كشفت دراسة فرنسية حديثة أن الساكنة المهاجرة في فرنسا هي ساكنة حضرية، حيث يتمركز 8 من كل عشرة مهاجرين في المجالات الحضرية للمدن خصوصا، في المجال
الحضري للعاصمة باريس التي تحتضن 38 في المائة من مجموع المهاجرين في فرنسا.
وأبرز تقرير بعنوان الانتشار الجغرافي للمهاجرين، نشره مؤخرا المعهد الفرنسي للإحصاءات، أن الانتشار الجغرافي للساكنة المهاجرة هو نتيجة لموجات الهجرة التي شهدتها فرنسا خصوصا في المناطق الجنوبية الغربية وفي المناطق الصناعية خلال فترة الإقلاع الصناعي، كما أن المهاجرين الذين وصلوا إلى فرنسا في الخمس سنوات الأخيرة يستقرون في الأحياء التي مازال يعيش فيها من سبقهم إلى الهجرة خلال سنوات الستينات.
ومن بين المعطيات التي قدمها التقرير الذي أنجز انطلاقا من إحصاءات تعود إلى 2012، أن المهاجرين يفضلون الاستقرار المناطق التي تعرف كثافة سكانية عالية، مشيرا إلى أن الانتشار الديمغرافي للمهاجرين في فرنسا يختلف أيضا باختلاف بلدان الأصل، حيث ان أزيد من 92 في المائة من المهاجرين الأفارقة يفضلون التمركز في المدن مقابل 82 في المائة من المهاجرين المنحدرين من دول أوروبية.
وفيما يخص الهجرة المغربية فأفادت الدراسة بأن المهاجرين المغاربة ينتشرون على امتداد التراب الفرنسي، وهم أكثر حضورا في الجنوب الغربي، كما أن نصف المهاجرين المغاربة في فرنسا يقيمون في سبعة مدارات حضرية كبرى هي باريس ومونبوليي وأفينيون وليل وليون وتولوز ومرسيليا، كما أنهم أكثر حضورا في المدن المتوسطة والصغرى من باقي المهاجرين المغاربيين.
وفي نفس الإطار تشير الدراسة الإحصائية إلى أن أزيد من 92 في المائة من المهاجرين الجزائريين والتونسيين يعيشون في المدارات الحضرية للمدن الكبرى مثل باريس وليون ومرسيليا، وهي المدن التي عرفت استقرار قويا للمصانع في أوج للهجرة القادمة من هاذان البلدان.
يذكر أن مجموع الساكنة الفرنسية بلغ سنة 2012 أزيد من 65 مليون نسمة من بينها 5 ملايين ونصف مهاجر.