-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

أضواء على التراث السينمائي المغربي بمهرجان إيموزار كندر

من اللحظات القوية في برنامج الدورة الثانية عشرة لمهرجان سينما الشعوب ، الندوة الوطنية التي سيحتضنها المركب الثقافي بإيموزار كندر صباح السبت 14 نونبر
2015  ابتداء من العاشرة حول موضوع " التوثيق للذاكرة السينمائية بالمغرب : الواقع والآفاق " بمشاركة النقاد والباحثين المغاربة  أحمد عريب ويوسف آيت همو وأحمد سيجلماسي وعامر الشرقي ومحمد المريني الوهابي ومحمد البوعيادي وبوشتى المشروح ومحمد زروال وفؤاد قشاشي ، والتي ستصدر أشغالها في كتاب بعنوان " أضواء على التراث السينمائي المغربي " سيتم توقيعه يوم الأحد 15 نونبر بنفس الفضاء .
فيما يلي أرضية هذه الندوة الوطنية التي أعدها المدير الفني للمهرجان :
يعتبر المغرب من البلدان العربية والإفريقية القليلة الأولى التي تعرفت على السينما (تصويرا وعرضا) منذ انطلاقتها على يد الأخوين لوميير سنة 1895 . فبعض المصادر تؤكد على أن الصور السينمائية الأولى التي أخذت بالمغرب يرجع تاريخها إلى سنة 1896 أو 1897 ، كما أن أول عرض سينمائي نظم بالمغرب لأفلام لوميير شهده القصر الملكي بفاس في عهد السلطان العلوي مولاي عبد العزيز في مطلع القرن 20 . وبعد ذلك ظهرت القاعات السينمائية في أشكالها الأولية بمدن مغربية كطنجة وفاس وغيرهما ، وصدر سنة 1916 قانون ينظم العمل بهذه القاعات التجارية ، كما بدأت الشركات الأجنبية وعلى رأسها الفرنسية تحج إلى بلادنا لتصوير الأفلام حيث تم تصوير أول فيلم روائي طويل سنة 1919 بعنوان " مكتوب " وسبقته وتلته سلسلة من الروبورتاجات والأفلام الروائية والوثائقية المختلفة الأشكال والأحجام خارج وداخل إطار ما اصطلح على تسميته ب " السينما الكولونيالية " .. وفي سنة 1939 تم إحداث أول مختبر لتحميض الأفلام بالدار البيضاء من طرف شركة " سينيفون " .. كما فتحت أبوابها استوديوهات السويسي بالرباط سنة 1944 .. وفي نفس السنة تم تأسيس المركز السينمائي المغربي كمؤسسة عمومية وصية على قطاع السينما بالبلاد .
وبعد الغياب شبه المطلق للمغاربة كتقنيين ومخرجين سينمائيين طيلة عهد الحماية ، باستثناء الهواة آنذاك محمد عصفور (1927 - 2005) وأحمد المسناوي (1926 - 1996) وإبراهيم السايح (1925 – 2011) ، ستشهد السنوات الأولى لاستقلال المغرب (أو قبله بقليل) تخرج الدفعات الأولى من التقنيين السينمائيين المغاربة الذين تم إرسالهم  للتكوين في بعض المعاهد السينمائية الأروبية وعلى رأسها " معهد الدراسات السينمائية العليا " (IDHEC) بباريس ، وستبدأ عجلات الإنتاج والإبداع في الدوران مخلفة وراءها كما فيلموغرافيا انطلق قليلا وبدأ يتكاثر من عشرية لأخرى .. وبالموازاة مع هذا الكم الفيلموغرافي وعروض القاعات السينمائية في عصرها الذهبي على وجه الخصوص ستنتشر الثقافة السينمائية وسيترسخ العمل الجمعوي السينمائي شيئا فشيئا عبر أنشطة الأندية السينمائية ، خصوصا بعد تأسيس " جواسم " (الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب) سنة 1973 ، وعبر تنظيم التظاهرات السينمائية المختلفة (مهرجانات ، ملتقيات ، أيام ...) وطبع بعض الإصدارات (كتب ومجلات وكاتالوغات ...) ... وغير ذلك .
إن المتأمل في تاريخ السينما ببلادنا والمهتم بتفاصيل هذا التاريخ الفني لا يمكنه الإستغناء عن طرح أسئلة من قبيل : هل تم التفكير بجدية في التوثيق لذاكرتنا السينمائية على امتداد هذه السنوات والعقود (من 1896 إلى الآن) ؟ وإلى أي حد تمت وتتم الأرشفة لتراثنا السينمائي حفظا له من التلف أولا، وتمكينا  للباحثين والفنانين والمهتمين والمواطنين العاديين من الإطلاع عليه والإستفاذة منه وتطويره ثانيا ؟ وما هي حصيلة هذا التوثيق إن وجد ؟ وهل نتوفر حاليا على كتب ومجلات وأفلام وبرامج تلفزيونية وإذاعية وغيرها تؤرخ لتجربتنا السينمائية الفتية وتوثق بالكلمة والصوت والصورة لمحطات تاريخنا السينمائي الطويل (120 سنة تقريبا) وتساعد على تقريب هذا التاريخ الفني من طلابنا في معاهد السينما والسمعي البصري وغيرها ؟ من المسؤول بالدرجة الأولى في عملية التوثيق والأرشفة والحفظ هته : هل هي وزارة الإتصال والمركز السينمائي المغربي وأرشيف المغرب أم الجامعة المغربية ومراكز البحث العلمي التابعة و غير التابعة لها أم نقاد السينما المهتمون بتاريخها أم الفنانون والمبدعون والتقنيون والصحافيون والإعلاميون وشركات الإنتاج السينمائي والتلفزيوني أم كل هؤلاء مجتمعين وغيرهم ؟ لماذا تأخرنا عن غيرنا في مسألة التوثيق لذاكرتنا السينمائية ؟ ما هي الإكراهات والصعوبات الحائلة دون ذلك ؟ ماذا يمكن أن يقترح من حلول لمواجهة هذه المعضلة ؟
إنها بعض الأسئلة التي حركتنا لاقتراح موضوع ندوة/كتاب الدورة 12 لمهرجان سينما الشعوب بإيموزار كندر (من 12 إلى 15 نونبر 2015) .
أحمد سيجلماسي

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا