-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

من هو «أوسكار»؟

ترجمة- هالة عدي
كان الممثل الألماني «إميل جانينغز» الذي شارك في الثلاثينات بأفلام دعائية للنازيين
أول من تسلم جائزة الأوسكار الشهيرة، فهل حدث خطأ ما حينئذ؟ الجواب هو نعم، إذ قيل ان الفائز الحقيقي في ذلك العام (1929) كان «رن تن تن»؛ كلب من سلالة الراعي الألماني يبلغ من العمر 11 عاما أنقذه طيار أميركي في فرنسا أيام الحرب سنة 1918، فواصل طريقه ليصبح واحدا من نجوم هوليوود الأكثر شعبية وتحقيقا للأرباح، حيث فسحت الأفلام الصامتة المجال للناطقة.
ظهر «رن» في 27 فيلما عرض أربعة منها سنة 1929، لكن «أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة» التي كانت قد تأسست حديثا برعاية «لويس ماير» مدير شركة «مترو غولدوين ماير» رأت أن منح أول جائزة لكلب سيعطي انطباعا خاطئا، خاصة أن التمثال الصغير المطلي بالذهب سيصبح أسطوريا قريبا، ويبلغ طوله 34,3 سنتيمترا بهيئة فارس من القرون الوسطى يحمل سيفا طويلا ويقف على بكرة فيلم.
لو لم يكن القرار مجنونا تماما لكان قد عد سابقة طريفة وغريبة، لذا رغم أن الكلب تلقى العدد الأكبر من الأصوات عن فئة أفضل ممثل خلال الجولة الأولى من التصويت بدأت الأكاديمية جولة ثانية اقتصرت على المتنافسين البشر.
منذ ذلك الحين أثارت جوائز الأوسكار الكثير من الجدل، ففي الوقت الذي تسلم فيه «والت ديزني» 26 جائزة محققا رقما قياسيا لم يكسره أحد حتى الآن، لم يتلق «ألفريد هتشكوك» أيا منها عدا واحدة فخرية.بغض النظر عن السياسة الداخلية للأكاديمية، لا شك أن جوائز الأوسكار تبقى مرغوبة ومغرية جدا، ويذكر أن ملصق حفل توزيع جوائز العام الحالي يضم الخطوط الخارجية الذهبية للتمثال المميز الذي يعرفه الجميع وهو يتلألأ أمام خلفية سوداء، ترافقه عبارة: «جميعنا نحلم بالذهب».
أصل التمثال
لم يتغير التمثال المميز إلا قليلا جدا منذ المراسيم الأولى التي أقيمت في فندق «هوليوود روزفلت» العام 1929 وترأسها «دوغلاس فيربانكس» الملقب بملك هوليوود وكان أول مدير للأكاديمية. على الورق صمم التمثال من قبل «سيدريك غيبنز» المدير الفني لمترو غولدوين ماير، وحوله الفنان الأميركي «جورج ستانلي» إلى تمثال.
غيبنز إيرلندي المولد وأحد مصممي هوليوود الأكثر تأثيرا وإبن مهندس معماري، ربما كان المصمم الوحيد في هوليوود الذي سافر إلى باريس سنة 1925 للتعرف على منابع حركة «آرت ديكو» ضمن «المعرض الحديث للفنون الزخرفية والصناعية»، ويحيا شغفه بهذه الحركة كل عام عندما تظهر التماثيل المتألقة في حفل التوزيع.رغم عدم استخدام عارض كنموذج أثناء عملية التصميم، ادعت الممثلة المكسيكية «دولوريس ديل ريو» وزوجة غيبنز أن صديقها الممثل الثانوي «إميليو فيرنانديز» الذي كان في منتصف العشرينات من عمره هو الذي وقف أمام ستانلي، ربما ساهمت هذه الإضافة المثيرة إلى قصة الأوسكار بزيادة شهرة فيرنانديز كممثل ومخرج؛ إذ فاز لاحقا بأول سعفة ذهبية سنة 1946 عن فيلمه «ماريا كانديليريا»، إلا أن طراز التمثال يجعله تجسيدا لأي شاب ذي جسم سليم.
حتى لو شككنا بقصة فيرنانديز يبقى اسم «أوسكار» لغزا محيرا، رسميا يدعى التمثال «جائزة الأكاديمية للجدارة» لكن يعرفها الجميع في هوليوود باسم أوسكار منذ العام 1934 على الأقل، حتى أن الأكاديمية تبنت الإسم سنة 1939.
القصة الأرجح هي أن أمينة مكتبة الأكاديمية «مارغريت هاريك» قالت أنه يشبه عمها «أوسكار» عندما شاهدت التمثال للمرة الأولى، كما ظهرت قصص أخرى عن أصله آنذاك، منها إشاعة تقول ان الممثلة «بيت ديفيس» أطلقت عليه اسم زوجها الأول «هارمون أوسكار نيلسون»، لكن مهما كان مصدره غامضا التصق الاسم بالتمثال تماما.
أيقونة هوليوود
كانت الجوائز الأصلية المصنوعة من البرونز الصلب المطلي بالذهب تصب وتصقل في مصنع «شومواي وأبناؤه» بولاية إلينوي، وبحلول منتصف الثلاثينات أفسح البرونز الطريق لمعدن بريتانيا (القصدير والأنتيمون والنحاس) المطلي بالنحاس والنيكل إضافة لطبقة أخيرة من الذهب الصافي، ومنذ 1982 أنتجت بشركة «أوينز وشركاؤه» في شيكاغو.
جاءت الاستراحة الأكثر تميزا من التصميم التقليدي في العام 1939، عندما قدمت «شيرلي تيمبل»، وعمرها عشرة أعوام، جائزة فخرية ثانية لوالت ديزني، واتخذت الأخيرة شكل منصة خشبية وقف عليها تمثال أوسكار تقليدي تجاوره درجات سلم صغيرة اصطفت عليها سبعة تماثيل أقزام تكريما لعمله «بياض الثلج والأقزام السبعة» (1937).
ما لم ينظر إليه بتسامح أبدا كان بيع الأوسكارات، فمنذ العام 1950 لم يسمح للفائزين ولا ورثتهم بعرض الجوائز للبيع دون تقديمها أولا للأكاديمية مقابل دولار واحد، غير ان بعض مالكيها وجدوا ثغرات سمحت لهم ببيعها؛ فعرضت «بياتريس» ابنة المخرج «أورسن ويلز» سنة 2011 الجائزة التي فاز بها والدها سنة 1942 لفئة أفضل سيناريو أصلي عن فيلمه «المواطن كين» في مزاد لتجلب ما يقارب 862 ألف دولار، فهل تساوي جوائز أخرى أكثر من ذلك؟ لكن هذه الجوائز لا تقدر بثمن، فأيقونات هوليوود تبجل كما لو كانت تماثيل قديسين مطلية بالذهب داخل مزارات أو احتفالات دينية، ورغم عدم تأكيد صحة الرواية لكن يقال ان جانينغز حمل جائزته أمامه كما لو كانت أثرا مقدسا وهو يقترب من قوات الحلفاء المتقدمة في ألمانيا نهاية الحرب العالمية الثانية وهو يصيح :»أملك أوسكار!» متوقعا أن ذلك سيخدمه، ونجا في نهاية الأمر.
جوناثان غلانسي/ 
موقع بي بي سي البريطاني

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا