وفاءً للفنان التشكيلي
الراحل فريد بلكاهية، وبدعم من وزارة الثقافة وبشراكة مع اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان
الطنطان- كَليميم والمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني، نظمت جمعية أصدقاء متحف الطنطان
للتراث والتنمية الثقافية النسخة الأولى لملتقى الطَّنطان الأول حول الفن والتراث يومي
30-31 أكتوبر 2015.
خلال اليوم اليوم الأول
(الجمعة 30 أكتوبر 2015) أقيمت ورشة التعبير التشكيلي بإحدى المدارس الخصوصية، أطرها
فنانون وأساتذة الفنون التشكيلية: محمد صابون من الطنطان، فيصل احميشان وعبد العزيز
أصالح من أكَادير وقد استفاد منها 26 طفلاً، وقد تركزت حول تقنيات التلوين والتعبير
الصباغي.
وفي المساء نظم معرض
للقطع التراثية الصحراوية ساهم فيه المركز متعدد الاختصاصات التابع للمندوبية الإقليمية
للتعاون الوطني الذي تشرف عليه السيدة متو البرديجي وقد تضمَّن مجموعة من القطع والمشغولات
اليدوية الصحراوية المرتبطة بالحياة في الصحراء، منها أدوات المطبخ ومكونات الخيمة
ولوازم الرحيل، إضافة إلى وسائل السقي التقليدي وأدوات التزين، فضلاً عن مشغولات عديدة
مصنوعة من الحجر والجلد والخشب والمعدن.
كما تم عرض شريطين توثيقيين
هما: الشريط الأول حول ثقافة الصحراء (2 د.) بعنوان: "ذاكرة الصحراء- الثقافة،
المجال والإنسان" قدَّمه الباحث اسليمة أمرز وهو يعكس جوانب من مظاهر العيش والحياة
في الصحراء، وقد تضمَّن صورا متنوعة لعادات وتقاليد رحل الصحراء مصحوبة بموسيقى حسانية
معبرة مليئة بالحنين والشجن.
عقب ذلك نظم حفل توقيع
العدد الثاني من مجلة "ثقافة الصحراء" (192 صفحة) التي تصدرها جمعية أصدقاء
متحف الطنطان، إلى جانب عرض عدة إصدارات حول الثقافة الحسَّانية وثقافة البيضان. وفي
الختام وزعت جوائز خاصة بورشة الفن التشكيلي وقد حصل عليها ثلاثة فائزين (دون ترتيب)،
هم: علي الضرير، نضال اليامون والخليل القصيري.
أما خلال اليوم الثاني
للملتقى (السبت 31 أكتوبر 2015) فقد نظمت بأحد الفنادق المجاورة للمدينة مائدة مستديرة
حول موضوع: " الفن ودوره في تثمين التراث الجمالي الحسَّاني" أدارت وقائعها
الأستاذة والناشطة الحقوقية سلم تيروز، وشارك فيها الأساتذة الباحثون والفنانون: د.
محمد الدحمي (باحث في علم الإناسة)، د. اسليمة أمرز، ذ. حسن خر (مخرج سينمائي) وذ.
الراكَب الحَيسن (فنان تشكيلي)
وفي السادسة مساء، نظم
حفل توقيع كتاب "المنجز التشكيلي في المغرب- روافد وسمات" للناقد ابراهيم
الحَيْسن. نشطه د. اسليمة أمرز بمشاركة: د. محمد الشيكَر (باحث في الجماليات المعاصرة)،
ذ. بنيونس عميروش (فنان تشكيلي وناقد فن) اللذين قدَّما قراءات نقدية تحليلية للكتاب
المحتفى به مبرزين بنيته المرجعية والمنهجية المتبعة في تأليفه واعتبراه إضافة نوعية
للخزانة التشكيلية المغربية والعربية.
في ختام اللقاء استصدر
الباحثون توصيات وتدابير تدعو إلى الارتقاء بالموروث الثقافي المحلي عبر بوابة الفن،
من بينها:
- جعل الفن بمختلف مجالاته مدخلا للارتقاء بالثقافة الحسَّانية عن طريق ربطه
بثقافة الأسلاف جمعا وتدوينا ودراسة واستثمارا.
- توظيف التراث المحلي في قوالب فنية وجمالية مؤسسة على دعامات بيداغوجية ضمانا
لترسيخه واستمراريته.
- تعزيز المناطق الصحراوية ببنيات ثقافية لها صلة بجدوى الفن والتراث والعلاقة
الترابطية بينهما.
- إدماج الفن في المنظومة التعليمية على أساس الأخذ بإبراز المكونات التراثية
الحسانية من آداب الكلام وتراث بيئي وجمالي وروحي، مع ضرورة توحيد اللسان الحساني بالمنطقة.
- إنجاز مونوغرافيات لفنانين ومبدعين أنجبتهم المنطقة الصحراوية تخليدا لمنجزاتهم
ومتروكاتهم الفنية والجمالية.
- إيلاء الأهمية القصوى للتراث الفرجوي والإبداع البصري واليدوي في الصحراء
وجعله مادة علمية وتعليمية منفتحة على التاريخ المحلي.
- الحرص على تسويق الفن والتراث الحساني عبر الوسائط التكنولوجية وعبر البوابات
الالكترونية حتى يشيع وينتشر عبر أرجاء العالم.
- دعم مشروع المتحف الاثنوغرافي الذي تعمل جمعية أصدقاء متحف الطنطان جاهدة
على تشييده بمدينة الطنطان والتسريع بإحداثه بوصفه صرحا حضاريا ومطلبا طالما انتظرته
ساكنة الإقليم.
