الكثير يعتقد ان الدين هو من اختصاص الاله لكن الحقيقة
أن منشأ الدين هو بشري مئة بالمئة. وللأسف يغيب عن الناس هذا المنشأ بسبب البعد الزمني
لظهور الأديان. فمع
الوقت يتحول المنشأ البشري الى منشأ الهي. لهذا اصبحت كل الأديان
السماوية-ـ الابراهيمية (اليهودية والمسيحية والأسلام) ـ- تدعي المنشأ الالهي لها وتتنافس
فيما بينها على هذا الأله.
لهذا اردت أن أكتب سلسلة من المقالات عن بعض الأديان
التي نشأت حديثا ـ في القرن 19 ـ- والتي ستكشف لنا حقيقة الاديان وكيفية نشأتها
الجزأ الاول : نشأة ديانة "شهود يهوا”
فقط للتذكير أن كلمة "يهوا" هو أسم الله
من هو مؤسسها الاصلي ؟
في عام 1870 أسس تشارلز تاز راسل جماعة "شهود
يهوا" ، لم يكمل تشارلز تعليمه بعد الصف السابع ولم يتّبع أي تدريب لاهوتي .لقد
نشأ على الطريقة المشيخية البرسبيتاريّة (مسيحية تتبع تعاليم العالم اللاهوتي البروتستاني
جون كالفين). وفي يوم من الأيام استمع إلى خطبة عن إقتراب عودة المسيح وقيام ملكه الألفي
1 وبطلان عقيدة جهنّم والهلاك النهائي فتأثّر بها جداً... وبدأ منذ ذلك الحين بمطالعة
الكتاب المقدس. ثم هجر المسيحية وإخترع ديناً جديداً مع إحتفاظه ببعض تعاليم الكتاب
المقدس. في البداية إدّعى أنه "الخادم المخلص والحكيم لِـ لوقا" ثم بعدها
إدّعى أنه النبي السابق لمجيء المسيح ؟؟؟!!
وأسّس سنة 1879 مجلة "برج المراقبة"،
وسنة 1881 "جمعيّة برج المراقبة" لنشر تعاليمه في كل العالم ، فعلى قمة الهرم
نجد القمة المركزية التي منها تنطلق كل التوجيهات الى الجماعات. هذه "الجماعات
الأساسية " يقودها "شيخ" تعيّنه القمة المركزية. ويرأس هؤلاء
"الشيوخ" "رئيس مراقب". أقام راسل مكتباً للمحاضرات الكتابيّة
مؤلفاً من 70 عضواً لنشر أفكاره ومؤلفاته، وأضاف إليه مكتباً مساعداً يضم700 عضو.
و إدعى أن أعضاء "جمعيّة برج المراقبة"
هي مجموعة يُوحى إليها من الله " يهوا " !!!!! وأن كل مايكتب في مجلة
"برج المراقبة" التي أسسها هي من وحي يهوا !!!!!
أتباعه اليوم
يصل عدد أتباعه اليوم الي أكثر من 8 ملايين مؤمن
بصدق تشارلز تاز راسل (نبيهم)، يرفضون المسيحية لأنهم يعتقدون أن الشيطان جعل المسيحيّة
الرسميّة" تنسى إسم الإله " يهوا -أي الله ـ
ترفض جماعة "شهود يهوا" تحيّة العلم،
كما ترفض الإنخراط في الجنديّة لانهم يعتبرون أنفسهم أنهم ينتمون إلى ملكوت الله، ويدعون
أنهم يعيشون على الحياد داخل العالم. ويرفضون نقل الدم من إنسان إلى إنسان، مهما كان
خطر الموت مُهدّداً، لأن الدم، كما يقولون، هو مركز الحياة.
ايضا تؤمن الجماعة بنهاية العالم القريب. ويصوّرون
هذا الحدث كأعظم ثورة في العالم. وحين تتم معركة هرمجدون تكون نهاية العالم الشرير،
نهاية النظام الحاضر للأشياء، والإنتصار النهائي لملكوت الله.
و تعتقد جماعة "شهود يهوا" أن المطبوعات
التي تصدر عن هيئتهم العليا هي كلام "يهوا" -أي الله- وأن من يقوم بكتابتها
هم مجموعة مختارة سخرها الله لإيصال رسالته ؟؟!! فبعد موت نبيهم تشارلز تاز أصبحت هذه
المجموعة المختارة هي النبي (نبي "يهوا" - أي الله-) الذي يهدي البشرية إلى
طريق الخلاص الأبدي ويجيب عن كل تساؤلات البشر ، وهي الناطقة بلسان "يهوا"
- أي الله- فلذلك يتوجب عليها أن تكون نبوءاتها صادقة وحتمية الحدوث أيضاً !!!!!
في الحوار مع رئيس أسبق لهيئة شهود يهوا
هل صحيح أن " يهوا " -أي الله- هو الكاتب
لمطبوعات الهيئة ؟
فيجيب الرئيس بنعم و يقول أن يهوا هو كاتب المطبوعات
وانها هي كالكتاب المقدس
وعن السؤال هل مجلة "برج المراقبة" هي
كلمة الله ؟
فيجيب الرئيس بنعم و أنها تفسير النبوءات لمطبوعات
شهود يهوه
حقائق عن تشارلز تاز راسل (نبي جماعة شهود يهوا)
وخلفاءه
إدّعى نبيهم تشارلز تاز راسل معرفته اللغة اليونانيّة.
وكان يسرد نصوصاً من الكتاب مدعياً تحريف الكنيسة لها.. لكن المفاجأة كانت عندما قدم
له القاضي في المحكمة كتاباً يونانياً ليقرأ فيه، فحمله "بالمقلوب". ثم إعترف
أمام لجنة التحقيق 1913 أنه يجهل كلياً اللغة اليونانيّة وأنه لا يعرف حتى حروف الهجاء
منها!!
- عام 1906 ربحت زوجة نبيهم تشارلز تاز راسل
دعوى الطلاق عليه بعد مرور 27 سنة على زواجه، بسبب خيانته الزوجيّة مع "روز بال"
أمينة سرّه، و"اميلي ماتويز" خادمته (إذ فاجأته في غرفتهما) وقد أثبتت المحكمة
ذلك في دعوى الطلاق... ولكي يتهرّب من الدفع لزوجته معاشاً حوّل ثروته الطائلة
(100 مليون فرنك فرنسي) للجمعية... واحتفظ لنفسه بـ 47 سهم من أصل 50 تملكها
الجمعية وبإدارته هو
- بعد حين إدّعى نبيهم تشارلز تاز راسل أمام
فلاّحين بسطاء أن قمحه عجائبي، فباعهم أياه بمبلغ خرافي... لكن مردود القمح لم يكن
عجائبياً كما ادّعى. فأصدرت المحكمة بحقّه حكم نفاق واختلاس وطلبت منه ردّ المال المسلوب
أكّد أن سنة 1914 ستكون فاتحة العهد الألفيّ للمسيح
، ثم تنبأ أن سنة 1918 ستشهد إنقراض البابوية. لكنه مات سنة 1916 وهو في القطار قبل
أن يشهد إنقراض البابويّة !!!!
ولم يكن القاضي جوزف روترفورد خليفة "النبي"
تشارلز تاز راسل بأفضل منه، فهذا الخليفة الذي كان يدعي انه "قاضي" لم يكن
قاضياً، بل موظّف في المحكمة المدنية... تمكّن بسبب طول الخدمة من الإلتحاق بنقابة
المحامين في يونفيل مسّوري 1892. وفيها بحسب نظام تلك المقاطعة ينتخب من المحامين واحداً
يقوم مقام القاضي الأصيل إذا تغيّب لمدة قصيرة، واتفق مرة عندما إنتخب روترفورد لهذه
النيابة، أنه ناب عن الحاكم 4 أيام في غيابه نظر أثناءها في حادثين بسيطين... فاشتقّ
لنفسه لقب قاضٍ، وراح يقدّم به إسمه في كل مؤلّفاته ليعظم شأنه في نظر جماعته
وقد أقيمت عليه دعاوى بتهمة تصرّفات مخالفة لأصول
المهنة (1894 و1895 و1897
وعام 1918 حُكم عليه بالسجن لمدة إحدى عشرة سنة
مع سبعة من رفاقه لكلامه ضد الخدمة العسكرية وزرعه روح التمرّد والخيانة في صفوف البحرية
الأميركيّة والجيش. إلاّ أن عفواً تاماً صدر عام 1919 فأطلق سراحه لقاء كفالة مالية
(ألف دولار أميركي للشخص الواحد)
في عام 1920 ادّعى أن ملايين من الذين هم أحياء
اليوم، لن يموتوا أبداً بعد سنة 1920
وأن البشر سيكونون شهوداً لعودة ابراهيم واسحق ويعقوب
وغيرهم من مؤمني العهد القديم ليمثّلوا النظام التيوقراطي الجديد على الأرض سنة
1925. ونصح المتزوجين من شهود يهوا أن يتجنّبوا حدوث الحمل تلك السنة، كي لا يثقلوا
بالصعوبات التي تنشأ عنه ...ولعودة الآباء (ابراهيم واسحق ويعقوب وغيرهم ) بنى لهم
قصر اًسماه "بيت شاريم" أو قصر الأمراء. ولما لم يأت أحد منهم سكن هو وإمرأته
وابنه عام 1929 فيه... وكان يقضي فيه فصل الشتاء... حتى موته وحدث في ليلة 6 فبراير سنة 1925
أن تجمّع في مدينة نيويورك حشودٌ ضخمة من شهود يهوا
وهم يلبسون أكفاناً بيضاء تعبيراً عن إيمانهم بقيامة الأموات المتوقّعة التي وعدهم
بها خليفة “النبي"
لكن لم يحدث شيئا و أصيبت الجماعة بخيبة وقد أثّرت
هذه الحادثة تأثيراً سلبياً على أوضاع شهود يهوا لعدة سنوات، حيث نقص عدد المؤمنين
بهذا الدين...لكن للكذب الف وجه فحاول شيوخهم أن يبرروا أن ماحدث هي مشيئة يهوا ويفعل
مايريد وخارجة عن نطاق نبوؤات خليفة النبي "لتكن مشيئة يهوا على الأرض”
و الذي خلف "القاضي" هو روترفورد
"الأخ" ناتان هومركنور. وهو الذي أبدل كلمة "الله في الكتاب المقدس"
بكلمة "يهوا"... مع كثير من التحريف، لكي تلائم تعاليمهم. وهو الذي ترجم
الكتاب المقدس حسب هواه ، وسمى ترجمته بترجمة العالم الجديد وذلك سنة 1950، ومن مساوئ
هذه الترجمة إنها جاءت مليئة بالأخطاء اللغوية والتناقضات ، وكان معتمداً في ذلك لكي
توافق تعاليم الحركة
.
لقد أنشأ ناثان أول مدرسة للحركة تحت أسم
" جلعاد " ومنح لقبا للمتخرج وهو " جلعادي " وبفضله أصبحت الحركة
ذات موارد ، ولها مطبعة ومكتب دعاية .
أن الجماعة تؤمن بنهاية العالم القريبة و تنبأ راسل
مؤسسها بهذه النهاية سنة 1874فأخطا ، ثم سنة 1914 فأخطأ أيضاً. ثم سنة 1918. ثم جاء
بعده روترفورد فتنبأ أيضاً بنهاية العالم: عام 1925 ثم 1930… الخ. بعد هذه السلسلة
من الأرقام تريّث خلفاء النبي في الأعلان عن زمن قرب نهاية العالم ، ولكنهم ما زالوا
يعلنون قرب نهاية بون زمن محدد و نهاية قرب العالم هي الطعم الذي يصطادون به ضحاياهم؟؟
من هو مؤسسها الاصلي ؟
وهي ديانة أسسها جوزيف سميث خلال القرن التاسع عشر
و إدّعى أنه يوحى اليه حيث قال سميث أن ملاكا إسمه “مورمون” أتى له بكتاب مكتوب على
لوحات ذهبية تحتوي على التاريخ الديني للبشر. ونشر سميث ترجمة لهذه اللوحات في سنة
1830 باسم كتاب المورمون، وأضاف هذا الكتاب الى الإنجيل و سماه ب “الإنجيل المستعاد”
(فأصبح الإنجيل المستعاد عبارة عن ثلاث كتب : كتاب التوارة-عهد القديم- ، كتاب العهد
الجديد، و كتاب المورمون !!! ) . و أسس سميث كنيسة جديدة . وأرسل سميث المبشرين للتبشير
بالإنجيل المستعاد !!!!!.
أتباعه اليوم
يبلغ عدد أتباع جوزيف سيمث الان في العالم حوالي
18 مليون شخص. ويتبعون المورمون كتابهم المقدس “الإنجيل المستعاد” والذي يتألف من كلا
العهدين القديم والجديد و كتاب المورمون، ويتبعون أيضا مجموعة من الآيات و كتابات جوزيف
سميث المعروف باسم المبادئ والعهود، ويعتقدون أن أي كلمة منطوقة أو مكتوبة من قبل النبي
جوزيف سميث أثناء الوحي هي كلمة الله.
فترتكزالديانة المورمونية على مبدأين أساسين الا
وهما : كتابهم المقدس “الإنجيل المستعاد” ، و مبدأ يعرف باسم فترة الألف سنة السعيدة.
وهو مبدأ يرجع إلى التوراة و انتقل للمسيحية، وهو أن المسيح سيأتي في آخر الزمان ويجمع
المسيحيين على كنيسة واحدة ويقتل الكفار، وينشر العدل ويعم الرخاء في هذا العهد الذي
يستمر لفترة ألف سنة، وفيها يتم تقييد الشيطان وفي نهايتها يفلت الشيطان، وبعدها تقوم
القيامة للناس جميعًا. وهذا المبدأ قد انقسم أتباعه بين قائلين بنزول شخص المسيح لنشر
العدل وسيادة المسيحية في العالم، وبين قائلين بقدوم زمن تسود فيه المسيحية والعدل
والرخاء في العالم وهو العصر المسيحي الذهبي، وفيه يتم القضاء على جميع المخالفين ويشارك
المورمونية في هذا التصور الجماعة المسماة بـ "شهود يهوه”.
كما يعتقد المرمون أن يسوع هو الإبن الأكبر لله
واتى من أجل التغلب على الخطيئة والموت حتى يتمكن أبناء الله الآخرون من العودة على
الأرض !!!
وللمورمون منظورا فريدا على طبيعة الله، و أصل الإنسان،
والغرض من الحياة.
الخلاصة
وكما رأيتم رغم تواجد كل الحقائق علي تشارلز تاز
راسل ورغم كذب خلفاءه على "شهود يهوا" ، و رغم أننا في القرن 21 مازال اتباعه
"شهود يهوا" الى اليوم يؤمنون أيمانا اعمى بان تشارلز تاز راسل هو نبي وخلفاءه
أنبياء أيضا.
و نفس الشيء بالنسبة لجوزيف سميث، فرغم كذبه و كذب
من أتى بعده على المورمون، مازال اتباعه المورمون يؤمنون أيمانا اعمى بان جوريف سيمث
نبي وخلفاءه أنبياء أيضا.
وأتباعهما يعتقدون أن كل كتابتهم هي من وحي الإله
و الى غير ذلك من الاعتقادات البلهاء التي يؤمنون بها، فمستحيل ان تجد مؤمن من جماعة
"شهود يهوا" أو من المورمون عنده ذرة شك !!!!!
الان انا متأكدة ان المؤمنين (المسلمين والمسيحين
واليهود ) الذين قرؤوا المقال ضحكوا علي سذاجة “شهود يهوا” و “المورمون” وتصديقهم لنبوؤة
بشر كاذبون !!! لكن السؤال الذي يطرح نفسه مالذي يجعلك تُكذب “جوزيف سميث” و “تشارلز
تاز راسل “ و تُصدق “موسى و “ابراهيم” و “يسوع” و “محمد” !!!!!؟؟؟؟؟؟؟
ماهو المقياس العقلي الذي يجعلكم تُكذبون أخرون
و تصدقون أخرون ؟؟؟؟
الحقيقة أن ليس عندكم أي مقياس عقلي و تلتقون معهم
في تصديق الخرافة. فقط كل واحد يٌنكر خرافة الاخر ويُصدق خرافته ….
أن الأديان هي صناعة بشرية و كما رأيتم أن أختراع
“دين ما” هو شيء سهل، و ايجاد أتباع له لأسهل لان غسل الأدمغة و التحايل على العامة
هو في غاية البساطة، ولما يبتعد الزمن تنسى الناس الأصل ويصلهم الا الروايات المزيفة
والمجملة والمضخمة والتي تتحول فيما بعد الى حقائق مقدسة ومرات تاريخية ، مثل ماحصل
مع الأديان الإبراهيمية!!!!
هذه كانت لمحة عن نشأة دينين في القرن 19، فمابلكم
بالقرن السابع ـ عصر محمد ـ و القرون الذى سبقته - عصر يسوع وعصر موسى وابراهيم -.
لذا أفيقوا إن الأديان هي صناعة بشرية ...إنتهى
الدرس ياغبي
نُهى -