زفرة أولى:
لا يطفئ النار (الضروس)إلا مطر مجيد..
و من يحارب نارا بنار.. سيحترق
ما من قط خاف من المطر مات من العطش.
**********لا يطفئ النار (الضروس)إلا مطر مجيد..
و من يحارب نارا بنار.. سيحترق
ما من قط خاف من المطر مات من العطش.
زفرة ثانية من بلاد الشرق:
البارحة قام أحد الجهلة بإحضار مجسم ل ( بوذا) و حطمه أمام صديق ( بوذي)، تطلع إليه هذا الأخير و سأله:
– لماذا فعلت ذلك؟!
فأجابه:
– هذا صنم و يجب تحطيمه. و رحل.
سألت صديقي ( البوذي):
– هل أنت حزين و غاضب بسبب تحطيم التمثال؟!
فرد مبتسما:
– لا لست غاضبا.. المقدسات لا يمكن تحطيمها لأنها معنوية و ليست مادية، معناها في القلب.
هو حطم التمثال الحجري لبوذا، و تحطيم معنى و رسالة بوذا يكون من قبل أتباعه، إذا ما أعلنوا العداوة لتحطيم الحجر، أو حرق كلمات ( بوذا).. عندها نحطم الإنسانية و السلام الذين دعا إليهما.المقدس الحقيقي لا يمس و ليس لأحد قدرة على إهانته.
لمن يثورون لحرق ” القرآن”، و يتجاهلون تحطيم أفكاره و معناه.. تناقضون أنفسكم هكذا بدون استخدام العقل، و تقولون: “القرآن” صالح لكل زمان و مكان.. ثم نسألكم:
لماذا لا تحطمون أصنام هذا العصر كتلك التي تقبع في ( الذات الملكية).. و في ( اللحى) التي تفتي بمضاجعة الزوجة ( الميتة)؟!أليس في هذا حرق حقيقي لكل آية تحض على السلام، استخدام العقل، و الإنسانية؟!
نحن ورثة لهذا ” العقل” و استخدامه شرط لازم للإنسانية و الإيمان، فلا تزاودوا علينا بالإيمان.. عقلك، عملك و قدرتك على تطوير هذه البلاد هو مقياس ( ذاتك)، التي إن فكرت أن تصبح صنما سننسفها.
**********
زفرة ( دائمة) في كل حديث:
يسقط توريث (الطوائف )كعاهات دائمة، هذه هي الإعاقة العقلية.
يسقط توريث ( الأديان).. من حق أطفالنا أن يختاروا (طريقة) تعاملهم مع ” الله”.
**********
زفرة ثالثة ( لتعريصهم):
“قال (الكندرجي) :صغروا أقدامكم، أنا لاأقدر أن أكبّر قوالبي.
صغرنّا مهماتنا وأقدارنا على قد (تعريصكم) ، ولم نخلص”.
” ممدوح عدوان” / “أعدائي “
و مازال المعارضون الشرفاء يصغرون أقدارهم و مهماتهم على قد ( تعريص) معارصة الفنادق، و القنوات القميئة الطائفية بأجندتها المدروسة:
1-كل ما نحرق معارض شريف غير متزمت نبدأ (باللي بعدو).
2-لا أحد يتكلم إلا بما نمليه عليه.
3-كل معارض غير إسلامي و متزمت أيضا ننسفه، و أقلها نهمشه، و يا حبذا لو دمغ سيف معاوية ” سوريا” و أخضع الجميع تحت استبداده.
يا أبناء ” سوريا” الشرفاء:
افتحوا العينين على وطن جريح.. يخسر حاليا العقول- التي قضت عمرها في المنافي و السجون- عبر الرجم و التخوين، حتى لا نصل إلى يوم يقول فيه(الكندرجي):
لا أعرف ماذا سأعمل في المستقبل.. أطفال” سوريا” نصفهم مات و النصف الآخر مشلول لا يحتاج أحذية.. لو كبرت قوالبي لكان الوضع أفضل بكثير.
**********
زفرة ( طفلة) لا تعرف العد:
اختبرت الخوف للمرة الأولى عندما كنت في رياض الأطفال ، كنت صغيرة و بسيطة ، لا يزال النوم يداعب أجفاني عندما اكتشفت المعلمة أني لم أحضر أيا من الكتب أو الدفاتر ، و أنني اكتفيت بحقيبة تحتوي فقط على لوح كبير من الشوكولا كانت صديقة أمي قد أحضرته لنا البارحة .
كان إحساسا غريبا ، طرقات في فستاني الوردي من جهة واحدة ، و نمل يمشي في قدميّ يبدأ حفلة صاخبة مستخدما طبولا عدة .
بدأت أحرك قدميّ عساني أقتل النمل اللعين ، لكن الماء كان قد وصل مسرعا من ثيابي الداخلية إلى النمل ، مما زاد في هياجه و ارتفع صوت الطبول …
حدث ذلك كلّه في الدقيقة ذاتها التي صرخت بها الآنسة “سمر ” في وجهي :
-حمقاء ،هل تأتين هنا للعب أم للفائدة ؟!
لا أذكر مطلقا أنّي بكيت ، كان الشعور جللا لدرجة أنني لم أقو على البكاء …قالت لي “مريم” جارتي في المقعد أنني خفت كثيرا …
خفت ؟؟
كانت كلمة جديدة ، تعرفت عليها سنواتي الخمس ، ضممت يديّ إلى الطارق في ثيابي ، وجلست بهدوء الكبار .
للخوف صوت عال جدا ، و مخيف .
في اليوم التالي حملت كل الكتب و الدفاتر التي أملكها ، أصبحت الحقيبة ثقيلة جدا فاضطررت إلى ترك زجاجة المياه و الطعام اللذين كانت أمي قد وضعتهما في الحقيبة .
أمضيت اليوم كله جائعة و عطشانة ،في انتظار قدوم الآنسة سمر و تفتيش حقيبتي ، لكنها لم تحضر .
كان درس الخوف الأول الذي لم يبكني ،لكنه تسبب في رعب ، و جوع ، و عطش ، و حقيبة تهد الظهر لمدة عام .
أعلم الآن أن الخوف بحد ذاته لا يهلك ..تهلكنا تبعاته .
**********
زفرة الحل (المؤجل):
يا أيها العلمانيون.. أنتم حلقة العقل الأقوى، و صناع الثورات الحقيقيون.. يا ( علمانيو) العالم اتحدوا.