أفادت دراسة اقتصادية أن الأداء الوظيفي للذين فوق
سن الأربعين يكون أفضل إذا كان أسبوع العمل بالنسبة لهم محصورا في ثلاثة أيام فقط.
وتشير النتائج إلى أن جيلا من العمال الذين يتوقعون
الاستمرار بحياة الكدح في المستقبل بعد سن السبعين يجب أن يكونوا حذرين فيما يهدفون
إليه، لأن هجر العمل نهائيا له مخاطره على العقل والإفراط فيه لا يقل سوءا.
وتشير الإحصاءات إلى أن العمل بدوام جزئي أفضل ميزان
بين الحفاظ على الدماغ في حالة نشاط مستمر، وبين دفعه إلى التدهور بسبب التوتر والإرهاق.
وبعد تجارب عديدة ومتنوعة في مجال الأعداد وقراءة
كلمات بطريقة معينة، تبين للخبراء أن العمل لأربعين ساعة أسبوعيا كان مرتبطا بعجز إدراكي
بسيط، لكن العمل لـ55 ساعة أو أكثر بدا أسوأ من الذين كانوا متقاعدين أو عاطلين.
"تشير الإحصاءات إلى أن العمل بدوام جزئي
أفضل ميزان بين الحفاظ على الدماغ في حالة نشاط مستمر، وبين دفعه إلى التدهور بسبب
التوتر والإرهاق"
وقال كولين ماكينزي، أستاذ الاقتصاد بجامعة كيو
اليابانية، إن أوضح دليل أشار إلى أن العمل أكثر من اللازم أو أقل من اللازم يمكن أن
يسبب انخفاضا في الأداء الإدراكي.
وأشار إلى أن العديد من الدول سترفع سن التقاعد
من خلال تأخير السن الذي يكون فيه الشخص مؤهلا لتلقي استحقاقات المعاش التقاعدي، وهذا
يعني أن المزيد من الناس سيواصلون العمل في مراحل لاحقة من حياتهم.
وأضاف أن "درجة التحفيز الفكري قد تعتمد على
عدد ساعات العمل، والعمل يمكن أن يكون سلاحا ذا حدين، بمعنى أنه يمكن أن يحفز نشاط
الدماغ لكن في الوقت نفسه العمل لساعات طويلة يمكن أن يسبب الإرهاق والتوتر الذي يلحق
ضررا محتملا بالوظائف الإدراكية".
وخلص ماكينزي إلى أن الاختلافات في ساعات العمل
مهمة للحفاظ على الوظيفة الإدراكية لمتوسطي العمر وكبار السن، وهذا يعني أن العمل بدوام
جزئي لدى هاتين الفئتين العمريتين يمكن أن يكون فعالا في المحافظة على القدرة الإدراكية.
يُذكر أن هذه النتائج تحاكي دراسة مشهورة لعشرة
آلاف موظف من متوسطي العمر بالحكومة البريطانية منذ عام 1985، وبتحليل بياناتها وُجد
أن أداء الذين كانوا يعملون 55 ساعة أسبوعيا كان الأسوأ في سلسلة من الاختبارات الإدراكية
مقارنة بمن حافظوا على أربعين ساعة على الأكثر.
أما الدراسة الأسترالية فقد شملت مجموعة أوسع من
الوظائف، وكذلك بالنسبة للمتقاعدين والعاطلين عن العمل.
المصدر : ديلي تلغراف