-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

الخيار الأفضل لصحفيي الفيديو: كاميرا الهاتف الذكي أو الكاميرا الإحترافية؟

يضع صحفيو الفيديو نصب أعينهم إنتاج محتوى جيد شكلاً ومضموناً، وتساعدهم في ذلك مجموعة من المعدات التقنية تبقى أوّلها الكاميرا التي تستعمل لتصوير المادة
المرغوبة. هنا تتنوّع الخيارات نظراً للعدد الهائل من الخيارات الموجودة في السوق، لكن أغلب الصحفيين، يميلون لاستخدام كاميرات الهواتف الذكية والكاميرات الاحترافية DSLR.
لكل من الهواتف الذكية والكاميرات الإحترافية مميزاتها الخاصة وحالات معينة تستخدم فيها واحدة دون الأخرى.
هذا الرسم التوضيحي يبين نقاط الاختلاف والتشابه الظاهرية بين الجهازين
الهاتف الذكي:
عندما يتعلق الأمر بتغطية المظاهرات في مناطق نزاعأو في أوساط متوترة يكون فيه تضييق على الصحفيينأو تعتيم إعلامي، تبقى كاميرا الهاتف الذكي الخيار الأفضل لتصوير مقاطع فيديو من عين المكان، نظراً لحجم الهاتف الصغير الذي لا يلفت الانتباه مثل الكاميرا الإحترافية، حيث أن هذه الأخيرة قد تتعرض للمصادرة أو الكسر.
تسجيل الفيديو بالهاتف الذكي له مميزات إضافية أخرى نذكر منها:
- سهولة تحديد نقطة التركيز من خلال لمس الشاشة
- ضبط إعدادات كاميرا تلقائي للتكيف مع ظروف الإضاءة
- صغر حجم الملفات وسهولة مشاركتها عبر البلوتوث أو التطبيقات على الهاتف المحمول
- إمكانية تعديل مقاطع الفيديو على الهاتف ورفعها مباشرة على الإنترنت
رغم ذلك، هناك صعوبات تقنية كثيرة قد تواجه الصحفيين والمدونين عند استعمالهم كاميرا الهاتف الذكي لتصوير الفيديو، أبرزها
- عدم التحكم الكامل في إعدادات الكاميرا.
- اهتزاز اللقطات أثناء التصوير، خصوصاً عند استعمال "الزوم الرقمي"
- تدني الجودة عند التصوير تحت إضاءة منخفضة
- رداءة جودة الصوت عند تصوير مقابلات في الشارع وعدم التحكم في إعداداته.
و لأن عدد صحفيي الفيديو الذين يفضلون استعمال الهاتف الذكي في تزايد مستمر، توجهت شركات كبرى لتصنيع ملحقات التصوير إلى تقديم حلول تكنولوجية احترافية لمساعدة الصحفيين في إنتاج محتوى فيديو يتميز بمواصفات تقنية عالية، وتجاوز العقبات المطروحة دون الحاجة لتغيير الجهاز المستعمل، هذه بعض منها:
-الاهتزاز: تقدم شركة Sync  جهاز موازنة رقميStabilizer خاص بالهواتف الذكية، يقوم بضمان ثبات اللقطات المصورة أثناء الحركة، كما أن شركة Tiffen المعروفة في مجال معدات السينما تعرض جهاز موازنة ذي كفاءة عالية اسمهSteadicam Smothee  صمم خصيصاً للهواتف الذكية وكاميرات الـ GoPro، كما أنّ استعمال حامل ثلاثي القوائم يعد من الطرق البديهية لتثبيت الهاتف خلال تصوير لقطات لا تتطلب التنقل من مكان لآخر.
-رداءة الصوت: تعتبر الميكروفونات الخارجية التي تقدمها شركات مستلزمات الصوت العالمية  كـ Tascam و Zoom  من الطرق الفعالة لتحسين جودة الشريط السمعي المسجل مع الفيديو بشكل ملحوظ جداً، حيث يتم حذف الضوضاء في الخلفية، والتحكم بإعدادات الصوت من خلال تطبيق خاص بالميكروفون يتم تحميله على الهاتف.
توجد عدة إكسسوارات أخرى من شأنها التحسين من جودة المادة المصورة بالهاتف الذكي ورفع الإشكالات الفنية القائمة، كعدة التعليق الصدرية للتجوال دون إمساك الهاتف يدوياً، وعصا التصوير الفردية لتسجيل تقارير فيديو دون الإستعانة بشخص ثان. كما أن شركات أخرى ذهبت بعيداً بإصدار عدسات خارجية تثبّت على الهاتف لتصوير فيديوهات 360 درجة  وذات دقة عالية جداً مع عمق مجال أكبر.
اقتناء مجموعة كبيرة من هذه المعدات يتطلب أحياناً ميزانية مرتفعة نسبياً، وقد يدفع ذلك بعض صحفي الفيديو إلى التفكير في اقتناء كاميرا احترافية DSLR بدل استثمار المال في ملحقات الهاتف.
آلة تصوير DSLR
تعتبر كاميرات الـ DSLR الأكثر رواجاً بين صحفيي الفيديو وصنّاع الأفلام الهواة والمحترفين على حد سواء، وذلك منذ بدء إدماج خاصية تسجيل الفيديو عالي الدقة بها في 2008، حيث كانت شركة Nikon السبّاقة لطرح موديل D90 وهو أول كاميرا ذات عدسة أحادية عاكسة تشمل إمكانية تصوير الفيديو، تبعتها بعد ذلك شركات أخرى كاليابانيتين Pentax و Canon، وبعضها اليوم يصور بدقة 4K
تتميزهذه الكاميرات بحساسيتها المرتفعة تجاه الضوء وإمكانية تغيير العدسات حسب الفتحة والبعد البؤري المرغوب فيه، إضافة لمستشعر الصورة الذي تكون مساحته أعرض من الموجود في كاميرا الهاتف الذكي، حتى لو كان هذا الأخير يتوفر علىنقاط ضوئية أكثر.
يساعد التحكم الكامل في إعدادت الفيديو بكاميرات الـ DSLR الإحترافية الصحفيين على ضبط التعريض المناسب وحرارة الألوان ودرجة الصوت، من أجل الوصول إلى أفضل نتيجة وإنشاء محتوى سمعي بصري غايةً في المهنية.
تتمتع هذه الكاميرات أيضاً بتوافقها مع تشكيلة متنوعة من الملحقات التي تساهم في الرقي بجودة الشريط المصور ودحض مجموعة من الإرهاصات التقنية التي يصادفها صحفيو الفيديو في الميدان، وهي:  
- الإضاءة: عند التواجد في مكان مصادر الضوء فيه خافتة جداً، قليلة أو منعدمة، يصبح من الضروري استعمال ألواح إضاءة LED تركب فوق الكاميرا عبر قاعدة الـ hote shoe التي تستخدم لضم أكسسوارات أخرى، كما أن استعمال الحامل ثلاثي القوائم ونقص درجة الحساسية وتباين الألوان سيعمل على تقليل نسبة الضجيج البصري للحد الأدنى.
- الصوت: الشوشرة خلال التصوير الخارجي من العقبات التي يواجهها أي صحفي، خصوصاً عند أخذ تصريحات الأشخاص والضيوف في الهواء الطلق، كما أن عوامل طبيعية موازية تؤثر على جودة الصوت المسجل كالرياح والأمطار؛ هنا يأتي دورالميكروفونات الخارجية التي تعزل صوت المستجوبين، منها اللاّسلكية التي توظف من أجل التحرك في نطاق أوسع والسلكيةالملائمة جداً للمقابلات، كما أن الميكروفونات الموجهة تضمن جودة أعلى للصوت بقدرتها على إلغاء الضوضاء الخلفية والجانبية والتركيز على مصدر الصوت الأمامي فقط، يكفي أن يتموضع الشخص المستجوب في مدى التقاط الميكروفون.
- الاهتزاز: رغم وجود نظام موازنة داخلي في معظم عدسات الكاميرات الاحترافية، فإن التصوير اليدوي ينتج عنه غالباً اهتزازت وذبذبات تفسد جمالية اللقطات وتسبب ضبابيتها، تتزايد حدة التأثير مع سرعة الحركة، لذلك ينصح باقتناء أجهزة موازنة احترافية تحقق الإنسيابية المطلوبة في التصوير والتأطير الحركي، مثل الـ Glidecam وشبيهاتها، كما أن هناك أنواعاً أخرى كحامل الكتف والحامل ثلاثي المحاور من شركة DJI الرائدة.
رغم تفوقها من الناحية التقنية على الهاتف الذكي، لدى الكاميرات الاحترافية نواقص تجعلها غير صالحة لتصوير الفيديو في بعض المناسبات، وهي:
- مدة التسجيل: أغلب الكاميرات DSLR الموجودة في السوق لا تتجاوز 30 دقيقة من التسجيل المتواصل لكل ملف فيديو، وذلك بسبب ارتفاع حرارة المستشعر أثناء التعرض الطويل للضوء وبالتالي انسداد الغالق.
- الحجم: حجم الكاميرا غالباً ما يكون جاذباً للأنظار وقد ينجم عن ذلك مشاكل في بعض الحالات (السرقة، المصادرة...)
- الوزن: حمل الكاميرا والعدسات إضافةً لباقي المعدات، له دور في إبطاء حركة الصحفي وإثقال كاهله، خصوصاً في الظروف التي تستلزم مثلاً الجري للاحتماء من مخاطر محتملة.
- التجهيز: عملية تركيب العدسة على جسم الكاميرا وضبط إعدادات الفيديو تأخذ حيزاً زمنياً قد يفوت خلاله الصحفي اللقطة التي أمامه.
- الذاكرة: تسجيل فيديوهات عالية الدقة دون تقطعات يتطلب شراء بطاقات ذاكرة ذات سرعة نقل بيانات مرتفعة.
- الرفع على الإنترنت: لا يمكن تعديل أو رفع الفيديوهات مباشرةً من الكاميرا، إلا بتمريرها للحاسوب بالطرق التقليدية (سلكUSB أو قارئ بطاقات بعض الموديلات توفر شبكة إنترنت/ وايفاي مدمج، لكن إرسال الفيديو إلى الحاسوب أو الهاتف الذكي يتطلب وقتاً سيستهلك طاقة البطارية، هناك أيضاً بطاقات ذاكرة مزودة برقاقات "وايفاي" وأجهزة إرسال "وايفاي" تربط مع الكاميرا.
في نهاية المطاف، المقارنة بين الوسيلتين توضح أنهما مكملتان لبعض، والخيار النهائي لصحفي الفيديو يبقى رهين تصوره الفني والجوانب الإيجابية التي يتميز بها كل جهاز، فضلا عن الظروف التي سيستخدم فيها، دون إغفال أن الكاميرات الاحترافية تظل مرتفعة الثمن، وفي مجتمع قدرته الشرائية ضعيفة، قد يفضل الصحفي تبني الهاتف الذكي، خصوصاً إذا كانت نيته الأساسية نشر المحتوى على شبكات الإعلام الإجتماعية وباقي المنصات الرقمية.
الصورة والانفوجرافيك من صناعة أسامة حمامة.

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا