-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

زوجة مش جارية : هبة مأمون

معظم البنات المصريات وأنا منهم اتربينا على أننا لازم نكون مصدر سعادة لأزواجنا. المفروض نضحك في وشهم وإحنا مضايقين، عشان الراجل مبيحبش الست النكدية!
نقوم نحضر الغدا وإحنا تعبانين، عشان الراجل مبيحبش الست اللي تقول تعبانة!
كان في مثل شهير كده بيقول “الست تعشش والراجل يطفش”، المثل ده معظم الستات بتقوله لبناتها عشان تقنعهم يستحملوا كل الانحرافات اللي في سلوك أزواجهم. المثل ده استوقفني وفضلت أفكر فيه شهور، وفتح في دماغي ألف سؤال..
هو ليه فعلا الزوجات عليهم الاستحمال؟
وليه الراجل من حقه يتعصب من غير ما يتقال عليه “قليل الأدب”؟
وليه الراجل لو جاله دور برد مبيتحركش من مكانه والست لو جالها نزلة شعبية تخدم البيت كله عادي؟
ليه الراجل بيرجع من الشغل يمدد على الكنبة والست ترجع تغدي وتنضف وتذاكر وممكن كمان تودي العيال التمرين وفي الآخر متسمعش حتى كلمة “شكرا”؟
وأهم سؤال، ليه الراجل مستعبد مراته؟
في الواقع بعد ما عملت بحث في محيط معارفي اكتشفت إن الراجل مظلوم ومش مستعبد مراته. لأ، خالص. هي اللي مستعبدة نفسها من خلال تمسكها بالكلام اللي اتزرع جواها سواء من الخطاب المجتمعي أو الخطاب الديني، معظم الزوجات المصريات متقسمين أربع أنواع:
النوع الأول “محظية السلطان”، وغالبا دول اتربوا تربية دينية، النوع ده مستعبدين نفسهم بإنهم شايفين إن دورهم في البيت يقتصر على إسعاد الزوج و”فرفشته”، وكتير منهم بيحسوا بخيبة أمل في أوقات كتير.  زي مثلا لما تلبس وتتزوق وتقعد مستنيه جوزها وتلاقيه سابها ودخل ينام من غير حتى ما ياخد باله منها!
والنوع ده أحيان كتير جوزها مبيفهمش هي ليه كده وبينفر منها في بعض الأحيان.
والنوع التاني “الفلبينية”. بيكونوا كادحين ومش فاضيين للعب دور المحظية ودول مستعبدين نفسهم بشكل آخر ونسيوا إنهم زوجات وعاشوا في دور “الخدامه” و “البيبي سيتر”. طول النهار يا حرام تلاقيهم بيجروا ورا العيال بطبق الأكل، في النادي في البيت في الكافيهات، ويرجعوا البيت يدخلوا جري على المطبخ يطبخوا ويغسلوا ويخلصوا المطبخ. يطلعوا على البيت تنضيف وترويق، ييجوا بالليل يناموا زي لا مؤاخذة “الفسيخة”، وفي الآخر، جوزها يبصبص للي رايحة واللي جاية بحجة إن مراته مش فاضياله.
النوع التالت “المغلوبة على أمرها”، وده أكتر نوع يقطع القلب. النوع ده بيجمع بين اﻻتنين اللي فاتوا، “خدامة” و”بيبي سيتر” بالنهار و”محظية السلطان ” بالليل. دي جوزها بيبقى متوقع منها دايما المزيد ومش مسموح لها تغلط. وأي تخاذل منها عن أداء أحد الدورين بيكون من وجهة نظر جوزها “تقصير” يستوجب التوبيخ أو على أقل تقدير التعليق من باب الإنذار الضمني.
النوع الرابع “البرنسيسة”، ودي اللي مش فارق معاها لا بيتها ولا جوزها ولا عيالها ومهتمة بنفسها وبس. دي طبعا مش مستعبدة روحها ولا حد يقدر يستعبدها، لكن في نظر جوزها والمجتمع والناس أم مهملة وزوجة فاشلة، ودي بقول لها “إحنا آسفين يا صلاح إننا جبنا سيرتك هنا من بابه!”
باختصار، الهدف الحقيقي من الجواز مبقيناش عارفينه، إحنا اتجوزنا ليه؟
عشان نجيب عيلين نفرح بيهم؟ ولا عشان الناس متقولش علينها عوانس؟
هو فعلا الزوجة ملهاش دور غير الطبيخ والتنضيف وإسعاد الزوج؟
هل من الطبيعي إن جوزك هو اللي يحدد ويرسم طريق حياتك؟
هل من المنطقي إن واحدة عاقلة وكبيرة تفتكر إنها لو مسمعتش كلام جوزها تبقى زوجة مش كويسة؟
من الواضح إن معظمنا غايب عنه المعنى الحقيقي للجواز، اللي هو “سكن” و “مودة” و”رحمة“.
التلات حاجات دول عمرهم ما هيتوفروا إلا لو كان فيه مشاركة وتفاهم مش قهر واستعباد.
لو عاوزة تكوني أسرة سعيدة يبقى لازم انتي تكوني أول السعداء، متبنيش سعادتهم على تعاستك، عيشي لهم ولنفسك، دلعي نفسك من وقت للتاني، عرفي جوزك بالهداوة إيه اللي من حقه ومش من حقه التدخل فيه، عرفي ولادك إن في وقت من اليوم بتاعك حتى لو بس عشان تشوفي مسلسلك المفضل في هدوء. اخلقي لنفسك مساحة شخصية تقدري فيها تمارسي ولو لحظات قليلة من حريتك، عشان تقدري تستمري في الحب والعطاء.
وأهم حاجة تحطيها حلقة في ودنك.. انتي حرة مش “جارية”، لا زوج ولا عادات ولا تقاليد وﻻ مفاهيم سائدة تقدر تستعبدك.

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا