ينسج الباحث والمفكِّر د- إسماعيل مهنانة، في الكتاب، ثوب العقلانية للتعقُّل في قراءة
هذا الجنون الذي ألحق الخراب والدمار بالأمتين العربية والإسلامية. ذلك لأنَّه آن الأوان، كما يقول، لفتح نقاشات فلسفية عالمية وجديَّة حول الدين والتديُّن، حول الإيمان واليقين.
فالدين الإسلامي، كما يبين، لم يبرحْ مكانه لكيْ يعود، بل ليعود التديُّن، وهو موضةٌ اجتماعية وردَّة فعل ما بعد حداثية ـ لم تكن ظاهرة التديُّن موجودة حتى في العصر الإسلامي الأوَّل ـ إنَّه ارتكاسة يمكن تفسيرها بالواقع المحبط واليائس والجرح النرجسي، حسب المؤلف، الذي أعقب تدمير السياسي في العالم الإسلامي، والكثير من العوامل الأخرى المعقَّدة، إنَّ ما جرى تدميرُ جوهره يعادُ ترميمُ مظهره، كما إنَّ الخطاب الديني التقليدي لم يعد كافياً لوحده لبناء القناعات الدينية للجماهير اليائسة.