-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

مسعودة بوطلعة :استفيقوا.. العالم لن ينتظركم

مسعودة بوطلعة  :استفيقوا.. العالم لن ينتظركم
يقول المثل الشعبي الجزائري التي تمتعني به أمي (أطال الله في عمرها) في كل مرة "إذا رحتو يا العينين واش ندير بالحواجب الشابين"، أي إذا فقدت البصر ماذا سأفعل
بحواجب جميلين .. أتذكر هذا المثل وأنا أقرا وأسمع تصريحات المسؤولين الجزائريين والسياسيين خاصة، مع وضع سطرين على كلمة سياسيين، من الأحزاب والشخصيات تتصارع على المبادرات، وعلى المناصب، وعلى الاقتراب أكثر من هذا التيار، أو الولاء أكثر لذلك أو ذلك، على الاستفادة أكثر من مافيا المال، أو مافيا السياسة العبثية. قلت أقرا التصريحات، كلّها تصب في اتجاه واحد، كيف نستولي على المبادرة تلك، أو نكسر تلك المبادرة بحجة أننا لم ندع لها أو لم نكن قادتها، وكيف نصل إلى مناصب ارقى، كيف نأخذ الاعتماد أو كيف نعقد مؤتمرنا، أو نصالح بين أطراف في حزبنا، أو نقصي الطرف الأخر.. هذا هو النقاش السياسي الدائر، هذا هو الرهان الحالي للجميع، بينما تغيب عن تلك التصريحات الجزائر ومستقبل الجزائر.. تغيب الأزمة التي نعاني منها وكيف نواجهها، حتى عند أولائك الذين نهبوا واستفادوا من الريع يوما، تغيب الأفكار والطرق لمواجهة الانهيار وكم كانت كثيرة فيما يخص أفكار نهب المال العام من الأرصفة إلى الطريق السيار" ، تغيب المبادرات الجادة والشاملة التي تضع الوطن ومستقبله فوق كل شيء، يغيب الإحساس بالمسؤولية، الكل مستقيل إلا من البحث عن المصالح، الكل ينفض يديه ويحاول أن يملأهما بما بقي من جسد الجزائر المرهق. إن ما ستواجهه الجزائر مستقبلا لن تكون أزمة مالية فقط، لن تكون مجرد ندرة، وتقشف، الجزائر مقبلة على رهانات خطيرة، وان استمر الوضع بهذا الأداء السياسي الهزيل، لطبقة فقدت وجودها داخل الشعب وفقدت ثقة مختلف فئاته وطبقاته، فسنقرأ سورة الفاتحة على أرواح الشهداء كثيرا .. كثيرون يقرّون أن التغيير من خارج هذا النظام صعب، ويؤدي إلى الكارثة، وهذا صحيح والجميع ينتظر أن يستفيق هذا النظام، ويغتسل من داخله، ليغير ثيابه وينظف يديه ويقف لقبلة الجزائر، ليصلي الولاء لها فقط. لكن الكارثة الوحيدة التي أراها أنا شخصيا، هي أن هذا النظام، لا يرى أن السفينة تغرق ببطء، ولا يدرك انه مع الوقت يكبر الثقب، ويكون الغرق أسرع ولن يكفي الوقت حتى لقراءة الشهادتين، (بالمناسبة، أنصحكم بمشاهدة اللقطات الأخيرة فقط من فيلم التيتانيك)، بل هو يتفرج بقناعة كبيرة أن كل شيء على ما يرام.. الكارثة في هذا النظام الذي لا يريد أن يغير ميكانيزماته وأدوات تسييره ووجوهه، ومستمر في اجترار الرداءة السياسية والإدارية والنخبوية .. الكارثة هذا النظام الذي لم يستوعب بعد أن المستقبل للنظم التشاركية، المتفتحة على تقبل الآخر من التيارات والتوجهات.. النظم التي لا تخاف من الاختلاف ولا من المعارضة ولا من الانتقاد، خاصة تلك التي تعبر ع فعلا عن تطلعات الأغلبية.. النظم التي تشجع حرية التعبير والصحافة وتقف إلى جانب الكفاءة والمبادرة والعمل الجاد.. النظم التي تتصارع وتختار وتتقدم بالأفكار وليس المؤامرات والولاءات وكأننا في عهد مماليك الأندلس.. المستقبل للنظم الحاضنة لكل أطياف المجتمع القابلة للحوار، للتكيف، لاستيعاب التغييرات الاجتماعية والاقتصادية الداخلية الدولية.. لكن كارثتنا أن هذا النظام ما زال يؤمن بان هناك حرب باردة، وان العالم يجب أن ينقسم إلى قسمين الآفلان والارندي، وان هناك تيار عدم الانحياز الذي يلعب على أطرافه النظام، وان مسالة تقسيم الأدوار ستستمر. ما يزال يؤمن أن شراء السلم الاجتماعي ممكن ولو بالأوهام .. استفيقوا قبل فوات الأوان، فالعالم لن ينتظركم ولا يهمه بعد ذلك رأيكم .. العالم يخطط يا هؤلاء، احذروا العالم يخطط، وصدقوني لستم فيه حتى مجرد حراس شخصيين "بودي غارد"، فانتم لاشيء في هذا العالم، مجرد براميل بترول، وموقع استراتيجي قريب من أوروبا، أترون أنكم لا تملكون شيئا، الجغرافيا والبترول فضل من الله، وملك للجماعة، إن ضاع منكم هذا الوطن فانتم لا تساوون حتى ثمن الأحذية التي تنتعلونها .. هذا الوطن هو من يحفظ لكم مكانتكم ووجودكم، وهذا الشعب هو الذي تمثلونه في نظر العالم ككل، فان ضاع الوطن ونبذكم الشعب، فقد ضعتم وضعنا معكم

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا