صدر حديثاً عن منشورات المتوسط كتاب ما بعد إسرائيل – نحو تحول ثقافي لمارسيليو سڤيرسكي، الذي ترجمه إلى العربية المترجم سمير عزت نصار وقام
بمراجعته حسام موصللي.
يؤكّد مارسيلو سڤيرسكي في هذه الكتاب، الجديد والفريد من نوعه، على أنّه ليس هناك حل سياسي مطروح في الوقت الراهن يمكنه أن يوفّر الماهيّة الثقافية اللازمة لإحداث تحوُّلٍ على أساليب بقاء دولة إسرائيل وسبُل الحياة فيها.
يُناقش سڤيرسكي، على نحوٍ مثير للجدل، فكرة أن المشروع السياسي الصهيوني غير قابل للإصلاح؛ أي أنّه الوحيد الذي يؤثّر سلباً على حياة المستفيدين منه كما على ضحاياه أيضاً. بالمقابل يهدف الكتاب إلى إحداث موقف معاكس، يسمح لليهود الإسرائيليين باكتشاف الآلية التي تمكنهم من تجريد أنفسهم من الهويات الصهيونية وذلك من خلال الانخراط بالأفكار والممارسات والمؤسسات المنشقّة عن تلك الهويات.
أخيراً فإن إنتاج المعدّات والتكنولوجيا العسكرية التي تُساعد إسرائيل على السيطرة على حياة الفلسطينيين، بسياسات الفصل وقوانينه والمساحات المخصصة لليهود وللفلسطينيين، ترتبطُ جميعاً بإنتاج ذوات الصهيونيّة وأنماط وجودها. إن التغلُّب على أنماط الوجود هذه هو «ما بعد إسرائيل».
وعن الكتاب يقول نور مصالحة، مدرس الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن:
«يذهب هذا العمل الأصيل للغاية بعيداً مُتجاوزاً أحدث الكتب التي تتحدث عن فلسطين- إسرائيل والتي تركّز على حلول الدولتين أو الدولة الواحدة للصراع. وتُظهِرُ إنسانيته ومنهجيته التحررية الضرورة الحتمية لتحول ثقافي في إسرائيل لصالح جميع ضحايا الصهيونية؛ يهوداً وفلسطينيين».
أما كريس ويدون "أستاذ في النظرية النقديّة والثقافيّة، جامعة كارديف" فيقول: «يُمثّل هذا الكتاب تحليلاً ثقافياً في أفضل حالاته، حيث يُقدّم الانتقادات العميقة للطرق الرئيسية للحياة وأنماط الوجود التي تُشكّل الصهيونية الإسرائيلية؛ من خلال مزيج نادر من النظرية المتطورة والتفاصيل المُتقنة والجذابة، إلتقط سڤيرسكي تعقيدات الذوات اليهودية الإسرائيلية على مستوى ممارسات الحياة اليومية. ما بعد إسرائيل هو إسهام مهم ومُتحدٍّ بصدد إعادة التفكير بثنائية فلسطين- إسرائيل وإعادة صناعتها».
وتحتفي أريئيلا أزولاي، مؤلّفة كتاب «من فلسطين إلى إسرائيل» بجرأة الطرح الموجود في هذا الكتاب: «ما بعد إسرائيل كتابٌ علماني. إنّه يرفض القبول بالصهيونية باعتبارها عقيدة دينية؛ وبدلاً من ذلك، يجرؤ هذا الكتاب الممتاز على قراءة الصهيونية على أنّها حلقة في تاريخ فلسطين لشعبين يعيشان فيها. هذا ليس بنبوءة ولا نهاية للعالم. إنّه تحليل سياسي وثقافي جريء للعمليات التي تقوّض النظام الإسرائيلي الحالي والتي هي قيد العمل في يومنا هذا».
أما رونيت لينتين، "مُحاضِرة في علم الاجتماع، كليّة ترينيتي في دبلن" فتقول: «يبدو النص المثير للجدل لمارسيلو سڤيرسكي، على الصعيد النظري، مُتطوراً ومُتاحاً في آن معاً. ما بعد إسرائيل هو تحليل أصيل، مكتوب بصياغة جميلة وممتعة، للوحدة السياسية التي تُدعى إسرائيل، وكيف أنه من الممكن تجاوزها من خلال التحوُّل الثقافي».
جاء الكتاب في 285 صفحة من القطع الوسط
عن المؤلف مارسيلو سڤيرسكي:
محاضر في الدراسات الدولية في مدرسة الإنسانيات والبحث الاجتماعي في جامعة وُلونغونغ منذ عام 2012، حيث انتقل إليها قادماً من جامعة كارديف في ويلز، والتي عمل بها في مركز الدراسات النقدية والثقافية منذ 2008. يُدرّس مارسيليو مواضيع في الدراسات الدولية وأبحاثاً عن سياسات الشرق الأوسط والفلسفة القارّية الأوروبية؛ ويركّز في المقام الأول على النظريات وممارسة النشاط السياسي والعمل الثوري والتحوّل الاجتماعي.
يحاول في مواضيعه تلك الربط بين الفلسفة القارية الأوروبية - بشكل خاص أعمال جيّل دولوز وفيلكس غواتاري؛ النظرية السياسية النقدية (critical political theory)؛ ونظريات ما بعد الاستعمار. يطبق مارسيليو أعماله على الشرق الأوسط وخاصة فلسطين – إسرائيل، كما يهتم بسياسات أمريكا اللاتينية. وتتسم أبحاثه بنوعيتها وميلها إلى المنهجيات الإثنوغرافية (الناسيّة).
صدر له العديد من البحوث والكتب في هذا الإطار ومن كتبه “دولوز والنشاط السياسي – 2010” و”أغامبين والاستعمار (بالشراكة مع سيمون بينيال) – 2012” و”النشاط العربي اليهودي في إسرائيل-فلسطين – 2012”، وكتابه هذا “ما بعد إسرائيل – نحو تحول ثقافي” الذي صدر عام 2014 في لندن عن دار “زيد بوك” العريقة. وبترجمة هذا الكتاب نكون قد قدمنا مارسيلو سڤيرسكي لأول مرة إلى القارئ العربي.
بمراجعته حسام موصللي.
يؤكّد مارسيلو سڤيرسكي في هذه الكتاب، الجديد والفريد من نوعه، على أنّه ليس هناك حل سياسي مطروح في الوقت الراهن يمكنه أن يوفّر الماهيّة الثقافية اللازمة لإحداث تحوُّلٍ على أساليب بقاء دولة إسرائيل وسبُل الحياة فيها.
يُناقش سڤيرسكي، على نحوٍ مثير للجدل، فكرة أن المشروع السياسي الصهيوني غير قابل للإصلاح؛ أي أنّه الوحيد الذي يؤثّر سلباً على حياة المستفيدين منه كما على ضحاياه أيضاً. بالمقابل يهدف الكتاب إلى إحداث موقف معاكس، يسمح لليهود الإسرائيليين باكتشاف الآلية التي تمكنهم من تجريد أنفسهم من الهويات الصهيونية وذلك من خلال الانخراط بالأفكار والممارسات والمؤسسات المنشقّة عن تلك الهويات.
أخيراً فإن إنتاج المعدّات والتكنولوجيا العسكرية التي تُساعد إسرائيل على السيطرة على حياة الفلسطينيين، بسياسات الفصل وقوانينه والمساحات المخصصة لليهود وللفلسطينيين، ترتبطُ جميعاً بإنتاج ذوات الصهيونيّة وأنماط وجودها. إن التغلُّب على أنماط الوجود هذه هو «ما بعد إسرائيل».
وعن الكتاب يقول نور مصالحة، مدرس الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن:
«يذهب هذا العمل الأصيل للغاية بعيداً مُتجاوزاً أحدث الكتب التي تتحدث عن فلسطين- إسرائيل والتي تركّز على حلول الدولتين أو الدولة الواحدة للصراع. وتُظهِرُ إنسانيته ومنهجيته التحررية الضرورة الحتمية لتحول ثقافي في إسرائيل لصالح جميع ضحايا الصهيونية؛ يهوداً وفلسطينيين».
أما كريس ويدون "أستاذ في النظرية النقديّة والثقافيّة، جامعة كارديف" فيقول: «يُمثّل هذا الكتاب تحليلاً ثقافياً في أفضل حالاته، حيث يُقدّم الانتقادات العميقة للطرق الرئيسية للحياة وأنماط الوجود التي تُشكّل الصهيونية الإسرائيلية؛ من خلال مزيج نادر من النظرية المتطورة والتفاصيل المُتقنة والجذابة، إلتقط سڤيرسكي تعقيدات الذوات اليهودية الإسرائيلية على مستوى ممارسات الحياة اليومية. ما بعد إسرائيل هو إسهام مهم ومُتحدٍّ بصدد إعادة التفكير بثنائية فلسطين- إسرائيل وإعادة صناعتها».
وتحتفي أريئيلا أزولاي، مؤلّفة كتاب «من فلسطين إلى إسرائيل» بجرأة الطرح الموجود في هذا الكتاب: «ما بعد إسرائيل كتابٌ علماني. إنّه يرفض القبول بالصهيونية باعتبارها عقيدة دينية؛ وبدلاً من ذلك، يجرؤ هذا الكتاب الممتاز على قراءة الصهيونية على أنّها حلقة في تاريخ فلسطين لشعبين يعيشان فيها. هذا ليس بنبوءة ولا نهاية للعالم. إنّه تحليل سياسي وثقافي جريء للعمليات التي تقوّض النظام الإسرائيلي الحالي والتي هي قيد العمل في يومنا هذا».
أما رونيت لينتين، "مُحاضِرة في علم الاجتماع، كليّة ترينيتي في دبلن" فتقول: «يبدو النص المثير للجدل لمارسيلو سڤيرسكي، على الصعيد النظري، مُتطوراً ومُتاحاً في آن معاً. ما بعد إسرائيل هو تحليل أصيل، مكتوب بصياغة جميلة وممتعة، للوحدة السياسية التي تُدعى إسرائيل، وكيف أنه من الممكن تجاوزها من خلال التحوُّل الثقافي».
جاء الكتاب في 285 صفحة من القطع الوسط
عن المؤلف مارسيلو سڤيرسكي:
محاضر في الدراسات الدولية في مدرسة الإنسانيات والبحث الاجتماعي في جامعة وُلونغونغ منذ عام 2012، حيث انتقل إليها قادماً من جامعة كارديف في ويلز، والتي عمل بها في مركز الدراسات النقدية والثقافية منذ 2008. يُدرّس مارسيليو مواضيع في الدراسات الدولية وأبحاثاً عن سياسات الشرق الأوسط والفلسفة القارّية الأوروبية؛ ويركّز في المقام الأول على النظريات وممارسة النشاط السياسي والعمل الثوري والتحوّل الاجتماعي.
يحاول في مواضيعه تلك الربط بين الفلسفة القارية الأوروبية - بشكل خاص أعمال جيّل دولوز وفيلكس غواتاري؛ النظرية السياسية النقدية (critical political theory)؛ ونظريات ما بعد الاستعمار. يطبق مارسيليو أعماله على الشرق الأوسط وخاصة فلسطين – إسرائيل، كما يهتم بسياسات أمريكا اللاتينية. وتتسم أبحاثه بنوعيتها وميلها إلى المنهجيات الإثنوغرافية (الناسيّة).
صدر له العديد من البحوث والكتب في هذا الإطار ومن كتبه “دولوز والنشاط السياسي – 2010” و”أغامبين والاستعمار (بالشراكة مع سيمون بينيال) – 2012” و”النشاط العربي اليهودي في إسرائيل-فلسطين – 2012”، وكتابه هذا “ما بعد إسرائيل – نحو تحول ثقافي” الذي صدر عام 2014 في لندن عن دار “زيد بوك” العريقة. وبترجمة هذا الكتاب نكون قد قدمنا مارسيلو سڤيرسكي لأول مرة إلى القارئ العربي.