نظم "نادي المسرح" بثانوية علال الفاسي التأهيلية بوزان – بريكشة، بتنسيق مع "جمعية أساتذة اللغة العربية" بوزان، وبتعاون مع جمعية آباء وأمهات التلاميذ، يوم
الخميس 31 مارس مساء، لقاء تواصليا مع الكاتب والمسرحي المغربي المسكيني الصغير.
افتتح الأستاذ والباحث هشام العطاوي اللقاء بالحديث عن دواعي إقامة هذا النشاط، والمتمثلة في اختيار مسرح الطفل كمدخل لتخليد اليوم العالمي للمسرح، والاحتفاء بأحد رموزه في الوطن العربي. ثم قدم توطئة تطرق فيها للحديث عن المسرح العربي وإبدالاته، مموقعا تجربة المسكيني الصغير ضمن اتجاه المسرح الثالث الذي يسعى الى الاشتغال على التراث.
أما مدير ثانوية علال الفاسي، الأستاذ عبد المجيد الخلفي، فقد رحب في كلمته بالمحتفى به، الكاتب المسكيني الصغير، وثمن هذه الالتافتة منه، وقبوله دعوة المؤسسة.
وجاءت مداخلة الدكتور المعتمد الخراز بعنوان: "الأبعاد التربوية في مسرح الطفل عند المسكيني الصغير"، وقد تحدث فيها عن الخطاب المقدماتي الذي استهل به المسكيني الصغير أعماله المسرحية الموجهة للطفل، رصد من خلالها ثلاثة مستويات راهن الكاتب على ملامستها؛ وتتعلق بالنص/العرض، والمتلقي، ومظاهر أزمة مسرح الطفل في المغرب، ثم تعرض الدكتور المعتمد الخراز إلى أهم الأبعاء التربوية التي رام المسكيني الصغير بثها في نصوصه المسرحية الموجهة للطفل، حيث تحدث عن جانب البيئة، والحث على العمل، وصيانة التراث، ومبدأ التعاون، ليختم الباحث مداخلته برصد أهم السمات الفنية والموضوعية في مسرح الطفل عند المسكيني الصغير.
وألقى بالمناسبة الأستاذ عزيز التاكني، رئيس نادي المسرح، شهادة في حق المسكيني الصغير، الذي اختار ألا يتحدث فيها عنه ككاتب ومبدع في أجناس أدبية متعددة: (المسرح، الشعر، القصة القصيرة، الزجل)، بل الحديث عن المسكيني الصغير الإنسان، مركزا على خصاله ومناقبه، مثل: الأصالة والتواضع والنضال والحكمة...إلخ. وهي خصال ذكرها الأستاذ عزيز التاكني انطلاقا من معايشته للمحتفى به، والأحداث التي شاهدها وتقاسمها معه.
أما كلمة الكاتب والمسرحي المسكيني الصغير، فقد ركز فيها على أهمية عقد مثل هذه اللقاءات في المؤسسات التعليمية، وتحقيق التواصل مع الأساتذة والتلاميذ، ليتحدث بعد ذلك عن أهمية المسرح في حياتنا، في مجال تطوير الذكاء، وتنمية الشخصية، والعلاج النفسي، كما تحدث عن الدور الذي لعبه تاريخيا في المغرب، وخصوصا في مرحلة الاستعمار، حيث مثل أحد الأسلحة الأساس، وهو ما جعل المستعمر يحترس منه ومن الرسائل التي يمررها. وسيقوم المسرح – حسب المسكيني الصغير – بعد الاستقلال بأدوار طلائعية، وتنويرية. بعد ذلك تعرض للحديث عن وضعية المسرح المدرسي، الذي اعتبره يعيش حالة أزمة في مختلف الجوانب والمستويات؛ في المقررات، وغياب البنيات الملائمة داخل المدارس، وغياب الورشات الفنية، وغير ذلك. في نهاية اللقاء، وجه المسكيني الصغير الشكر لكل الساهرين على إنجاح هذا اللقاء التواصلي. وتفاعلا مع الكلمة التي ألقاها جاءت عدد من مداخلات الحاضرين والأسئلة التي حاولت الحفر في تجربة المسكيني الصغير، مثل: وضعية المسرح في المغرب، والمسرح الثالث.. وغير ذلك.
بعد ذلك قدم بعض تلاميذ المؤسسة وصلات غنائية، رفقة أستاذ الموسيقى الفنان حذيفة بن علي، كما قدمت إحدى تلميذات المؤسسة مونولوغا مستوحى من إحدى أعمال المسكيني الصغير. وختم اللقاء بتسليم مدير المؤسسة هدية للمسكيني الصغير، وسلمه الأستاذ عزيز التاكني درعا خاصا، بينما سلمه الدكتور المعتمد الخراز شهادة تقديرية باسم جمعية أساتذة اللغة العربية بوزان اعترافا بإسهامه في تطوير الحركية المسرحية في المغرب، ومشاركته البارزة في المشهد الثقافي المغربي والعربي، ثم قام المسكيني الصغير بتوقيع بعض أعماله المسرحية.