-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

الجوائز الأدبية في مرمى التساؤل: مؤدلجة أم نزيهة… منى الشمري

الكويت ـ «القدس العربي»: الجوائز الأدبية في مرمى التساؤل: مؤدلجة أم نزيهة… عين المؤسسات الثقافية على المبدعين رغم التشكيك والاعتراضات
منى الشمري
من البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الكويت الأربعين للكتاب أقيمت حلقة نقاشية بعنوان «الجوائز الثقافية العربية.. ما لها وما عليها» أدارها الكاتب وليد الرجيب، وتحدث فيها الأمين العام لجائزة الشيخ زايد، الكاتب الإماراتي علي بن تميم، والأكاديمية الكويتية موضي الحمود، بينما اعتذر في اللحظات الأخيرة المشرف على جائزة «كتارا» القطرية خالد عبدالرحيم.
في بداية الحلقة أكد وليد الرجيب على أن الجوائز الثقافية تمثل تقديرا معنويا للمبدعين، وتشعرهم بأن جهودهم لم تذهب هباء، فيشعرون بالإنصاف لما قدموه من إبداع يرفع من شأن الدولة، وأشار الرجيب إلى ان المسؤولين عن هذه الجوائز يواجهون الكثير من الاعتراضات والتشكيك في كثير من الأحيان، حول أحقية هذا الكاتب، أو ذلك في حصوله على الجائزة. وأضاف الرجيب أنه في بعض الأحيان يتعرض الفائز للهجوم عليه في وسائل الإعلام، مشيرا إلى أن الجوائز العربية تتهم في الكثير من الأحيان بالمحاصصة، إرضاء لاسم أو دولة معينة. وأنهى الرجيب كلامه بأن بعض الجوائز تتهم أيضا بالخضوع لموقف سياسي أو إيديولوجي، على غرار ما تتهم به جائزة نوبل، مشيرا إلى أن كل الأدباء المنشقين عن الاتحاد السوفييتي سابقا فازوا بجوائز نوبل في الآداب، وختم قائلا بأن هذه الجوائز يجب ألا تكون مجرد ديكور وإنما محور للتنمية الإنسانية.
وقدم علي بن تميم من الإمارات المتحدة سردا تاريخيا للجوائز الثقافية العربية والعالمية، حيث أكد أن إحدى المشكلات وراء ظهور الجوائز الأدبية في العالم العربي عدم توافر الاستجابة الجماهيرية للحراك الثقافي، وأشار إلى أن وجود الجوائز الثقافية يعتبر بمنزلة بيئة حاضنة تكرم المؤلف والكتاب وتؤدي إلى الخلق والابتكار والإبداع. وقال بن تميم إن الوعي العربي بالجوائز جاء متأخرا، مشيرا إلى أن لمصر قصب السبق في هذا المجال، وأوضح أن عدد الجوائز العربية وصل إلى 500 جائزة وفقا لآخر الإحصائيات الرسمية، وعدد بعض أشهر هذه الجوائز، مثل جائزة البوكر العربية، التي أطلقتها هيئة أبو ظبي للثقافة والسياحة، مشيرا إلى أنها جائزة تتمتع بالاستقلالية التامة
وبين بن تميم: تباينت تصنيفات تلك الجوائز بتباين أهدافها وغاياتها وتطلعاتها فظهرت جوائز متخصصة نوعا ما كتلك التي تمنح في تخصص علمي أو لجنس ادبي بعينه، كالرواية او المسرح أو القصة القصيرة، وثمة جوائز تقتصر على إقليم أو بلد بعينه أو مخصصة للناطقين بلغة ما، في المقابل جوائز لا تضع قيودا جغرافية أو لغوية وهي تمنح في حقول الدراسات الإنسانية، أو الاجتماعية أو العلوم التطبيقية.
وأكد بن تميم على اختلاف تصنيفات تلك الجوائز، تبعا لأهدافها، فظهرت جوائز متخصصة، مثل التي تمنح في تخصص علمي دقيق، أو لمجال أدبي متخصص، كالرواية أو المسرح أو القصة القصيرة، كما توجد أيضا جوائز تمنح لإقليم أو بلد، أو لهؤلاء الناطقين بلغة ما، وهناك في المقابل جوائز لا تضع قيودا جغرافية أو لغوية، وهي تمنح في حقول الدراسات الإنسانية أو الاجتماعية أو العلوم التطبيقية. ولفت إلى أن «جائزة نوبل، هي الأشهر والأضخم على الإطلاق، وتمنح في الفيزياء والكيمياء والطب والأدب والاقتصاد والسلام. وعلى الرغم من الشكوك التي تحوم حولها، وشبهة تحيُّزها الأيديولوجي والثقافي، فإن نيلها يمثل أقصى طموح الأدباء والمبدعين. وتلاها في الظهور عدد من الجوائز الأدبية المهمة، كجائزة غونكور، التي أنشئت عام 1903، وهي معنية بالأدب المكتوب بالفرنسية، وتشمل الرواية والقصة القصيرة والشعر والسيرة الذاتية. وفي أمريكا ظهرت جائزة بوليتزر، التي تُمنح في مجالات الخدمة العامة والصحافة والأدب الموسيقي، وقد أنشئت عام 1917. وفي بريطانيا ظهرت جائزة بوكر، وهي من أهم الجوائز الأدبية المخصصة للأعمال الروائية بالإنكليزية، وتقتصر على مواطني المملكة المتحدة ودول الكومنولث وأيرلندا، وقد تقرر بدءا من عام 2014، أن يُتاح التقدم لها لكل مَن يكتب بالإنكليزية، وتفرَّعت عنها جائزة «بوكر» الروسية، التي تأسست عام 1992، وجائزة كاين للأدب الأفريقي عام 2000، و«بوكر» العربية عام 2007. وفي إسبانيا، ظهرت مجموعة من الجوائز، أشهرها جائزة ميغيل دوثيربانتس، التي أنشئت عام 1976، وتُمنح للكاتب عن مجمل إنتاجه الإبداعي، وتقتصر على مواطني الدول الناطقة بالإسبانية. ومن الجوائز المتخصصة، جائزة «بن» للترجمة 1963، وشبيهتها (الجائزة الوطنية للترجمة وجائزة بنجامين فرانكلين).
وأضاف بن تميم: لا نغفل جائزة المغرب العربي، وقد بدأت مصر في منح الجوائز منذ عام 1958عبر المجلس الأعلى للثقافة، مثل الجوائز التقديرية والتشجيعية وجائزة ملتقى القاهرة للإبداع الروائي، وجائزة نجيب محفوظ، بالإضافة إلى جائزة الملك فيصل العالمية، وقد منحت الجائزة أول مرة عام 1979، وجائزة سلطان العويس الثقافية، وجائزة الشارقة للإبداع العربي، كما أطلقت الجائزة العالمية للرواية العربية (النسخة العربية من جائزة بوكر عام 2007).
واختتم بن تميم، قائلا: اهتماما بإثراء القراءة وحب الكتب العربية، أنشئ المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وهي جائزة اتصالات لكتاب الطفل (2009)، بالإضافة إلى جائزة الإمارات للرواية، وجائزة الشيخ زايد للكتاب.
وتحدثت موضي الحمود عن جوائز الدولة التشجيعية والتقديرية في الكويت، حيث أشارت إلى أن الكويت كانت سباقة في هذا المضمار تشجيعا لأبنائها من المبدعين والبارزين، وأكدت الحمود على أن الجوائز في الكويت تقسم إلى صنفين: علمية تشرف عليها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وثقافية يشرف عليها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وتنقسم إلى تشجيعية وتقديرية.
وقالت الحمود إنها من خلال معاصرتها لهذه الجوائز داخل اللجنة العليا تؤكد على أنها وصلت إلى مرحلة من التطور والموضوعية والاستقلالية، وأشارت إلى أن «التشجيعية» حصل عليها 127 مبدعا بينما حصل على «التقديرية» 48 شخصية.. وأن تحديد اسماء الفائزين الثلاثة بجوائز الدولة التقديرية أصعب من التشجيعية، لأنه يتم تقييم أشخاص وليس أعمالا، وأن اللجنة المنوطة تنظر إلى شخصية المرشح وتاريخه وتأثيره في الحركة الثقافية الكويتية، وأوردت الحمود دليلا على موضوعية الاختيار بأن بعض الأسماء التي فازت بجائزة الدولة التشجيعية فازت بجوائز عربية بعدها، مؤكدة أن هذه الجوائز ساهمت في تشجيع المبدعين الكويتيين وفتحت لهم نافذة على العالم الخارجي.
ووجه الرجيب سؤالا للمتحدثين فقال: ما الخلل الذي يكتنف آلية الاختيار في الجوائز العربية وما يصاحبه من اعتراض الكثير من الأسماء عليها، ثم لماذا يتأخر التكريم لما بعد وفاة المبدع؟ وأجاب علي بن تميم بأنه لا توجد جائزة يمكن أن تنجو من هذا الاعتراض والتشكيك وعدم الرضا، مشيرا إلى أن جائزة الشيخ زايد للكتاب تطبق معايير صارمة في الاختيار تلافيا للأهواء والتحيز، وهو ما يؤدي إلى حجب الجائزة أحيانا. بينما أشارت الحمود إلى أن حصول المبدع على الجائزة متأخرا قد يكون بسبب كثرة عدد المبدعين المتقدمين للحصول على الجائزة وصعوبة الفرز، لكنها أكدت على أن مجيء التكريم متأخرا خير من أن لا يأتي.

منى الشمري

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا