-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

تضامننا المطلق مع الأستاذ الباحث سعيد بن عبد الله الدارودي أسامة مغفور

سعيد بن عبد الله الدارودي
خاص 
تضامننا المطلق مع الأستاذ الباحث سعيد بن عبد الله الدارودي
أسامة مغفور
ًأنا ظُفاريٌّ ولست عُمانيا. لو أنَّ الظفاريين كافة وقفوا على صعيد واحد وهتفوا بصوت واحد قائلين "نحن عمانيّونً، لوقف الدارودي في الجانب الآخر وهو يقول بكل ثبات وإيمان لا يتزحزح "وأنا ظفاري ولن أكون عمانيّاً حتى أموتً. فلتكن وحدة بين عُمان وظفار في دولة واحدة تسمى "السلطنة المتحدة" أمّا "سلطنة عُمان" فمعناها أن من حق الظفاريين أن يطالبوا بتغيير اسم الدولة إلى "سلطنة ظفار".ً
على وقع هذه التدوينة على حسابه في الفيسبوك، حكمت محكمة الاستئناف بصلالة بظفار يوم الاثنين 15 شباط 2016 على الكاتب والباحث سعيد بن عبد الله الدارودي بما يلي: " قبول المحكمة بقبول الاستئناف شكلا وفي الموضوع برفضه وتأييد الحكم المستأنف مع الأمر بوقف تنفيذ عقوبة السجن المقضى بها عدا ثلاثة أشهر منها". 
وكانت المحكمة الابتدائية بصلالة قد حكمت على سعيد الدارودي بتاريخ 18 آذار 2015، بالسجن لمدة عام بتهمة " الإخلال بالنظام العام" وستة أشهر بتهمة أخرى هي " إثارة الفتنة والبغضاء" مع غرامة مالية قدرها ألف ريال عماني ، حوالي 2600 دولار أمريكي.
لم أعد أدري في أي عالم عربي نعيش. لم أعد أفهم يا صديقي لِم يضيق صدر الحاكم بتدوينة كاتب حر رفض أن ينحني للأصنام، وفضل أن يسبح عكس التيار، ويبقى واقفا كشجرة صفصاف شامخة في الأعالي، يعبر عن قناعاته بكل حرية وجرأة، يدافع بقلمه ضد الظلم وضد التهميش وضد الاستبداد، ويرفض الإرهاب وحمل السلاح ضد شعبه ووطنه.
لم أعد أفهم يا صديقي كيف تدعم بعض الأنظمة الإرهابيين والعملاء وتمولهم بالسلاح لتدمير دول وإسقاط أنظمة، وتتغاضى أخرى عن مؤامرات تيارات عرقية وخطابها العنصري الشوفيني الذي يزكم الأنوف ويزرع الفتن باسم حقوق الإنسان والحق في الاختلاف. وفي الوقت ذاته تعتقل وتحبس وتهين كرامة كاتب حر أبى إلا أن يدافع عن منطقته ويرفع عنها التهميش والإجحاف. هل فقدت الكرة الأرضية كرويتها ونام القمر نومه الأبدي وتخلت الشمس عن إشراقتها؟ كيف نعاقب من يحمل القلم ويجعل منه سلاحه الوحيد، وندعم شيوخ الطائفية في الفضائيات وهم يحرضون الشباب للجهاد في دماء المسلمين والتنكر لفلسطين بوصلة وقبلة كل أحرار العالم؟. لم أعد أفهم. لم أعد أفهم.
من المغرب الأقصى ومن بلاد المغرب العربي نحيي الصديق الباحث سعيد بن عبد الله الدارودي ونعلن للعالم تضامننا المطلق معه ومطالبتنا بإطلاق سراحه فورا. ولِمن لا يعرفه في وطننا العربي الكبير، فسنذكره بأن الأخ سعيد من منطقة ظفار، وهو كاتب وشاعر ورسام كاريكاتير، ومؤسس جماعة ظفار للفن الساخر، وقد أصدر العديد من الكتب والدواوين الشعرية منها:
ـ حول عروبة البربر.
ـ أصل الأمازيغ.
ـ مجموعة شعرية بعنوان ًعشر قراأت لأحزانناً.
ـ مجموعة شعرية بعنوان ًبحث كالبكاءً.
ولديه تحت الطبع كتابان ( في الدارجة الظفارية) و( الأمازيغ ولهجاتهم).
كيف لنا أن ننسى، نحن أبناء المغرب العربي، إسهامات الأستاذ الدارودي ودراساته ودفاعه المستميت عن عروبة أشقائنا البربر وصراعاته الفكرية مع حركة أمازيغية تقود منطقتنا إلى فتنة كبرى ودمار للديار وللهوية. ما كان لنا أن نتخلى عن صديق عزيز أحب المغرب العربي وتكلم لهجاته وفهمها واطلع على مجريات أحداثه وتفاعل بنبض عربي أصيل مع حراكه ووضعه الثقافي والسياسي. هل لنا أن ننسى من وقف إلى جانبنا ودعمنا في وجه القوى العرقية والفرنكفونية، ودافع معنا عن لغة الضاد رمز هويتنا؟
يقول الكاتب والروائي الكبير أحمد الزبيدي:
"لقد شكَّل الأخ والصديق سعيد الدارودي، علامة بارزة في الثقافة الظُفارية الحديثة. هذه الثقافة المتميزة التي وُئِدتْ غِبَّ القضاء على ثورة ظُفار. والتي أصبحت ظُفار بعدها مجالاً للإقصاء والتهميش. وكل صنوف الانتقام البشع. والتجاهل المُر.
إنَّ ظُفار التي كانت مناراً لحضارة جنوب الجزيرة العربية. يوم كانت شبه الجزيرة العربية ترقد في ظلام دامس. أصبحت اليوم ضحية لأصحاب النفوس المريضة والقوى الظلامية المهيمنة على السلطة العمانية.
ليس من أحد ضد وحدة الشعب العربي العُماني. ولكن الوحدة لا تستقيم وهكذا حال.
إنَّ الأخ سعيد الدارودي، الشاعر والمفكر والباحث اللغوي، هو ابن مُخْلِص لشعب ظُفار العظيم. ولقد عانى ما عانى من أجل قضية عادلة. تحية له. ولشعب ظُفار الباسل".
أحيط إلى علم كل محبي الأستاذ الدارودي بالمرافعة المذهلة لمحاميه أمام القضاة وجميع الحضور، والتي شرح فيها كيف ظُلمت ظفار وأهملت وحوربت من قبل أصحاب القرار في السلطنة لأكثر من أربعين عاماً متتالية، وذكر أهمية هذا البلد تراثياً واقتصادياً للدولة، وذكر سلسلة من الحقائق عن علماء أجلاء وصحابة كرام لا تذكرهم المناهج الدراسية العمانية لا لشيء سوى لأنهم ظفاريون وليسوا عمانيين. وذكر جبال ظفار الشامخة ، تلك الجبال الريفية الخصبة التي وصفها المحامي بأنها قادرة على أن تكون سلَّة الغذاء لبلدان الخليج العربي قاطبة، وعوض أن تزرع هذه الأراضي الخصبة بجبال ظفار إذا بأكثر من مئة مليون شجرة تموت. وذكر بأن الأمم المتحدة أعدت تقريراً قالت فيه بأن هناك لهجات عريقة وقديمة في ظفار بسلطنة عمان مهددة بالانقراض، وهذه اللهجات منها "الشحرية والحرسوسية والبطحرية" وهي اللهجات التي طالب بها المتهم (سعيد الدارودي) السلطات العمانية بأن تؤسس لها مركزاً لتوثيقها وحفظها من الاندثار ومقارنتها باللهجات الخاصة بالعرب الأمازيغ بالمغرب العربي. ولقد ساد الصمت قاعة المحكمة حتى أن المدعي العام لم ينبس ببنت شفة خلال المرافعة.
لقد بنى بترولُ ظفار كلَ مناطق السلطنة، وشيِّد عاصمتَها، وأخذت ظفار من حصة نفطها الفتات. وما زالت صلالة (عاصمة ظفار) بدون مطار دولي وبدون جامعة حكومية يدرس بها الطلاب بالمجان، وبدون ميناء حقيقي يكون مثل جبل علي بالإمارات العربية المتحدة ينعش المنطقة بالكامل ويقضي على جانب كبير من البطالة. وكل الدراسات أكدت على أن موقع ميناء صلالة يوفق في أهميته الاقتصادية والتجارية والاستراتيجية موقع ميناء جبل علي.
فيا أبناء أمتنا، إن ظفار تعاني من الظلم والتهميش، وواجب علينا أن نقف إلى جانب مفكر كبير بحجم الأخ والصديق سعيد، وهو يدافع عن منطقته بالقلم. فهبوا نصرة له ولكل أشقائنا الظفاريين.
سأختم مقالي بقصيدة للأستاذ الدارودي تحت عنوان (هذا أنا):
يا سائلاً عن حــــالتي وتقولُ لي: مــــاذا جرى؟
همّي ظــفار وحُرقتي ولذا تراني كـــــــما ترى 
لســـــــتُ أنا ممن هُمُ متقدمــــــــون إلى الـورا
والحالمون ومــــا لهم عزمٌ يســـــوق الى الذُّرى
والمُتْعَبــــــــون بذُّلهِمْ والناهضون إلى الـــكَرَى
نسبي ظفارُ ومفخري حتَّــــى أُغَيَّبَ في الــثرى
قلبي لقلبي لا لهـــــــم ومشـــــاعري لا تُشترى
قد عمَّنوهُ وعمَّنـــــــوا وعمَّنوا فَتَظفَـــــــــــــــرا
للأخ سعيد كل التحية. ندعو له بزوال الكرب

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا