وعشرين صفحة من القطع المتوسط كتاب "صدقية الشعار الإعلامي
العربي من خلال
بناء الصورة الإخبارية" (شعار قناة الجزيرة، "الرأي والرأي
الآخر"، نموذجا). وهو بحث أكاديمي اختار التعرضَ بالدرس والتحليل لقناة
"الجزيرة"، أولا، لاقتصاد الجهد ما دامت القناة من "أكثر القنوات الإخبارية
العربية مشاهدة حاليا"؛ وثانيا، للمساهمة في تطوير الإعلام الإخباري العربي من
خلال المساهمة في تطوير أداء قناة "الجزيرة" العامة التي أصبحت للكثير من
القنوات العربية "مثلا إعلاميا أعلى" تقتدي بخطاه وتحاول الاستفادة من تجاربه.
وبذلك، كل فائدة على القناة يكون هذا البحث صاحب الفضل فيها، ستنتقل "آليا"
إلى باقي القنوات العربية.
تكمن أهمية هذا البحث في كونه الأول من نوعه مرتين:
الأول من نوعه في حقل البحث العلمي في مجال الإعلام السمعي- البصري الذي يتناول بالدراسة
والتحليل "الصورة الإخبارية" تمييزا لها عن "الصورة الإعلامية"؛
والأول من نوعه من حيث تدقيقه في مفهوم "الصورة الإخبارية" L'image de presse وتقسيمها إلى "صورة الحدث" L'image de l'incident و"صورة التعليق" L'image du commentaire.
كما تكمن أهمية هذا البحث في جوابه على السؤال البليغ
الذي طرحه المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي في كتابه، "السيطرة على الإعلام"،
عن دور وسائل الإعلام في شؤون السياسة المعاصرة: "ما هو المجتمع/العالم الذي نرغب
في تكوينه والعيش فيه؟ هل هو مجتمع نشارك في بنائه أم مجتمع نحن مقصيون من بنائه؟ ثم
إن وسائل الإعلام التي تطالعنا بموادها صباح مساء هل هي للتنوير والتوعية والإخبار
أم للتضليل ألمعلوماتي؟"
فإذا كان الهم الوحيد لوسائل الإعلام هو توجيه فكر
المشاهدين، فللمشاهدين أيضا حق المشاركة فيما يرسم لهم من دروب ومسارات وحق الاقتراح
والمبادرة في أداء تلك القنوات الإعلامية وهذا البحث مساهمة في ترسيخ هذا النهج الفاعل
للمشاهد.
هذا البحث مساهمة في التأسيس لمقاربة مغايرة للإنتاج
السمعي-البصري مستفيدة من أدوات التحليل السينمائي للعروض الفيلمية وآليات تحليل لغة
الجسد ومنطق توازن اللوحة في الفنون التشكيلية وتحليل الإلقاء (المسرحي والموسيقي).
ولأن موضوع البحث يجمع أكثر من لغة (سمعي، بصري، مكتوب...)، فالأمر لا يتعلق بتحليل
صور ثابتة وإنما بصور نابضة بالحياة من جهة وبالأهمية الظرفية وفقا لطبيعة الخبر من
جهة ثانية.
وينقسم البحث إلى ستة أقسام يتفرع عن كل قسم فصلان
اثنان في الغالب الأعم بحيث يتفرغ القسم الأول لدراسة الصورة بمفهومها العام في الفصل
الأول لينتقل إلى دراسة الصورة الإخبارية في الفصل الثاني فيما تخصص القسم الثاني لدراسة
الشعارات الإعلامية العربية من خلال فصلين: فصل نظري عام وفصل تطبيقي على قناة
"الجزيرة". أما القسم الثالث، فعرج على التصور العام لإدارة"الرأي"
و"الرأي الآخر" عبر نشرات وبرامج قناة "الجزيرة" من خلال الإخراج
التلفزي واختيار اللقطات واقتسام الشاشة بين المادة المصورة والمتناوبين على الكلمة
مع عرض عينات من برامج القناة لتقريب الصورة. الفصل الرابع من البحث قارب تدبير
"الرأي" من خلال الصورة الإخبارية على قناة "الجزيرة"، محللا بعض
الإواليات التي تلجأ إليها القناة كآلية الإبهار الصوري وآلية الإبهار اللفظي البلاغي
وانتقاء الأحداث والتكرار للضغط على المشاهدين تحت شعار "الأخبار على مدار الساعة"
لتشكيل الواقع المصور. أما القسم الخامس فقارب أشكال تدبير "الرأي الآخر"
من خلال الصورة الإخبارية على قناة "الجزيرة" بينما تفرغ القسم السادس للخلاصات
المستنتجة من البحث…